27 شخصية تقاضي الدولة الفرنسية لتراخيها في مواجهة التغير المناخي

بينهم نجمتا السينما جولييت بينوش وماريون كوتيار

الناشطة البيئيّة إميلي لوازو
الناشطة البيئيّة إميلي لوازو
TT

27 شخصية تقاضي الدولة الفرنسية لتراخيها في مواجهة التغير المناخي

الناشطة البيئيّة إميلي لوازو
الناشطة البيئيّة إميلي لوازو

توجهت 27 شخصية فرنسية بارزة في فرنسا بشكوى قضائية ضد الدولة، بتهمة التراخي وعدم اتخاذ إجراءات كفيلة بمواجهة ظاهرة التغير المناخي. وتساند الشكوى 4 جمعيات من المنظمات غير الحكومية المعنية بحماية البيئة. ووردت بين المدعين على الدولة أسماء لفنانين من المشاهير عالمياً، مثل الممثلة ماريون كوتيار، الحائزة على «الأوسكار»، وزملائها جولييت بينوش وعبد المالك وإيلي سيمون.
ونشر المدعون بياناً، جاء فيه: «لقد فكرنا طويلاً في الفترة الماضية، وتوصلنا إلى قرار مقاضاة الدولة، بكل بساطة». ولقيت الدعوى دعماً من المئات من رواد وسائل التواصل، وكذلك من عدد من الفنانين الهزليين الذين أطلقوا على الحملة تسمية «قضية القرن». وسرعان ما ظهر على الشبكة الإلكترونية فيلم شاركت فيه الشخصيات الموقعة على البيان، بالتضامن مع منظمات مثل «أوكسفام» و«غرينبيس» و«قضيتنا جميعاً» ومؤسسة «الطبيعة والإنسان». وفي الفيلم، تظهر النجمة ذات الشعبية الواسعة جولييت بينوش وهي تدعو عموم المواطنين إلى الانضمام للدعوى القضائية ضد الدولة الفرنسية، وتوجيه الاتهام لها بالتقاعس أمام التقهقر المناخي.
وجاءت أسماء المدعين خليطاً يجمع بين إعلاميين مثل فاني أغوستيني، ومتخصصين مثل الباحث بابلو سيرفين، وناشطي بيئة مثل ليا كاميليري، ومغنين مثل إميلي لوازو. وحرص جميعهم على الظهور والكلام، ولو لثوانٍ، في الفيلم الدعائي الخاص بالحملة الذي يستغرق بثه 3 دقائق، بعنوان: «غداً». وإزاء «الصمم» المفترض في الحكومة، تخاطب مذيعة التلفزيون فاني أغوستيني الجمهور، قائلة: «لنحاول التحرك عبر وسائلنا الخاصة، وتناول اللحوم بكميات أقل، والالتزام بفرز النفايات، واستخدام الدراجة بدل السيارة. لكن حين تكون أمامنا سنتان فحسب لتغيير كل شيء، فمن المؤكد أن الخطوات الصغيرة لا تكفي». ويأخذ الكلام الناشط البيئي فابريس دوبوني، ليقول: «لهذا، فإن ميدان القضاء هو وسيلتنا التي نتمنى من خلاله إجبار الدولة على احترام واجباتها في حماية مواطنيها».
وأشار الفيلم إلى دول قام مواطنوها بتحرك قضائي مماثل ضد حكوماتهم، وكانت النتائج لصالحهم، مثل هولندا وباكستان وكولومبيا. وكان لجوء مواطنين بسطاء إلى العدالة كفيلاً بوضع دولهم أمام مسؤولياتها الأساسية في حمايتهم وأبنائهم من آثار التغيرات المناخية وكوارثها. أما الممثلة ماريون كوتيار، الحائزة على جائزة «الأوسكار» عن دورها في فيلم جسدت فيه شخصية المغنية إديت بياف، فتختم الفيلم بقولها: «نحن أيضاً يمكننا أن نكسب الدعوى، ونجبر دولتنا الفرنسية على تقليص برامجها بشكل كبير». وتخلص الحملة إلى دعوة مرتادي الشبكة الإلكترونية إلى دعم التحرك، من خلال تبادل الفيلم ومشاركته في صفحات التواصل الاجتماعي.
يذكر أن الإجراءات تقضي بأن ترد الدولة خلال مهلة شهرين، قبل التوجه إلى المحكمة الإدارية في باريس.


مقالات ذات صلة

صعوبة في تفسير الارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية

بيئة درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)

صعوبة في تفسير الارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية

يُعدّ الاحترار الذي يواجهه العالم منذ عقود بسبب غازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية مسألة معروفة، لكنّ درجات الحرارة العالمية التي حطّمت الأرقام القياسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق ارتفاع درجة الحرارة ومستويات البحار يهدّد الطبيعة (غيتي)

التّغير المُناخي يُهدّد وجهات سياحية عالمية بحلول 2034

يُهدّد ارتفاع درجة الحرارة وتصاعد مستويات البحار والأحداث الجوية المتطرفة سكان تلك المناطق والبنية التحتية السياحية والجمال الطبيعي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
عالم الاعمال «كوب 16» الرياض يقدم إرثاً داعماً لجهود مكافحة التصحر عالمياً

«كوب 16» الرياض يقدم إرثاً داعماً لجهود مكافحة التصحر عالمياً

شهد مؤتمر الأطراف الـ16 لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الرياض، إطلاق «أجندة عمل الرياض» لتقديم عمل دائم بشأن إعادة تأهيل الأراضي.

الاقتصاد استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، الذي اختتم أعماله مؤخراً بالرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
بيئة بعد 30 عاماً من السكون... أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك نحو الشمال

بعد 30 عاماً من السكون... أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك نحو الشمال

يتحرك أكبر جبل جليدي في العالم مرة أخرى بعد أن حوصر في دوامة طوال معظم العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.