بيانات مذهلة حقا وفرتها منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى عن الأشواط الكبيرة التي قطعها العالم لتحسين الوضع الصحي في الدول، استشهدت بها ميلندا غيتس في مؤتمر صحافي عبر الهاتف شاركت به «الشرق الأوسط» أول من أمس. فمنذ عام 1990 انخفضت معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بأكثر من 50 في المائة، وتراجعت أيضا نسبة الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة المكتسب والملاريا والحصبة إلى النصف.
الطفل المولود اليوم، كما أكدت ميلندا، احتمال وفاته قبل بلوغه سن الخامسة أقل بمقدار النصف مقارنة بما لو كان قد ولد في عام 2000. فوائد بشرية واقتصادية هائلة يدرها هذا التطور في القطاع الصحي.
يترأس الزوجان بيل وميلندا مؤسسة غيتس الخيرية، التي يبلغ رأس مالها عدة مليارات من الدولارات. المؤسسة تعتبر واحدة من أكبر ممولي البرامج الصحية العالمية التي تهدف إلى مساعدة الفقراء على التخلص من الأمراض والفقر والوفاة المبكرة. وكشف الزوجان في المؤتمر الهاتفي عن أن المؤسسة قامت باستثمار 10 مليارات دولار منذ عام 1999 في صناديق البرامج الصحية العالمية التي تشمل كلا من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، ومرفق التمويل العالمي لصحة الطفل والأم.
بالنسبة لهما (بيل ومليندا)، التبرع بمليارات الدولارات لتلك الصناديق العالمية التي تكافح الفقر والمرض يعد واحدا من أفضل الاستثمارات التي يمكن أن تقدمها الحكومات لتعزيز الأمن والنمو الاقتصادي العالميين. لذا، اتخذا على عاتقهما نشر هذه الرسالة خلال عام 2019 الحالي، وتوعية العالم بأن استمرارية هذه المشروعات ستدر بفوائد عالمية على مدار الـ15 عاما القادمة.
وقال غيتس إنه يخشى أن يؤدي «انصراف الأنظار إلى القضايا الداخلية» إلى عدم توجيه الاهتمام الواجب للحاجة الملحة لتمويل المساعدات العالمية، إلا أنه عبر عن تفاؤله بأن الحكومات المانحة الغنية ما زالت ملتزمة بتمويل المساعدات الدولية للدول الفقيرة، لكنه أضاف: «نحن لا نرغب أبدا في اعتباره أمرا مفروغا منه، لأنه لو أن بلدا واحدا (مانحا) تراجع فقد يكلف ذلك مئات الآلاف من الأرواح».
ولذلك، تسعى المؤسسة إلى تشجيع الحكومات المانحة مثل الولايات المتحدة واليابان وأستراليا وألمانيا وبريطانيا وكثير من الدول الأخرى على سد العجز في أربعة صناديق عالمية رئيسية في الشهور الثمانية عشرة القادمة حتى تتمكن من مواصلة عملها.
محطة بيل غيتس الأولى في هذه المهمة ستكون في منتدى دافوس الذي سينطلق في 22 من يناير (كانون الثاني) الحالي، فإلى جانب مشاركته بجلسات حوارية، سيعقد لقاءات ثنائية مع شركات كبرى في مجال تصنيع المبيدات الحشرية والأدوية الكيماوية الزراعية لمناقشة تحديات بقايا المرشوشات وغيرها. كما سيتتبع خطاب الرئيس التنفيذي في الحكومة الأفغانية عبد الله عبد الله وجهود القضاء على شلل الأطفال في أفغانستان. أما ميلندا فلن تحضر المنتدى في هذه الدورة لانشغالها باجتماعات أخرى في أوروبا مع شركات زراعية وأخرى تعنى بتصنيع اللقاحات لمناقشة خطط التطوير في القارة السمراء.
كما كشف غيتس عن استثمار بقيمة 14 مليار دولار للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، الذي سيرى الضوء في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل تحت قيادة الرئيس الفرنس إيمانويل ماكرون.
واختتم غيتس المؤتمر الهاتفي مؤكدا أهمية الاستثمارات في المجال الصحي عالميا لضمان استقرار وسلام العالم بقوله إن «الصحة الجيدة تتيح للناس فرصا في تعليم ممتاز ما يوفر لهم إمكانية المشاركة في مجتمعاتهم للارتقاء إلى أعلى ما بإمكانهم تحقيقه».
بيل وميلندا غيتس يحشدان لسد عجز ميزانيات أربعة صناديق لبرامج الصحة العالمية
مؤسستهما الخيرية استثمرت 10 مليارات دولار في القطاع منذ عام 1999
بيل وميلندا غيتس يحشدان لسد عجز ميزانيات أربعة صناديق لبرامج الصحة العالمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة