دراما تعبيرية مع 16 لاجئة تنطلق على مسرح في بيروت

الدراما التعبيرية تعالج نساء لاجئات في عمل مسرحي
الدراما التعبيرية تعالج نساء لاجئات في عمل مسرحي
TT

دراما تعبيرية مع 16 لاجئة تنطلق على مسرح في بيروت

الدراما التعبيرية تعالج نساء لاجئات في عمل مسرحي
الدراما التعبيرية تعالج نساء لاجئات في عمل مسرحي

معالجة المشكلات الاجتماعية والنفسية عن طريق الدراما التعبيرية تنتشر بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة في بيروت. فالبوح بحقيقة مشاعر سجناء أو لاجئين يعانون من الإحباط والخسارة على أصعدة مختلفة، من على خشبة المسرح أو في فيلم مصور، يساهم في تزويد هؤلاء بالثقة بالنفس وبمقدرة على مواجهة المصاعب بقوة.
من هذا المنطلق، تُعرض اليوم على خشبة مسرح «بسمة وزيتونة» في منطقة شاتيلا في بيروت دراما تعبيرية، بطلاتها 16 امرأة لاجئة من سوريا. وهي محصّلة ورشة عمل استغرقت نحو 3 أشهر لمشروع «نساء في الحرب» الممول من مؤسسة «انتصار» الخيرية في الكويت، التي تقدم من خلال هذا العمل المسرحي أولى بذور مجهودها على الأرض.
«إنها مسرحية تتضمن حوارات وإسكتشات مختلفة غير مترابطة» تقول مخرجة العمل فرح وارديني، في حديث لـ«الشرق الأوسط». وتضيف: «أما طبيعة القصص التي سنسمعها من قبل تلك النسوة فهي نابعة من واقع أليم، يعانون منه بفعل هجرتهم من بلادهم وافتقادهم أرض جذورهم الأصلية. فعملية خروجهم من أوطانهم بفعل الحروب تسببت لهن بمصاعب كثيرة، يحتفظن بها في أعماقهن، ولا يجرأن على البوح بها لأسباب كثيرة، اجتماعية ونفسية».
وتوضح فرح التي لحظت تقدماً ملموساً في الأداء اليومي لبطلات مسرحيتها، بعيد قيامهن بتمارين مكثفة لتقديمها، أن دراسات أجريت عليهن قبيل وبعيد هذه الورشة، أظهرت بالأرقام التغييرات الجذرية التي أصبن بها إثرها، وخصوصاً تلك المتعلقة بحالات الإحباط والقلق التي كانت تسيطر عليهن. بعض تلك النسوة يحملن شهادات جامعية في الهندسة والصيدلة وغيرها من الدروس العليا، كن يمارسن أعمالهن في بلادهن، ويعشن كغيرهن من النساء المثقفات في إطار حياة طبيعية، إلا أن هجرتهن من بلدهن إلى مجتمعات مختلفة اضطرتهن لممارسة أعمال من مستوى أقل «كتقديم القهوة وتنظيف البيوت»، ما ولّد لديهن الشعور بالإحباط وأحياناً الميل إلى الانتحار. وبحسب الدراسات التي أجريت من قبل إحدى المشاركات في هذه الورشة، الباحثة والاختصاصية النفسية سارة سخي، تبين أن حالات الإحباط تدنّت بنسبة 39 في المائة لدى النساء المشاركات في هذا العمل، فيما تراجعت نسبة القلق إلى 31 في المائة؛ لتشكل الفرق ما بين الأسبوع الأول لمشاركتهن في المسرحية وبعيد مرور 11 شهراً على إجراء التمارين.
وتقول ماريان، إحدى بطلات العمل لـ«الشرق الأوسط»: «قبل مشاركتي كنت أصاب بنوبات غضب تجاه أفراد عائلتي لا أعرف أسبابها. واستوعبت فيما بعد أنها بسبب الكبت الذي أعيشه. اليوم تغير أدائي مع أولادي وزوجي، وبعد أن أدركت السبب الذي يقف وراء هذا الغضب، صرت متحكمة أكثر به».


مقالات ذات صلة

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.