استمرار خروقات الهدنة... ومقتل 31 حوثياً في صعدة

TT

استمرار خروقات الهدنة... ومقتل 31 حوثياً في صعدة

على وقع تحرير الجيش اليمني مواقع جديدة في محافظة صعدة الحدودية، أمس، قدّرت المصادر العسكرية الرسمية مقتل 31 حوثياً على الأقل وجرح العشرات في معارك وضربات لمقاتلات التحالف الداعم للشرعية في جبهتي تعز وصعدة، وذلك بالتزامن مع مواجهات تجددت في جبهة «حمك» في محافظة الضالع.
ونقل الموقع الرسمي للجيش اليمني عن قائد اللواء الثالث حرس حدود العميد عزيز الخطابي، تأكيده أن «قوات الجيش حررت جبل العماني الأعلى والمساحات المحيطة به، عقب هجوم شنته، فجر الأربعاء، على مواقع تمركز الميليشيات في تلك المناطق».
وذكر أن «مدفعية التحالف العربي ساندت قوات الجيش خلال الهجوم، وقصفت تحركات الميليشيات وتحصيناتها، وأن الهجوم أسفر عن مصرع 8 من عناصر الميليشيات وإصابة آخرين، فيما استعادت قوات الجيش كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة المتنوعة».
وفي تعز، قال قائد جبهة مقبنة (غرب تعز) العقيد حميد الخليدي، إن «الجيش الوطني هاجم مواقع الميليشيات في عزلة القحيفة، واستهدفت مدفعية الجيش الوطني تجمعات للميليشيات في منطقة القاعدة أسفل قرية المعراسة، ما أسفر عن مصرع 11 عنصراً حوثياً وإصابة آخرين»، طبقاً لما نقلت عنه وكالة «سبأ».
وأشار إلى «مقتل 12 آخرين من الميليشيات وإصابة عدد كبير منهم في 5 غارات لمقاتلات التحالف استهدفت مواقع الحوثيين في جبل البرقة المطل على مصنع إسمنت البرح وغارات أخرى في الشامية، ما أسفر عن احتراق طقم وتدمير مخزن أسلحة، وخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد». مؤكداً أن «المواجهات مستمرة على امتداد جبهات مقبنة لتحريرها من سيطرة الميليشيات».
وفي الضالع، سقط عدد من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح في مواجهات مع قوات الجيش في جبهة حمك، غربي المحافظة، بعد أن رصد الجيش محاولة مجموعة من عناصر الميليشيات الانقلابية باتجاه مواقع في وادي شذات ووادي غربة، أسفل نقيل خشبة، وفقاً لما أكدته مصادر عسكرية قالت إن «قوات الجيش كسرت هجوماً على مواقعها في جبل الظهور فوق قرى المعرش، غرب مدينة دمت، شمال الضالع. في الوقت الذي دفعت الميليشيات بتعزيزات من مدينة رداع في البيضاء، محافظة إب، حيث مواقعها في جبل الحربين، في محاولة مستميتة لاستعادة مواقع خسرتها في وقت سابق».
وفي سياق ميداني متصل، واصلت ميليشيات الحوثي شن هجماتها على القوات المشتركة من الجيش الوطني، جنوب وشرق مدينة الحديدة، حيث تركزت خلال الساعات الماضية في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، جنوباً، في حين تصدت قوات الجيش الوطني لهجوم ليلي شنته ميليشيات الانقلاب على مواقعها، حسب ما أكدته مصادر عسكرية قالت إن «ميلشيات الحوثي الانقلابية تستميت للتسلل إلى مواقع الجيش في منطقتي الخمسين وحيّ 7 يوليو، حيث اندلعت اشتباكات بين الجيش والانقلابيين، علاوة على اشتباكات في الدريهمي، جنوباً».
وأفاد المركز الإعلامي لألوية العمالقة جبهة الساحل الغربي، بأن «ميليشيات الحوثي استهدفت منازل المواطنين في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا بمختلف أنواع الأسلحة والقذائف، حيث أطلقت وابلاً من النيران بمختلف أنواع الأسلحة وبشكل عشوائي على عدة منازل، ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من المنزل وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل الأخرى».
وذكر أن «عدداً من السكان اضطروا إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق بعيدة هرباً من استهدافهم من قبل ميليشيات الحوثي بشكل يومي والذي بات يهدد حياة السكان الرجال النساء والأطفال الأبرياء».
وكانت ميليشيات الحوثيين، قد ارتكبت مجزرة جديدة بحق المدنيين في مديرية الخوخة، من خلال قصفها أول من أمس (الثلاثاء)، مخيم «بني جابر» للنازحين، حيث قُتل خمسة نازحين بينهم امرأتان، وأصيب آخرون بينهم خمسة أطفال.
واستنكرت الحكومة الشرعية استهداف الميليشيات الانقلابية مخيم بني جابر، والذي تسبب في سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وإلحاق أضرار كبيرة بالمخيم. وقال وزير الإدارة المحلية في الحكومة رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح: إن «هذه الجريمة التي نفّذتها الميليشيات للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر تستوجب محاسبة دولية وتضاف إلى جرائم الحرب التي ترتكبها الميليشيات بحق المدنيين»، طبقاً لما نقلت عنه وكالة «سبأ».
وطالب الوزير «منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ليز غراندي، بإدانة هذا العمل الإرهابي ورفع تقرير شامل إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن يوضح الجرائم التي يمارسها الحوثيون بحق المدنيين.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.