حالة قيء مستمرة، صاحبها اختفاء عملات معدنية، كانت هي المؤشر الذي دفع أسرة مصرية من مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية (شمالي القاهرة)، إلى إدراك أن نجلهم الصغير الذي يبلغ من العمر 10 سنوات ابتلع عملات معدنية.
حالة القيء المستمرة لم تجعل الأسرة الريفية البسيطة تفكر وقتها في عدد العملات المعدنية التي اختفت في بطن الطفل، الذي يعاني من إعاقة ذهنية، بقدر خوفهم على حياته، وكانت المفاجأة عند انتقالهم إلى عيادة طبيب متخصص في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية أيضاً في بداية الأسبوع الحالي، عندما أبلغهم أن ابنهم ابتلع مبلغ 20 جنيهاً من العملات. (الدولار الأميركي يعادل 17.8 جنيه مصري).
ويقول د.محمد الإمام، أخصائي الباطنة والجهاز الهضمي، الذي أجرى عملية استخراج العملات المعدنية للطفل لـ«الشرق الأوسط»: «هذا أكبر مبلغ استخرجه في حياتي من معدة طفل».
وعملية ابتلاع الأطفال للعملات المعدنية أو المسامير أو الشعر بالنسبة للفتيات اللاتي تعانين من أمراض ذهنية، ليست نادرة، بل هي حالة متكررة تمر يومياً على أطباء الباطنة والجهاز الهضمي، ولكن الجديد، كما يؤكد د. الإمام، هو حجم المبلغ.
وكانت الفحوصات والأشعة التي أجريت للطفل قبل إجراء عملية الاستخراج أكدت وجود أجسام معدنية، لكن لم يكن د. الإمام وفريقه المعاون يتصورون أن عدد هذه الأجسام المعدنية يصل إلى 20 جنيهاً.
ويقول: «بالنسبة لنا 20 جنيهاً مثل جنيه واحد، يجب أن يتم استخراجها قبل مرور 6 ساعات من ابتلاعها حتى لا تنتقل من المعدة إلى الاثنا عشر لتسبب انسداداً يتعين معه شق البطن وإجراء جراحه لاستخراج العملات المعدنية».
وتبلغ تكلفة هذه العملية عادة نحو 1500 جنيه، لكن الطبيب ومعاونيه رفضوا الحصول على أجر من أسرة الطفل بعد أن لاحظوا ضعف حالتهم المادية، مكتفين بالعشرين جنيها التي استخرجوها من معدة الطفل.
ويضيف: «اتفقنا على أن تحصل عليها الممرضة التي تعمل معنا لكي تكون أجر التاكسي الذي ستستقله إلى منزلها، حيث قامت بغسلها بعد استخراجها من معدة الطفل، والاحتفاظ بها في حقيبتها».
وعن حالة الطفل بعد استخراج هذا الكم من العملات، يقول د. الإمام: «حالته مستقرة جداً... فالعملات طالما لم يمر على ابتلاعها 6 ساعات، يمكن استخراجها بالمنظار، وعادة لا يعرف الآباء والأمهات أن ابنهم ابتلع جسماً غريباً إلا مع ظهور أعراض الألم في البطن والقيء الشديد».
طبيب مصري يستخرج «كنزاً» من أمعاء طفل
طبيب مصري يستخرج «كنزاً» من أمعاء طفل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة