أدوية ترفع السكر بالدم
* ما هي الأدوية التي يمكن أن يتسبب تناولها بارتفاع السكر في الدم؟
محمد. س - الرياض
- هذا ملخص أسئلتك حول احتمال أن يكون سبب اضطراب نسبة السكر في الدم لديك هو بعض أنواع الأدوية التي تتناولها، إما بشكل مستمر أو عند الحاجة. وصحيح ما ذكرته، بأن ثمة أدوية يُمكن أن يكون تناولها سببا في عدم انضباط نسبة السكر في الدم، ولكن بالإضافة إلى هذا الاحتمال يمكن أن يكون سبب ذلك هو عدم ضبط كمية الطعام التي تتناولها أو عدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي، أو أن مقدار ونوعية الأدوية التي تتناولها لعلاج السكري غير كافية لضبط نسبته في الدم.
يتوجب على مريض السكري أن يراجع الطبيب قبل تناول أي أدوية ليكون ذلك بوصفة طبية منه، وليتأكد من أنها ملائمة إذا كان الدواء لا يحتاج وصفة طبية للحصول عليه.
وتشمل الأدوية التي يمكن أن ترفع مستوى سكر الغلوكوز ويحتاج الحصول عليها إلى وصفة طبية، أدوية الكورتيزون الستيرودية، كالأدوية التي تحقن لعلاج الربو أو التي يتم وصفها لعلاج الأمراض التي تسببها الالتهابات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة والحساسية، مثل أدوية هيدروكورتيزون وبريدنيزون. ولكن أدوية الكورتيزون الستيرودية التي تكون على هيئة كريمات الستيرويد لعلاج الطفح الجلدي، أو التي يتم استنشاقها لعلاج الربو، أو كبخاخ رذاذ في الأنف للحساسية فيه، فإنها غالباً ليست مشكلة في التسبب برفع نسبة سكر الغلوكوز في الدم. كما قد تتسبب بهذه المشكلة بعض أنواع الأدوية التي تعالج القلق والاكتئاب، وغيرها من مشاكل الصحة العقلية. وكذلك الحال مع حبوب منع الحمل. وهناك بعض أنواع الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم، مثل حاصرات بيتا وأنواع من مدرات البول، وأنواع من أدوية ستأتين لخفض الكولسترول، قد تتسبب بنفس المشكلة في ضبط السكر بالدم. وكذلك الحال أيضاً مع أنواع معينة من أدوية علاج حبّ الشباب والتهاب الكبد الفيروسي. وبالمقابل، ثمة أدوية لا تحتاج وصفة طبية، والتي يمكن أن تزيد من نسبة السكر في الدم، مثل أنواع من أدوية إزالة الاحتقان في بعض أدوية علاج نزلات البرد والإنفلونزا، وأنواع من شراب علاج السعال. وهي أنواع من الأدوية التي تتطلب سؤال الطبيب، لأنه رغم أنها يمكن أن ترفع نسبة السكر في الدم، فإن ذلك لا يعني أنه يجب ألا يتناولها مريض السكري إذا كان بحاجة إليها، بل الأمر المهم هو العمل مع الطبيب لاستخدامها بطريقة صحيحة. والطبيب قد يصف جرعة أقل، أو يخبر بتناول الدواء لفترة أقصر، مع النصيحة بإجراء فحص نسبة السكر في الدم أثناء فترة تناول الدواء. هذا مع تذكر الحرص على فعل الأمور التي تساعد في السيطرة على مستويات نسبة السكر في الدم، مثل ممارسة التمارين وتناول الطعام بشكل صحيح وتناول أي أدوية للسكري يصفها الطبيب والمتابعة لديه في العيادة.
لقاح الإنفلونزا
* لماذا أحتاج لتلقي لقاح الإنفلونزا في كل عام؟
سالم عبد الله - جدة
- هذا ملخص أسئلتك عن لقاح الإنفلونزا، وجدواه في الوقاية من الإصابة بها، ومنْ هم أكثر حاجة لتلقيه، ولماذا يتكرر في كل عام تلقي اللقاح بخلاف الأنواع الأخرى من اللقاحات، وغيرها من الجوانب التي ذكرتها.
وبداية، فإن الإنفلونزا هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن تتسبب بمضاعفات صحية مؤثرة، خاصة لدى الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص المصابين بحالات طبية معينة. ووفق نتائج المراجعات الطبية، يعتبر لقاح الإنفلونزا أفضل طريقة وأكثرها فاعلية للوقاية من الإنفلونزا ومضاعفاتها الصحية. وفي كل عام يتم إنتاج لقاح جديد ضد الإنفلونزا، وذلك للوقاية من أنواع فيروسات الإنفلونزا التي تنتشر بشكل مختلف في كل عام عن الأعوام السابقة، والتي أيضاً تتطور بشكل سريع للغاية في كل عام. ولذا، وعند اختلاف الفيروسات وأنواعها التي قد تنتشر واحتمالات تطور قدراتها، قد لا يحمي اللقاح الذي تلقاه المرء في العام الماضي من الإصابة بفيروسات العام الحالي. ويستغرق الأمر فترة تصل إلى أسبوعين لبناء المناعة في الجسم بعد تلقي لقاح الإنفلونزا، لأن جهاز مناعة الجسم يبدأ بعد تلقي اللقاح في إنتاج أجسام مضادة تحمي من فيروسات الإنفلونزا التي تضمنها اللقاح. وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر تقريباً، تنخفض معدلات الأجسام المضادة، وهو سبب ثالث لضرورة تلقي لقاح الوقاية ضد الإنفلونزا في كل عام. والنصيحة الطبية هي ضرورة تلقي كل الأشخاص الذين أعمارهم تفوق سن ستة أشهر لقاح الإنفلونزا الموسمية، وعلى وجه الخصوص النساء الحوامل وكبار السن والأطفال الصغار، لأنهم أعلى عرضة للمعاناة من تداعيات مضاعفات الإصابة بالإنفلونزا. وكذلك الحال مع مرضى الربو ومرضى الانسداد الرئوي المزمن ومرضى السكري ومرضى ضعف الكلى أو الكبد أو القلب.
وحقنة لقاح الإنفلونزا تحتوي على فيروسات إنفلونزا ميتة وليست حية، أي فيروسات غير نشطة للتسبب بالإنفلونزا، ولذا فإن اللقاح لن يسبب للمرء مرض الإنفلونزا، ولكنه سيمكن جسمه من إنتاج الأجسام المضادة الضرورية للوقاية من الإصابة بفيروسات الإنفلونزا.
ولكن ربما تصيب الشخص في الشهور التالية أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا رغم تلقي اللقاح لعدة أسباب محتملة. ومنها أن هذه الأعراض قد لا تكون نتيجة لمرض الإنفلونزا الفيروسي، بل نتيجة لعدوى نزلة البرد التي لا يتوفر لقاح ضدها، والتي قد يتسبب بها عدد من الفيروسات الأخرى التي تتجاوز أنواعها 200 نوع. ونزلة البرد لا تتسبب بحالة مرضية شديدة كما هو الحال في مرض الإنفلونزا الفيروسي. ومن المحتمل أيضاً أن يتعرض الشخص، الذي تلقى اللقاح ضد الإنفلونزا، لفيروسات الإنفلونزا في فترة الأسبوعين التاليين لتلقي اللقاح، وهي الفترة التي لم يُكمل بعد فيها جهاز مناعة الجسم إنتاج الأجسام المضادة الكافية لتوفير مناعة تامة للجسم في مقاومة فيروسات الإنفلونزا، وهو ما يُعرف طبياً بـ«نافذة الأسبوعين». وبالنسبة لسؤالك عن الشعور بالألم بعد تلقي اللقاح في منطقة العضلة التي تم حقنه فيها، فهو من الناحية الطبية قد يكون علامة إيجابية تحصل لمدة يوم أو يومين، وتدل على تفاعل جهاز مناعة الجسم في ملاحظة وجود الفيروسات الميتة المحقونة وبدء عمله النشط في تكوين الأجسام المضادة التي تحمي الجسم.