سنوات السينما: (1952) High Noon

غاري كوبر في «هاي نون»
غاري كوبر في «هاي نون»
TT

سنوات السينما: (1952) High Noon

غاري كوبر في «هاي نون»
غاري كوبر في «هاي نون»

(1952) High Noon
الوسترن يتجه يساراً

‫الحكاية كما كتبها جون و. كننغهام تحت عنوان «النجمة الصفيح» (The Tin Star) اختارها المنتج ستانلي كرامر موضوع فيلم «منتصف الظهيرة» وهي تدور حول شريف بلدة عليه أن يواجه أربعة أشقياء في يوم عرسه جاؤوا للانتقام منه. ما نراه على الشاشة ينتمي إلى هذا التلخيص بالفعل، لكنه ما عاد بحثاً في بطولة رجل القانون حيال أعداء القانون، بل حول وحدته في تلك المواجهة. وفي حين أن وحدة المواجهة، خصوصاً في أفلام الوسترن، كحال هذا الفيلم، دائماً ما كانت إيعازاً بالتضحية والشجاعة وسمات البطولة الفردية الأخرى، فإنها هنا تصم المجتمع المحيط بالتخاذل وتمنح البطل وجوداً إنسانياً أعمق.‬
غاري كوبر هو «الشريف» وها هو يستعد مع عروسه آمي (غريس كيلي) لمغادرة البلدة لبعض الوقت لقضاء شهر عسل. قبيل انطلاق العربة وسط تهليل أهل البلدة يصل النبأ بأن المجرم فرانك ميلر (إيان مكدونالد) غادر السجن وهو في طريقه للبلدة مع ثلاثة أعوان له للانتقام من الشريف الذي كان قبض عليه وأودعه السجن قبل سنوات. يشجع أهل البلدة الشريف على سرعة الهرب لكنه يقرر البقاء والمواجهة. ‬
هنا يقع الخصام بينه وبين أهل البلدة وتتفتح صفحات أزمة تلو أخرى. فعروسه تفكر في تركه، وأهل البلدة يمتنعون عن مساعدته ونائبه (لويد بردجز) يغار منه لعلاقته السابقة بصاحبة الحانة هيلين (كاتي جورادو). هيلين تحب الشريف وهي من توجه العروس آمي متسائلة: «كيف تتركين زوجك في اليوم الذي يحتاج إليك فيه أكثر من سواه؟». كل هذا بالتقاطع مع وصول العصابة لقتل الشريف الذي بات وحيداً بعدما وصد أبناء البلدة الأبواب دونه. والمشهد المعبر عن ذلك هو سيره وحيداً في شارع البلدة أمام كاميرا فلويد كروسبي وهي توالي التراجع عنه إلى أن تكشف عن وحدته تلك في مشهد مهم الدلالات.‬
كثير من التقدير (ربما أعلى قليلاً مما يجب) بُني على أساس أن فرد زنمان، وهو مونتير سابق، بنى الأحداث لتمر ضمن الوقت الصحيح لها، فمدة عرض الفيلم هي 85 دقيقة وهي الفترة الزمنية ذاتها التي تقع الأحداث فيها من المشهد الأول للقاء الأشرار في محطة قطار ثم توجههم إلى البلدة وصولاً إلى المعركة التي بالكاد ينتصر الشريف فيها وانتهاء بالمشهد (الصادم في رمزيته) وهو إلقاؤه النجمة التي كانت تزين صدره كرجل قانون أرضاً وترك البلدة للأبد مع زوجته. لكن القرار الفني لسرد متواز بين دقائق الفيلم ودقائق الأحداث قام به المنتج ستانلي كرامر والكاتب كارل فورمان، أما زنمان فقام بتنفيذه فقط حسب مذكرات زنمان نفسه.‬
رُشح «هاي نون» للأوسكار كأفضل فيلم لكنه خسر أمام فيلم حول الحياة في سيرك أخرجه سيسيل ب. دميل بعنوان The Greatest Show On Earth.
البعض (وبينهم المنتج كرامر في مذكراته) يؤكد أن التصويت كان مسيساً لأن الفيلم يقدم مجتمعاً أنانياً وبطلاً خائفاً، ما لم ترغب هوليوود آنذاك في تبنيه.‬
إلى ذلك، تم الكشف عن أن كاتب السيناريو كارل فورمان كان عضواً في الحزب الشيوعي الأميركي. لكن هذا الكشف تم من بعد التصويت على منحه أوسكار أفضل سيناريو عن هذا الفيلم. هذا كله مع العلم بأن الفيلم خال تماماً من أي أجندة آيديولوجية ولو أنه يستدير ناحية يسار خط الوسط بسبب معالجته للحكاية التي كُتبت (وقرأها هذا الناقد في إعادة نشر في مجلة American West قبل عشر سنوات) على يمين ذلك الخط.‬

قيمة تاريخية: (ممتاز) | قيمة فنية: (جيد)


مقالات ذات صلة

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

يوميات الشرق الممثل البريطاني راي ستيفنسون (أ.ب)

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

توفي الممثل البريطاني راي ستيفنسون الذي شارك في أفلام كبرى  مثل «ثور» و«ستار وورز» عن عمر يناهز 58 عامًا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد في برنامج «العرافة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، اهتمام الجمهور المصري، خلال الساعات الماضية، وتصدرت التصريحات محرك البحث «غوغل» بسبب رده على زميله الفنان محمد هنيدي الذي قدم رفقته منذ أكثر من 25 عاماً فيلم «إسماعيلية رايح جاي». كشف فؤاد خلال الحلقة أنه كان يكتب إفيهات محمد هنيدي لكي يضحك المشاهدين، قائلاً: «أنا كنت بكتب الإفيهات الخاصة بمحمد هنيدي بإيدي عشان يضحّك الناس، أنا مش بغير من حد، ولا يوجد ما أغير منه، واللي يغير من صحابه عنده نقص، والموضوع كرهني في (إسماعيلية رايح جاي) لأنه خلق حالة من الكراهية». واستكمل فؤاد هجومه قائلاً: «كنت أوقظه من النوم

محمود الرفاعي (القاهرة)
سينما جاك ليمون (يسار) ومارشيللو ماستروياني في «ماكاروني»

سنوات السينما

Macaroni ضحك رقيق وحزن عميق جيد ★★★ هذا الفيلم الذي حققه الإيطالي إيتوري سكولا سنة 1985 نموذج من الكوميديات الناضجة التي اشتهرت بها السينما الإيطالية طويلاً. سكولا كان واحداً من أهم مخرجي الأفلام الكوميدية ذات المواضيع الإنسانية، لجانب أمثال بيترو جيرمي وستينو وألبرتو لاتوادا. يبدأ الفيلم بكاميرا تتبع شخصاً وصل إلى مطار نابولي صباح أحد الأيام. تبدو المدينة بليدة والسماء فوقها ملبّدة. لا شيء يغري، ولا روبرت القادم من الولايات المتحدة (جاك ليمون في واحد من أفضل أدواره) من النوع الذي يكترث للأماكن التي تطأها قدماه.

يوميات الشرق الممثل أليك بالدوين يظهر بعد الحادثة في نيو مكسيكو (أ.ف.ب)

توجيه تهمة القتل غير العمد لبالدوين ومسؤولة الأسلحة بفيلم «راست»

أفادت وثائق قضائية بأن الممثل أليك بالدوين والمسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست» هانا جوتيريز ريد اتُهما، أمس (الثلاثاء)، بالقتل غير العمد، على خلفية إطلاق الرصاص الذي راحت ضحيته المصورة السينمائية هالينا هتشينز، أثناء تصوير الفيلم بنيو مكسيكو في 2021، وفقاً لوكالة «رويترز». كانت ماري كارماك ألتوايز قد وجهت التهم بعد شهور من التكهنات حول ما إن كانت ستجد دليلاً على أن بالدوين أبدى تجاهلاً جنائياً للسلامة عندما أطلق من مسدس كان يتدرب عليه رصاصة حية قتلت هتشينز. واتهم كل من بالدوين وجوتيريز ريد بتهمتين بالقتل غير العمد. والتهمة الأخطر، التي قد تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات، تتطلب من المدعين إقناع

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سينما سينما رغم الأزمة‬

سينما رغم الأزمة‬

> أن يُقام مهرجان سينمائي في بيروت رغم الوضع الصعب الذي نعرفه جميعاً، فهذا دليل على رفض الإذعان للظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها البلد. هو أيضاً فعل ثقافي يقوم به جزء من المجتمع غير الراضخ للأحوال السياسية التي تعصف بالبلد. > المهرجان هو «اللقاء الثاني»، الذي يختص بعرض أفلام كلاسيكية قديمة يجمعها من سينمات العالم العربي من دون تحديد تواريخ معيّنة.


إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».