خادمات البيوت في المغرب يتطلّعن للعمل في ظروف أفضل

القانون في المغرب يحدّد شروط تشغيل العاملات والعمال المنزليين
القانون في المغرب يحدّد شروط تشغيل العاملات والعمال المنزليين
TT

خادمات البيوت في المغرب يتطلّعن للعمل في ظروف أفضل

القانون في المغرب يحدّد شروط تشغيل العاملات والعمال المنزليين
القانون في المغرب يحدّد شروط تشغيل العاملات والعمال المنزليين

تتطلع خادمات البيوت في المغرب إلى العمل في ظروف أفضل مما كان الوضع عليه في السّابق، من خلال الاستفادة من حقوق تمنح لهنّ للمرة الأولى مع بدء تنفيذ قانون ينظم العمل المنزلي شرع في تطبيقه بهدف حماية عمال المنازل من الاستغلال وسوء المعاملة.
في سياق ذلك، حثّت رئاسة النيابة العامة في المغرب على مراعاة أحكام القانون الخاص بتحديد شروط الشّغل والتشغيل المتعلقة بالعاملات والعمال المنزليين والإجراءات اللازمة لتطبيقه في دورية وجهتها للمحامي العام الأول لدى محكمة النقض والوكلاء العامين (النواب العامين) للملك لدى محاكم الاستئناف ووكلاء الملك لدى المحاكم الابتدائية. وقالت رئاسة النيابة العامة في الدورية إنّه «استحضارا لأهمية هذا القانون الذي يعنى بفئة من الفئات الهشة في المجتمع، ولكونه ينظّم علاقات الشّغل بين أصحاب البيوت والأسر من جهة والعاملات والعمال المنزليين من جهة أخرى، سواء من حيث شروط إبرام عقد الشّغل أو الحقوق والالتزامات المتبادلة بين الطّرفين أو تحديد زمن تنفيذ بنود العقد ونطاق هذا التنفيذ من حيث طبيعة الأعمال المسموح بها أو تلك المحظور القيام بها. وكذا ما يتعلق بإيجاد آليات لحماية العاملات والعمال المنزليين وتمتيعهم بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية بمنأى عن أي استغلال، فإنّ هذا القانون يضمن العديد من الأحكام التي يجب مراعاتها والتي تضمن الحماية القانونية اللازمة لهذه الفئة». ودخل قانون حماية العمال المنزليين الذي تُشكل النساء والفتيات النسبة الأكبر منهم حيز التنفيذ في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ونصّ على أنّ الحدّ الأدنى لسن تشغيل الأشخاص بصفتهم عاملات أو عمالاً منزليين في 18 سنة، غير أنّه يمكن، في فترة انتقالية مدتها خمس سنوات تبتدئ من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ، تشغيل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و18 سنة، بصفتهم عاملات أو عمالا منزليين، شريطة أن يكونوا حاصلين من أولياء أمورهم على إذن مكتوب مصادق على صحة إمضائه، قصد توقيع عقد الشغل المتعلق بهم. إلّا أنّ هذا الاستثناء أثار انتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية، إذ سيظل ساريا لغاية 2 أكتوبر 2023. وأن تشغيل الأطفال أقل من 18 سنة لن يصبح ممنوعاً إلّا بعد هذا التاريخ.
وحدّد القانون شروط تشغيل العاملات والعمال المنزليين، بحيث فرض تشغيل العاملة أو العامل المنزلي بمقتضى عقد عمل يوقع من قبل المشغل والعاملة أو العامل المنزلي شريطة أن تراعى، عند التوقيع، الشّروط المتعلقة بتراضي الطرفين بغية تفادي أي غموض أو ارتباك من طرف المشغلين. ونصّ القانون أيضاً على أنّه يمنع تسخير العاملة أو العامل المنزلي لأداء الشّغل قهراً أو جبراً، كما أنّ العاملة أو العامل المنزلي يستفيد من راحة أسبوعية لا تقل عن 24 ساعة متصلة، ومن عطلة سنوية مدفوعة الأجر إذا قضى ستة أشهر متصلة في خدمة المشغل، على ألّا تقل مدتها عن يوم ونصف يوم عمل عن كل شهر. غير أنّه بالنّسبة للعاملات أو العمال المنزليين المتراوحة أعمارهم ما بين 16 و18 سنة، فتحدّد مدة عملهم في 40 ساعة في الأسبوع. وذكر نص القانون أيضاً، أنّ أجر العاملة أو العامل المنزلي يؤدى كل شهر عند انتهائه، ما لم يتفق الطّرفان على خلاف ذلك، كما أنّ العاملة أو العامل المنزلي يستحق تعويضاً في حالة فصله، إذا قضى ما لا يقل عن سنة متواصلة من الشّغل الفعلي لدى المشغل نفسه. وفي حالة انتهاك حقوقهم، يتلقى الأعوان المكلفون تفتيش الشّغل، الشكاوى التي يتقدم بها كل من العاملة أو العامل المنزلي ضدّ المشغل، أو المشغل ضد عاملته أو عامله المنزلي، في كل ما يخص تنفيذ عقد العمل المبرم بينهما. ويعاقب بغرامات تتراوح بين 500 و30 ألف درهم (3 آلاف دولار)، كل مشغل انتهك حقوق عامله أو عاملته المنزلية، وكل مشغل لم يتقيّد بالأحكام الصادرة في هذا القانون.
وفي موضوع متصل، أفاد المرصد الوطني للتّنمية البشرية بأنّ 18.1 في المائة من الأسر المغربية تعيلها نساء (عام 2017)، مقابل 15.4 في المائة في عام 2012.
وأبرز المرصد في تقريره عن «مؤشرات رصد التنمية البشرية: المستوى والاتجاهات على الصعيدين الوطني والجهوي 2012 - 2017»، أنّ هذه النسبة تتجلّى بشكل أكبر في المدن.
حيث ارتفعت نسبة الأسر الحضرية التي تديرها نساء من 18.9 في المائة عام 2012 إلى 21.3 في المائة عام 2017. مقابل 9.5 في المائة و11.4 على التوالي في الوسط القروي. وأشار التقرير إلى انخفاض متوسط حجم الأسر من 4.7 إلى 4.4 شخص لكل أسرة بين عامي 2012 و2017، مسجّلاً بأنّ هذا الانخفاض صاحبته زيادة في عدد الأسر التي تديرها نساء.
وأضاف المرصد أنّ المغرب يشهد «انتقالا ديموغرافيا متقدما يتميز بانخفاض في الخصوبة وشيخوخة واضحة في السنوات المقبلة».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.