بيل وميلندا غيتس يحشدان لسد عجز ميزانيات أربعة صناديق لبرامج الصحة العالمية

مؤسستهما الخيرية استثمرت 10 مليارات دولار في القطاع منذ عام 1999

بيل يشارك بجلسات ولقاءات في دافوس الأسبوع المقبل ومليندا تبدأ جولة أوروبية لتشجيع الاستثمار بالصناديق (غيتي)
بيل يشارك بجلسات ولقاءات في دافوس الأسبوع المقبل ومليندا تبدأ جولة أوروبية لتشجيع الاستثمار بالصناديق (غيتي)
TT

بيل وميلندا غيتس يحشدان لسد عجز ميزانيات أربعة صناديق لبرامج الصحة العالمية

بيل يشارك بجلسات ولقاءات في دافوس الأسبوع المقبل ومليندا تبدأ جولة أوروبية لتشجيع الاستثمار بالصناديق (غيتي)
بيل يشارك بجلسات ولقاءات في دافوس الأسبوع المقبل ومليندا تبدأ جولة أوروبية لتشجيع الاستثمار بالصناديق (غيتي)

بيانات مذهلة حقا وفرتها منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى عن الأشواط الكبيرة التي قطعها العالم لتحسين الوضع الصحي في الدول، استشهدت بها ميلندا غيتس في مؤتمر صحافي عبر الهاتف شاركت به «الشرق الأوسط» أول من أمس. فمنذ عام 1990 انخفضت معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بأكثر من 50 في المائة، وتراجعت أيضا نسبة الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة المكتسب والملاريا والحصبة إلى النصف.
الطفل المولود اليوم، كما أكدت ميلندا، احتمال وفاته قبل بلوغه سن الخامسة أقل بمقدار النصف مقارنة بما لو كان قد ولد في عام 2000. فوائد بشرية واقتصادية هائلة يدرها هذا التطور في القطاع الصحي.
يترأس الزوجان بيل وميلندا مؤسسة غيتس الخيرية، التي يبلغ رأس مالها عدة مليارات من الدولارات. المؤسسة تعتبر واحدة من أكبر ممولي البرامج الصحية العالمية التي تهدف إلى مساعدة الفقراء على التخلص من الأمراض والفقر والوفاة المبكرة. وكشف الزوجان في المؤتمر الهاتفي عن أن المؤسسة قامت باستثمار 10 مليارات دولار منذ عام 1999 في صناديق البرامج الصحية العالمية التي تشمل كلا من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، ومرفق التمويل العالمي لصحة الطفل والأم.
بالنسبة لهما (بيل ومليندا)، التبرع بمليارات الدولارات لتلك الصناديق العالمية التي تكافح الفقر والمرض يعد واحدا من أفضل الاستثمارات التي يمكن أن تقدمها الحكومات لتعزيز الأمن والنمو الاقتصادي العالميين. لذا، اتخذا على عاتقهما نشر هذه الرسالة خلال عام 2019 الحالي، وتوعية العالم بأن استمرارية هذه المشروعات ستدر بفوائد عالمية على مدار الـ15 عاما القادمة.
وقال غيتس إنه يخشى أن يؤدي «انصراف الأنظار إلى القضايا الداخلية» إلى عدم توجيه الاهتمام الواجب للحاجة الملحة لتمويل المساعدات العالمية، إلا أنه عبر عن تفاؤله بأن الحكومات المانحة الغنية ما زالت ملتزمة بتمويل المساعدات الدولية للدول الفقيرة، لكنه أضاف: «نحن لا نرغب أبدا في اعتباره أمرا مفروغا منه، لأنه لو أن بلدا واحدا (مانحا) تراجع فقد يكلف ذلك مئات الآلاف من الأرواح».
ولذلك، تسعى المؤسسة إلى تشجيع الحكومات المانحة مثل الولايات المتحدة واليابان وأستراليا وألمانيا وبريطانيا وكثير من الدول الأخرى على سد العجز في أربعة صناديق عالمية رئيسية في الشهور الثمانية عشرة القادمة حتى تتمكن من مواصلة عملها.
محطة بيل غيتس الأولى في هذه المهمة ستكون في منتدى دافوس الذي سينطلق في 22 من يناير (كانون الثاني) الحالي، فإلى جانب مشاركته بجلسات حوارية، سيعقد لقاءات ثنائية مع شركات كبرى في مجال تصنيع المبيدات الحشرية والأدوية الكيماوية الزراعية لمناقشة تحديات بقايا المرشوشات وغيرها. كما سيتتبع خطاب الرئيس التنفيذي في الحكومة الأفغانية عبد الله عبد الله وجهود القضاء على شلل الأطفال في أفغانستان. أما ميلندا فلن تحضر المنتدى في هذه الدورة لانشغالها باجتماعات أخرى في أوروبا مع شركات زراعية وأخرى تعنى بتصنيع اللقاحات لمناقشة خطط التطوير في القارة السمراء.
كما كشف غيتس عن استثمار بقيمة 14 مليار دولار للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، الذي سيرى الضوء في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل تحت قيادة الرئيس الفرنس إيمانويل ماكرون.
واختتم غيتس المؤتمر الهاتفي مؤكدا أهمية الاستثمارات في المجال الصحي عالميا لضمان استقرار وسلام العالم بقوله إن «الصحة الجيدة تتيح للناس فرصا في تعليم ممتاز ما يوفر لهم إمكانية المشاركة في مجتمعاتهم للارتقاء إلى أعلى ما بإمكانهم تحقيقه».


مقالات ذات صلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

إطلاق أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية لمواجهة أكثر من 7000 هجمة في الثانية.

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

أحدث نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة من مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024»

أدوات لأتمتة الأعمال اليومية دون الحاجة إلى أي معرفة برمجية مسبقة.

خلدون غسان سعيد (جدة)
المشرق العربي فلسطينيون يبحثون عن ناجين وضحايا بين الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي في مدينة غزة - 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

«مايكروسوفت» تفصل موظفَين نظما وقفة احتجاجية على مقتل الفلسطينيين في غزة

قالت «أسوشييتد برس» إن موظفين من شركة «مايكروسوفت» الأميركية أبلغاها بأن الشركة فصلتهما من خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر من يوم الخميس

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم ناخبون ينتظرون للإدلاء بأصواتهم خلال التصويت المبكر في الانتخابات الأميركية بولاية نورث كارولينا (إ.ب.أ)

«مايكروسوفت»: قراصنة إيرانيون يستهدفون مواقع للانتخابات الأميركية

قالت شركة «مايكروسوفت» في مدونة، نشرت اليوم (الأربعاء)، إن مجموعة قرصنة إيرانية تعكف على تعقب مواقع إلكترونية ووسائل إعلام أميركية مرتبطة بالانتخابات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار أدوات المساعدة الخاصة بـ«مايكروسوفت» التي تسمى «كوبايلوت» (رويترز)

أدوات ذكاء اصطناعي جديدة من «مايكروسوفت» لتنفيذ المهام نيابة عن البشر

أطلقت «مايكروسوفت» أدوات ذكاء اصطناعي جديدة تتيح لزبائنها إنشاء وسائل مساعدة خاصة بهم قادرة على التحادث مع البشر وتنفيذ المهام نيابة عنهم

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.