مصر: تحويل منطقة آثار معبد دندرة إلى متحف مفتوح

بالتعاون مع بعثة فرنسية

وزارة الآثار أنشأت مصاطب لرفع القطع الأثرية عليها تمهيداً لتحويل المنطقة إلى متحف مفتوح (وزارة الآثار المصرية)
وزارة الآثار أنشأت مصاطب لرفع القطع الأثرية عليها تمهيداً لتحويل المنطقة إلى متحف مفتوح (وزارة الآثار المصرية)
TT

مصر: تحويل منطقة آثار معبد دندرة إلى متحف مفتوح

وزارة الآثار أنشأت مصاطب لرفع القطع الأثرية عليها تمهيداً لتحويل المنطقة إلى متحف مفتوح (وزارة الآثار المصرية)
وزارة الآثار أنشأت مصاطب لرفع القطع الأثرية عليها تمهيداً لتحويل المنطقة إلى متحف مفتوح (وزارة الآثار المصرية)

بدأت وزارة الآثار المصرية مشروع تطوير المنطقة المحيطة بمعبد دندرة بمدينة قنا (جنوبي القاهرة)؛ تمهيداً لتحويلها إلى متحف مفتوح. وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي أمس: «تم البدء في مشروع تطوير المنطقة بالتعاون مع البعثة الأثرية الفرنسية العاملة بمنطقة آثار دندرة». وأضاف: إن «وزارة الآثار انتهت من أعمال المرحلة الأولى من المشروع التي تضمنت وضع عدد 9 مصاطب حجرية في الجهة اليسرى من بوابة الدخول الرئيسية للمعبد ليعرض عليها بعض التماثيل والعناصر الأثرية، من بينها تماثيل للإله بس، وحتحور، ونخبت ووايت، الذي صور على هيئه صقر».
من جانبه، قال عبد الحكيم الصغير، مدير عام معبد دندرة: إن «القطع التي سيتم عرضها علي المصاطب موجودة بمنطقة المعبد؛ فمعظمها كان نتاج أعمال حفائر أثرية سابقة بالمنطقة، وكانت ملقاة على أرض المعبد منذ اكتشافها، أما البعض الآخر فكان موجوداً بمخزن الماميزي (بيت الولادة) التابع للمعبد».
ولفت إلى أنه «تم عمل المصاطب بالشكل الذي يتلاءم مع الطابع الأثري للمنطقة وكذلك الأثر، بما يظهره بصورة أفضل للزائرين».
وأضاف: «من المقرر استكمال الأعمال، ووضع باقي البلوكات ورفع باقي العناصر الأثرية الموجودة بالمعبد وهي عبارة عن تمثال آخر للإله بس، ورأس تمثال لأحد الآلهة، ولوحة جدارية منقوشة، وكل هذه القطع كبيرة الحجم».
في سياق منفصل، قام الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، المصري، بجولة تفقدية للمتحف الزراعي بالدقي بالجيزة، أول من أمس؛ لاختيار بعض القطع الأثرية الموجودة بالمتحف الزراعي لعرضها ضمن سيناريو العرض المتحفي بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط وسط القاهرة، الذي من المقرر افتتاح ثلاث قاعات منه منتصف عام 2019. وقال الدكتور العناني: إن عرض هذه القطع بمتحف الحضارة هو خير سفير ودعاية للمتحف الزراعي الذي يجري ترميمه حالياً.
وأضاف العناني: «إن وزارة الزراعة تبذل جهوداً كبيرة لرفع كفاءة المتحف؛ إذ تم الاتفاق على التعاون في أسلوب عرض مقتنيات المتحف وتسجيلها طبقاً لقانون الآثار، إضافة إلى عقد دورات تدريبية للعاملين في المتحف». مضيفاً: إنه «سوف تتم دعوة السفراء الأجانب بالقاهرة ووكالات الأنباء العالمية لقضاء يوم بالمتحف الزراعي بالدقي تمهيداً لافتتاحه».
من ناحيته، قال الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة: «نتعاون مع وزارة الآثار لحسن استغلال المتحف ووضعه على خريطة السياحة الخارجية والداخلية؛ فعمليات التطوير التي يشهدها المتحف حالياً تستهدف عودته إلى مكانته التراثية والثقافية والعالمية، كي يتعرف المواطنون والسائحون على تاريخ الزراعة المصرية ونشأتها وتطورها، باعتباره ثاني أهم متحف متخصص في الزراعة على مستوى العالم بعد المتحف الزراعي في بودابست بالمجر».
وتابع أبو ستيت: «إن المتحف يعد توثيقاً حقيقياً لذاكرة مصر الزراعية، ونافذة تطل منها كل الأجيال على حضارة مصر الزراعية، حيث يضم ثمانية متاحف تمت إقامتها على مساحة 30 فداناً عام 1930، كما يعرض تاريخ الزراعة منذ عصر ما قبل التاريخ، بما يبرز الدور الريادي المصري في مجال الزراعة، كذلك ينفرد بمجموعة أثرية زراعية كاملة، إضافة إلى أنه يضم عروضاً تجعله متحفاً فنياً للتاريخ الطبيعي».
من الجدير بالذكر، أن المتحف الزراعي يضم 10 مبانٍ مهمة، هي متحف المقتنيات التراثية، ومتحف القطن، ومتحف الزراعة في العهد اليوناني، ومتحف المجموعات العلمية، ومتحف المجموعات النباتية، ومتحف الزراعة المصرية القديمة، ومتحف البهو السوري، فضلاً عن متحف الصداقة المصرية الصينية، كذلك يضم قاعة السينما الملكية، والمكتبة الثقافية والتي تحوي كتاب «وصف مصر».
ويضم أيضاً آلاف المعروضات والمقتنيات التي تقدم في مجملها قراءة تاريخية للزراعة وتطورها في مصر منذ عصر الفراعنة، فضلاً عن نباتات نادرة، ونماذج لآلات زراعية تاريخية مثل المجرش أو آلة طحن الحبوب، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، فضلاً عن الكثير من الصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية الزيتية، التي توثق تطور الأساليب الزراعية لدى الفلاح المصري، وأشكال الحياة الريفية عبر التاريخ.


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.