يوفال هاراري يحذر من سقوط الليبرالية... وهيمنة الذكاء الصناعي

الذكاء الصناعي... أي مستقبل؟
الذكاء الصناعي... أي مستقبل؟
TT

يوفال هاراري يحذر من سقوط الليبرالية... وهيمنة الذكاء الصناعي

الذكاء الصناعي... أي مستقبل؟
الذكاء الصناعي... أي مستقبل؟

لمع اسم يوفال هاراري في السنوات الأخيرة كثيراً، بسبب نشره كتباً مؤثرة وإشكالية بمواضيعها التي أثارت صدى عالمياً. وبات ينتظر صدور كتبه جمهور عريض من القراء النوعيين، منهم رؤساء دول من أمثال أوباما وكلينتون، وشخصيات نافذة كمارك زوكيربيرغ الذي تم التطرق لاسمه كثيراً في هذا الكتاب، أو مثل بيل غيتس الذي نشر عرضاً عن هذا الكتاب ذاته في «نيويورك تايمز»، معتبراً إياه من أهم الكتب التي قرأها في سنة 2018، ونصح بضرورة قراءتها الآن.
ويتوزع الكتاب على خمسة أقسام رئيسية، هي على التوالي: التحدي التكنولوجي، والتحدي السياسي، والحقيقة، وما بعد الحقيقة، والقسم الأخير عن الأمل واليأس. وقد اشتمل كل قسم من الأقسام الخمسة على مواضيع كثيرة، نوه الكاتب إلى راهنتيها وأهميتها الملحة في الوقت الحاضر. ويتحدث يوفال هاراري في القسم الأول، المتعلق بالتحدي التكنولوجي، عما سماه «الخديعة البشرية»، ممثلة بالسرديات التاريخية الأساسية التي وسمت القرن العشرين، أي الشيوعية والرأسمالية والليبرالية، وكانت نقاطه الأساسية متمثلة بالآتي:
> تجاوز الليبرالية لهزات كثيرة، مع أن مفهومها قد لا ينسجم مع وقائعنا الحالية.
> تعديل نموذج الليبرالية عبر قادة دول مختلفة.
> الاضطراب التكنولوجي داهم، وقد لا تستطيع البشرية التحكم به.
وفي نهاية القسم، نقرأ: «بعد أن تجاوزت الليبرالية محن الحربين العالميتين الأولى والثانية، والحرب الباردة، تواجه الآن صعود ترمب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأيضاً بروز ثورة التقانة والهندسة الحيوية». ويتوقع الكاتب أفول النموذج الليبرالي بشكل مؤلم «حين تسيطر التكنولوجيا على كل شيء، وتخسر البشرية فرص عملها، وترتفع البطالة بسرعات صاروخية».
مشكلة العمل هذه خصص الكاتب لها الفصل الثاني، محذراً من إمكانية تفوق الذكاء الصناعي على قدرات العقل البشري، خصوصاً فيما يتعلق بسوق العمل، لكن دون أن يتجاهل فوائد هذا الذكاء في قطاع حيوي كقطاع الصحة، فيما يخص الاكتشافات الطبية والعلاج وخدمات المرضى... إلخ.
في عالم سوف تصبح فيه الروبوتات شبيهة بالطبقة العاملة العالمية، يكون محتماً على البشر -في نظر الكاتب- أن يمتلكوا القدرة على الإتقان العالي، لكي يستطيعوا التحكم بمصيرهم، بدلاً من الروبوتات.
وفي السياق هذا، ينتقل الكاتب في الفصل الثالث للحديث عن علاقة حرية البشر بالتحديات الخطيرة التي تفرضها التقانة، وطرائق الاستجابة التي يستطيع البشر اجتراحها.
وهنا، يرى هاراري أننا كبشر نشعر أكثر مما نفكر، وقريباً ستتطور التقانة لدرجة يمكنها أن تعكس كمرآة الأفكار البشرية بوضوح، كما يكرر التذكير، في محلات متفرقة في كتابه، بضرورة وأهمية التحكم بموضوع الذكاء الصنعي من قبل الأشخاص الأكفاء لهذه المهمة لضمان أمان المستقبل البشري. فالآلات والذكاء الصنعي تحل المشاكل بذكائها، وليس بالمشاعر والتلقي. وعليه، فهذه الروبوتات من الممكن أن تعتمد بشدة على الوعي البشري، ومن الممكن جداً أن تعمل ما يظنه البشر أو يفكرون به لأنها برمجت على ذلك النحو.
وبناء على ما تقدم، يتوجب علينا أن نسخر الجهود في فهم وتطوير الوعي البشري، عوضاً عن احتمال اندثاره تحت جبال المعلومات.
أما الفصل الرابع، فقد تناول موضوع المساواة، كمفهوم لا ينسجم مع واقعنا الحالي الذي يتميز بوفرة كميات هائلة من المعلومات في المواقع الخاطئة، حيث تصبح المساواة وغيرها من المفاهيم خارج نطاق سيطرتنا. وأدناه أقتبس قوله: «ظننا جميعاً أننا سنكون متساوين يوماً ما. أعتذر عن ثقب هذه البالونة، فمع وجود هذا الكم من المعلومات والتكنولوجيا، فإننا ننحرف عن ذاك المسار. في الحقيقة، سوف تتوسع الفروق الاقتصادية تحديداً، حيث تمتلك نخبة قليلة زمام المال عبر العالم».
فمع مجيء التكنولوجيا، سيشتري الأغنياء الروبوتات والذكاء الصناعي، وسيتمكنون من الحصول على أفضل الأشياء في الحياة، وأهمها التقنية البيولوجية والمعلوماتية، بحيث يزداد نفوذهم، وتتعمق الهوة بينهم وبين سواهم.
وخصص الكاتب القسم الثاني للتحدي السياسي، متناولاً نقاطاً كثيرة أيضاً، بتسلسل معين. فعند حديثه عن الجماعة والحس الجمعي، استخدم مثال «الفيسبوك»، في حيويته وتأثيره الهائل على حياة البشر في السنوات الأخيرة، منوهاً بأن مشاكل العالم لن يحلها «الفيسبوك» وزوكيربيرغ، دون إغفال دورها كـأهم أدوات ثورة الاتصالات في تقريب البشر.
ولم يهمل الكاتب تفصيل مشكلة «الفيسبوك» مع مؤسسة «كامبريدج أناليتكا»، التي شغلت الرأي العالمي لفترة، حول سوء استخدام شركات أخرى، شريكة لـ«الفيسبوك»، المعلومات الشخصية لمستخدمي «الفيسبوك»، من دون مراعاة الخصوصية. وقد كانت تلك فضيحة أحرجت زوكيربيرغ، داخل وخارج أميركا، وكلفته ملايين الدولارات. ورغم حساسية الخرق، فإنه لم يقلل من دور «السوشيال ميديا» في هدم الحدود بين البشر، بعد حل إشكالية خصوصية المعلومات طبعاً.
ومن مفارقات الوفرة التقنية، خصوصاً في مجال الاتصالات، أن العلاقات البشرية تواجه بسببها انهياراً غير مسبوق، حيث يعاني الناس من الوحدة أكثر من أي وقت سابق، حتى لو امتلك الفرد أكثر من ملايين المتابعين على «إنستغرام»، ومئات الآلاف من الأصدقاء والمتابعين على «الفيسبوك».
ومع أن «الفيسبوك» تعهد بتحسين شكل علاقات المستخدمين، عبر إنشاء مجموعات التواصل، فإن نموذج «البيزنس» الحالي يدفع هؤلاء لقضاء وقت افتراضي بعيداً عن واقعهم الفعلي والملموس. وعند هذه النقطة الحساسة، يقترح الكاتب فكرة بناء نموذج تواصلي مقنن على الشبكة، يساعد المستخدمين على التواصل والاتصال لأغراض محددة.
ومع الحديث عن ثورة المعلومات والتطور التقني المستمر، لا يمكننا عدم التطرق للحضارة، وقد خصص لها الكاتب فصلاً من القسم الثاني. ويعبر هاراري في هذا الفصل عن عدم إيمانه بوجود حضارة متفوقة على أخرى، نظراً لطبيعة التشابك بين الحضارات، ولأن البشر يملكون الخيار بكيفية تطبيق حضارتهم؛ وهذا سيفضي تلقائياً لتأسيس حضارة عالمية. وبناء على ذلك، فإن الادعاء بوجود حضارة منجزة ذاتياً هو محض افتراء.
وانتقل الكاتب في الفصل السابع لمعالجة المسألة القومية، حيث كثف رأيه في مجموعة النقاط التالية:
> البلدان هي أنوية «مغرورة» ترغب غالباً بأن تكون مستقلة.
> لا تسمح المشاكل العالمية للبلدان بأن تكون انعزالية، فهناك حاجة لتحديد ما يجمعنا كبشر معاً.
> تتسبب التحديات الكبرى التي يخلقها الخوف المتزايد من حرب نووية، مترافقة مع التراجع البيئي والتشويش المعلوماتي، في كسر الروابط القومية التقليدية، وخلق روابط إنسانية جديدة معولمة، مع الأخذ في الاعتبار أن الولاء القومي لا يعني عدم الولاء للبشرية.
وخصص المؤلف فصلاً كاملاً، هو الفصل التاسع، لموضوع الهجرة، التي أشعلت -وما تزال- جدلاً حول الموقف الأوروبي المناسب مع موجات اللاجئين المتزايدة، وهو يرى أن «الهجرة موضوع شائك، ولا يمكن البت فيه ببساطة. فعلى أوروبا أن تجد مكاناً مركزياً تستطيع فيه إيواء المهاجرين، دون إغراق نظامها بسبب أعبائهم. فإذا تمت معالجة المعضلة بطريقة ناجحة، سيكون ذلك خطوة تقرب البشر أكثر، في مواجهة المشاكل الأعمق والأكثر تعقيداً. لكن إن فشلت أوروبا في صيانة نظامها، جراء هذه المناقصة لاحتواء اللاجئين، فستكون في ورطة. وهنا، لا بد من ذكر أخطر عوامل تعطيل قابلية أوروبا لاحتواء الغرباء، ألا وهو: الإرهاب».

- الخيار بين اليأس والأمل
ويتضمن الجزء الثالث من الكتاب أربعة فصول، خصص واحد منها للإرهاب، ويعتبر فيه هاراري أن الإرهابين دُمى يتم تحريكها بخيوط يتلاعب بها آخرون.
ويشدد هنا على أهمية سلوك الحكومات والأفراد، وضرورة عدم الانجرار لمصائد الإرهابيين، عبر المبالغة بردات الفعل. لكنه في الوقت نفسه، لا يخفي مخاوفه من إمكانية حصول الإرهابيين على وسائل أكثر فتكاً بسبب توفر التكنولوجيا. وهو في الوقت نفسه يعترف بهشاشة الأمان العالمي، ليس فقط بسبب بالإرهاب، وإنما أيضاً بسبب الحرب بأشكالها المختلفة، التي يبدو تفاديها غير ممكن، في ضوء الاتجاهات السياسية العالمية الجارية، إلا أنه من الصعب -كما يضيف- شن حرب ناجحة في القرن الحادي والعشرين، لأن الزمن قد تغير.
وهناك، برأي الكاتب، أسباب كانت تقف خلف نجاح الحروب في الماضي، وأخرى تقف اليوم أمام عدم نجاحها في العصر الراهن. أحدها، وقد يكون أهمها، هو الانزياح المالي عبر السنوات، حيث ارتبط نجاح أي حرب في الماضي بسهولة السيطرة على الغنائم مادياً. أما الآن، فأقصى نصر يمكن تحقيقه هو توجيه الرأي الجمعي نحو فكرة أن احتلال بلد آخر سوف يكون في صالح المنفعة العامة، اقتصادياً. وفي الأحوال كافة، مع توفر الأسلحة المدمرة، يصبح من الحماقة التورط في مواجهات عالمية تافهة. عموماً، يمكن اعتبار هاراري، في كتابه هذا في الأقل، متشائماً كبيراً، فهو يرى أننا لم نخرج من الغابة بعد، لأننا كائنات بشرية لا تزال ميالة لاتخاذ قرارات غير عقلانية.


مقالات ذات صلة

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

ثقافة وفنون «أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ

منى أبو النصر (القاهرة)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
كتب سوزان بلاكمور وابنتها أميلي تروسيانكو  أثناء حفل توقيع كتاب "الوعي: مقدمة"

الشبحُ في الآلة

شغل موضوع أصل الأشياء The Origin مكانة مركزية في التفكير البشري منذ أن عرف البشر قيمة التفلسف والتفكّر في الكينونة الوجودية.

لطفية الدليمي
كتب سيمون سكاما

قصة اليهود... من وادي النيل حتى النفي من إسبانيا

يروي الكاتب البريطاني اليهودي «سيمون سكاما»، في كتابه «قصة اليهود»، تفاصيل حياة اليهود ابتداءً من استقرارهم في منطقة الألفنتين

سولافة الماغوط (لندن)

وزير الثقافة السعودي يلتقي مبتعثي «صناعة المانجا» في اليابان

وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
TT

وزير الثقافة السعودي يلتقي مبتعثي «صناعة المانجا» في اليابان

وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)

حث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة، السبت، الطلاب المبتعثين في برنامج أسس صناعة القصص المصورة «المانجا» في اليابان، على أهمية التأهيل العلمي والأكاديمي في التخصصات الثقافية للإسهام بعد تخرجهم في رحلة تطوير المنظومة الثقافية في بلادهم.

وأكد الأمير بدر بن عبد الله، خلال لقائه عدداً من الطلاب المبتعثين في مقر إقامته في طوكيو، دعم القيادة السعودية لكل ما من شأنه تنمية القدرات البشرية في المجالات كافة.

ويُقام البرنامج التدريبي بالتعاون بين هيئة الأدب والنشر والترجمة، وشركة «مانجا للإنتاج»، التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، الذي يستهدف موهوبي فن المانجا ضمن برنامج تدريبي احترافي باستخدام التقنيات اليابانية؛ منبع هذا الفن.

حضر اللقاء الدكتور محمد علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، والدكتور عصام بخاري الرئيس التنفيذي لشركة «مانجا للإنتاج»، وعددٌ من الطلاب والطالبات المبتعثين لدراسة فن المانجا في أكاديمية كادوكاوا، إحدى أكبر الأكاديميات في اليابان، التي تهتم بتدريب واستقطاب الخبرات والمهتمين بصناعة القصص المصورة.

يشار إلى أن البرنامج التدريبي يتضمن 3 مراحل رئيسية، بدءاً من ورش العمل الافتراضية التي تقدم نظرةً عامة حول مراحل صناعة القصص المصورة، تليها مرحلة البرنامج التدريبي المكثّف، ومن ثم ابتعاث المتدربين إلى اليابان للالتحاق بأكاديمية كادوكاوا الرائدة في مجال صناعة المانجا عالمياً.

كما تم ضمن البرنامج إطلاق عدد من المسابقات المتعلقة بفن المانجا، وهي مسابقة «منجنها» لتحويل الأمثلة العربية إلى مانجا، ومسابقة «مانجا القصيد» لتحويل القصائد العربية إلى مانجا، ومؤخراً بالتزامن مع عام الإبل 2024 أُطلقت مسابقة «مانجا الإبل» للتعبير عن أصالة ورمزية الإبل في الثقافة السعودية بفن المانجا.

وتجاوز عدد المستفيدين من البرنامج 1850 متدرباً ومتدربة في الورش الافتراضية، وتأهل منهم 115 للبرنامج التدريبي المكثّف، أنتجوا 115 قصة مصورة، وابتُعث 21 متدرباً ومتدربة إلى اليابان؛ لصقل مواهبهم على أيدي خُبراء في هذا الفن، إضافة إلى استقبال 133 مشاركة في مسابقة «منجنها»، وما يزيد على 70 مشاركة في مسابقة «مانجا القصيد»، وأكثر من 50 مشاركة في «مانجا الإبل».

يذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تقدم برنامج أسس صناعة القصص المصورة «المانجا» بالتعاون مع شركة «مانجا للإنتاج»، بهدف تأسيس جيل مهتم بمجال صناعة المانجا، وصقل مهارات الموهوبين، ودعم بيئة المحتوى الإبداعي في المملكة.