بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

الشخير وانقطاع النفس الانسدادي
> من الشائع عند الكثيرين الذين يعانون من الشخير وكذلك انقطاع النفس أثناء النوم أنهم لا يعيرون هذه المشكلة انتباهاً يوازي معاناتهم تلك وما قد يترتب عليها من مشكلات صحية أخرى في المستقبل. ووفقاً لدراسة حديثة تم فيها تحليل لـ«بيانات بايوبانك» (Biobank data) في المملكة المتحدة، هناك إشارة إلى أن انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (Obstructive Sleep Apnea، OSA) والشخير قد يؤديان إلى ضعف في وظيفة القلب لدى النساء في عمر مبكر منه لدى الرجال.
وقد تم في هذه الدراسة فحص بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب لـ4493 مشاركاً من بايوبانك البريطاني من الذين لم يسبق لهم الشكوى من أمراض القلب والأوعية الدموية. وتم تصنيف المشاركين إلى 3 مجموعات؛ الأولى: على أن لديهم انقطاع نفس انسدادياً أثناء النوم وعددهم 38، الثانية: الذين بلّغوا ذاتياً بأنفسهم أن لديهم شخيراً وعددهم 1919، الثالثة: ليس لديهم انقطاع نفس أو شخير وعددهم 2536.
وأظهرت نتائج هذه الدراسة التي نشرت في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2018 في مجلة الجمعية الأميركية لضغط الدم (The Journal of the American Society of Hypertension (JASH)) ، أن تحليل بيانات الدراسة يشير إلى وجود توجه نحو زيادة تدريجية في كل من: كتلة البطين الأيسر للقلب في كلا الجنسين، وكتلة البطينين معاً الأيسر والأيمن للقلب، وكذلك الحجم الانبساطي للبطين الأيسر للقلب في الذكور.
ولم يكن هناك اختلاف كبير عند مقارنة المجموعة الأولى للذين لديهم OSA بالمجموعة الثالثة غير المتأثرة. بينما ثبت في الدراسة أن هناك اختلافاً كبيراً عند مقارنة المجموعة الثانية (مجموعة الشخير) بالمجموعة غير المتأثرة بالنسبة لكتلة البطين الأيسر للقلب بين الإناث.
يقول مؤلفو الدراسة تعليقاً على النتائج إنها تشير إلى أن الانتقال من الشخير إلى انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم OSA هو عملية متطورة ترتبط بالتضخم في كتلة البطين الأيسر للقلب ولها علاقة بجنس المريض (ذكراً أو أنثى). وقد تم تقديم هذا البحث في الدورة العلمية الأخيرة 104، وكذلك في الاجتماع السنوي لجمعية الأشعة في أميركا الشمالية الذي عُقد في شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018.

المضادات الحيوية والانسداد الرئوي المزمن
> تعتبر ظاهرة تناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب ومعرفة دورها في المعالجة وكلما شعر الشخص بأعراض مرضية، أمراً خطيراً يؤدي إلى مضاعفات مرضية وتأثيرات عكسية، بل وإلى عدم استجابة البكتيريا لهذه العقاقير إذا أعطيت بعد ذلك من قبل الطبيب.
وهذا ما دعا المعهد الوطني للصحة والرعاية الممتازة NICE)) ببريطانيا، إلى إصدار إرشادات جديدة بشأن مرض الانسداد الرئوي المزمنCOPD) ) توصي بأنه ينبغي على المهنيين في الرعاية الصحية أن يأخذوا في الاعتبار ما قد يحدث من خطر مقاومة مضادات الميكروبات، وذلك عند اتخاذهم قرار وصف مضادات حيوية في علاج أو منع تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن.
ونشر المعهد الوطني الإرشادات لمرض «COPD» بالإضافة إلى تحديث الإرشادات السابقة الصادرة في عام 2010 والخاصة بتشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن وإدارته.
أوصى هذا الدليل الجديد بتقديم المضادات الحيوية للمرضى الذين يعانون من تفاقم شديد وحاد للمرض. كما أوصى بأنه عند علاج الحالة المتفاقمة الحادة وليس الشديدة، من المهم النظر في عوامل أخرى عند وصف المضادات الحيوية، مثل تكرار حدوث النوبات وشدة الأعراض.
ومن المهم أن نلاحظ أن هناك مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك الالتهابات الفيروسية والتدخين، التي يمكنها أن تسهم في تفاقم وحدة مرض الانسداد الرئوي المزمن، في حين أن العدوى البكتيرية لا تمثل في معظم الحالات سوى نصف حالات التفاقم، ما يجعل المضادات الحيوية مناسبة ومطلوبة في حالات محدودة فقط.
وفي السياق نفسه، سبق أن أصدرت وزارة الصحة السعودية قراراً يمنع بيع المضادات الحيوية دون وصفة طبية، ويشدد على أهمية الالتزام بما ورد في نظام مزاولة المهن الصحية الذي يحظر على الصيدلي أن يصرف أي دواء إلا بوصفة طبية صادرة من طبيب مرخص له بمزاولة المهنة في المملكة.


مقالات ذات صلة

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين
TT

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19» نُشرت أحدث وأطول دراسة طولية عن الأعراض الطويلة الأمد للمرض أجراها باحثون إنجليز في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال Great Ormond Street Hospital for Children بالمملكة المتحدة بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ مثل جامعة لندن ومانشستر وبريستول. وأكدت أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كوفيد الطويل الأمد، تعافوا بشكل كامل في غضون 24 شهراً.

أعراض «كوفيد» المزمنة

بداية، فإن استخدام مصطلح (أعراض كوفيد الطويل الأمد) ظهر في فبراير (شباط) عام 2022. وتضمنت تلك الأعراض وجود أكثر من عرض واحد بشكل مزمن (مثل الإحساس بالتعب وصعوبة النوم وضيق التنفس أو الصداع)، إلى جانب مشاكل في الحركة مثل صعوبة تحريك طرف معين أو الإحساس بالألم في عضلات الساق ما يعيق ممارسة الأنشطة المعتادة، بجانب بعض الأعراض النفسية مثل الشعور المستمر بالقلق أو الحزن.

الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة Nature Communications Medicine أُجريت على ما يزيد قليلاً على 12 ألف طفل من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً في الفترة من سبتمبر(أيلول) 2020 وحتى مارس (آذار) 2021، حيث طلب الباحثون من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم، تذكر أعراضهم وقت إجراء اختبار «تفاعل البوليمراز المتسلسل» PCR المُشخص للكوفيد، ثم تكرر الطلب (تذكر الأعراض) مرة أخرى بعد مرور ستة و12 و24 شهراً.

تم تقسيم الأطفال إلى أربع مجموعات على مدار فترة 24 شهراً. وتضمنت المجموعة الأولى الأطفال الذين لم تثبت إصابتهم بفيروس الكوفيد، والمجموعة الثانية هم الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية في البداية، ولكن بعد ذلك كان نتيجة اختبارهم إيجابية (مؤكدة)، فيما تضمنت المجموعة الثالثة الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية، ولكن لم يصابوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً، وأخيراً المجموعة الرابعة التي شملت الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قام الباحثون باستخدام مصطلح كوفيد الطويل الأمد عند فحص بيانات ما يقرب من ألف طفل من الذين تأكدت إصابتهم بالمرض ووجدوا بعد مرور عامين أن نحو 25 - 30 في المائة فقط من إجمالي المراهقين هم الذين لا يزالون يحتفظون بالأعراض المزمنة، بينما تم شفاء ما يزيد على 70 في المائة بشكل كامل. وكان المراهقون الأكبر سناً والأكثر حرماناً من الخدمات الطبية هم الأقل احتمالية للتعافي.

25 - 30 % فقط من المراهقين يظلون محتفظين بالأعراض المزمنة للمرض

استمرار إصابة الإناث

كان اللافت للنظر أن الإناث كن أكثر احتمالية بنحو الضعف لاستمرار أعراض كوفيد الطويل الأمد بعد 24 شهراً مقارنة بالذكور. وقال الباحثون إن زيادة نسبة الإناث ربما تكون بسبب الدورة الشهرية، خاصة أن بعض الأعراض التي استمرت مع المراهقات المصابات (مثل الصداع والتعب وآلام العضلات والأعراض النفسية والتوتر) تتشابه مع الأعراض التي تسبق حدوث الدورة الشهرية أو ما يسمى متلازمة «ما قبل الحيض» pre-menstrual syndrome.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن أعلى معدل انتشار للأعراض الطويلة الأمد كان من نصيب المرضى الذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية في البداية، ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قال الباحثون إن نتائج الدراسة تُعد في غاية الأهمية في الوقت الحالي؛ لأن الغموض ما زال مستمراً حول الآثار التي تتركها الإصابة بالفيروس، وهل سوف تكون لها مضاعفات على المدى الطويل تؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء من عدمه؟

وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في ضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى استمرار الأعراض في الأطفال الذين لم يتماثلوا للشفاء بشكل كامل ونسبتهم تصل إلى 30 في المائة من المصابين.

لاحظ الباحثون أيضاً اختلافاً كبيراً في الأعراض الملازمة لـ«كوفيد»، وعلى سبيل المثال هناك نسبة بلغت 35 في المائة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في البداية، ثم أصيبوا مرة أخرى بعد ذلك، لم تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من إصابتهم المؤكدة تبعاً للتحليل. وفي المقابل هناك نسبة بلغت 14 في المائة من المجموعة التي لم تظهر عليها أي أعراض إيجابية عانت من خمسة أعراض أو أكثر للمرض، ما يشير إلى عدم وضوح أعراض كوفيد الطويل الأمد.

هناك نسبة بلغت 7.2 في المائة فقط من المشاركين عانوا بشدة من الأعراض الطويلة الأمد (5 أعراض على الأقل) في كل النقط الزمنية للدراسة (كل ثلاثة أشهر وستة وعام وعامين)، حيث أبلغ هؤلاء المشاركون عن متوسط خمسة أعراض في أول 3 أشهر ثم خمسة في 6 أشهر ثم ستة أعراض في 12 شهراً ثم خمسة في 24 شهراً بعد الإصابة، ما يؤكد ضرورة تقديم الدعم الطبي المستمر لهؤلاء المرضى.

بالنسبة للتطعيم، لم تجد الدراسة فرقاً واضحاً في عدد الأعراض المبلغ عنها أو حدتها أو الحالة الصحية بشكل عام ونوعية الحياة بين المشاركين الذين تلقوا التطعيمات المختلفة وغير المطعمين في 24 شهراً. وقال الباحثون إن العديد من الأعراض المُبلغ عنها شائعة بالفعل بين المراهقين بغض النظر عن إصابتهم بفيروس «كورونا» ما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه الأعراض ليست نتيجة للفيروس.

في النهاية أكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الطولية لمعرفة آثار المرض على المدى البعيد، وكذلك معرفة العواقب الطبية للتطعيمات المختلفة وجدوى الاستمرار في تناولها خاصة في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ أصحاب المناعة الضعيفة.

* استشاري طب الأطفال