1148 اسماً على قائمة التكريمات الملكية في بريطانيا

من مدير منتخب الكرة إلى آخر الممارسين لفن الرسم على أحرف صفحات الكتب

الممثل جيم كارتر من أبطال مسلسل «داونتن آبي» ضمن المكرمين (إ.ب.أ)
الممثل جيم كارتر من أبطال مسلسل «داونتن آبي» ضمن المكرمين (إ.ب.أ)
TT

1148 اسماً على قائمة التكريمات الملكية في بريطانيا

الممثل جيم كارتر من أبطال مسلسل «داونتن آبي» ضمن المكرمين (إ.ب.أ)
الممثل جيم كارتر من أبطال مسلسل «داونتن آبي» ضمن المكرمين (إ.ب.أ)

في قائمة الأوسمة والتكريمات التي تمنحها الملكة إليزابيث كل عام، العديد من القصص والإنجازات الإنسانية والأدبية والفنية والرياضية تقف خلف تلك الأسماء المعروف بعضها للجمهور.
من المكرمين العديد من رجال الإنقاذ والعاملين في مجالات الصحة وخدمات الطوارئ ممن بذلوا جهوداً جبارة للتعامل مع آثار هجمات إرهابية في لندن ومانشستر العام الماضي، ووصل عددهم إلى 43، منهم طبيب أجرى عمليات لـ12 ضحية من هجوم لندن بريدج وهو رئيس وحدة الطوارئ بمستشفى «رويال لندن هوسبيتال»، وممرضة بغرفة العمليات ومدير خدمات الإسعاف وغيرهم. وأشارت صحيفة «الغارديان» إلى أن لجنة الاختيارات أبدت اهتماماً كبيراً وحرصاً على تكريم هؤلاء العاملين لمجهوداتهم في خدمة الجمهور والبلاد. من القائمة أيضاً فريق الغواصين الذين قاموا بإنقاذ فريق كرة قدم من الأطفال ضلوا طريقهم في أحد كهوف إندونيسيا وكانت محاولات إنقاذهم محط اهتمام العالم لأيام.
في مجال الثقافة مُنحت الروائية الكندية مارغريت آتوود رتبة لقب «ديم» (سيدة)، ومُنح كاتب أدب الأطفال فيليب بولمان رتبة «فارس»، وكاتبة قصص الأطفال وصاحبة شخصية «الغرفول» جوليا دونالدسون حصلت على وسام برتبة قائد في الإمبراطورية (سي بي إي)، كما مُنح الممثل الكوميدي مايكل بالين رتبة «فارس» عن خدماته في مجال الثقافة والسفر، حيث قدم بالين العديد من البرامج التلفزيونية لاستكشاف تقاليد وتاريخ عدد من دول العالم. ونال مقدم برامج الطبيعة وعلم الحيوان كريس بيكام رتبة ضابط الإمبراطورية (أو بي إي) أيضاً لخدماته في مجال الطبيعة ومجهوداته للتوعية بالأخطار التي تواجهها سلالات الطيور والحيوانات في بريطانيا.
كما نالت عارضة الأزياء تويجي والتي اشتهرت في الستينات من القرن الماضي، لقب «ديم» (سيدة)، ومن عالم الفن نالت الممثلة ثادي نيوتن وسام ضابط في الإمبراطورية، وحصلت الممثلة صوفي أوكينيدو على رتبة ضابط. كما حصل الممثل المخضرم جيم كارتر والذي اشتهر بشخصية «كارسون» في مسلسل «داونتن آبي» على رتبة ضابط الإمبراطورية البريطانية (أو بي إي).
ومن الشخصيات الإعلامية مُنحت غليندا بايلي رئيسة تحرير النسخة الأميركية من مجلة «هاربرز بازار»، لقب «ديم» تقديراً لدورها في دعم حملة «بريطانيا العظمى».
وبعد أن أثار مشاعر الجمهور البريطاني بأداء عُدَّ مشجعاً خلال مباريات كأس العالم الماضي حصل غاريث ساوثغيت على وسام «أو بي إي» (رتبة ضابط من الدرجة الممتازة للإمبراطورية البريطانية)، بعد أن قاد المنتخب الإنجليزي للوصول إلى الدور قبل النهائي بكأس العالم 2018، كما حصل مهاجم المنتخب هاري كين، الذي تُوِّج بالحذاء الذهبي في مونديال روسيا 2018 على وسام «إم بي إي» (عضو برتبة فائقة الامتياز ضمن الإمبراطورية البريطانية).
وفي مجال مختلف تماماً ويعد فريداً من نوعه تم تكريم آخر فناني الرسم على أطراف صفحات الكتب وهو فن يُعرف باسم «فور إدج باينتينغ»، الفنان البريطاني مارتين فروست، وهو آخر الفنانين العاملين بهذا المجال والذي يعتمد على رسم صورة على أحرف صفحات الكتب يمكن رؤيتها عند فرد الصفحات بطريقة معينة.
أرقام وحقائق
عدد الحاصلين على الأوسمة والألقاب في القائمة: 1148.
نسبة النساء في القائمة: 47%.
نسبة المكرمين من السود والآسيويين ومن أعراق مختلفة: 12%.
100 عام... عمر أكبر المكرمين في قائمة هذا العام وهو روبرت لينغوود الذي شارك في الحرب العالمية الثانية.
أصغر المكرمين سعيد آتشا، 22 عاماً، الذي أصدر مجلة للشباب في مانشستر.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».