المكملات الغذائية... مشكوك في قيمتها وتحمل مخاطر خفية

لا تخضع لضوابط صارمة

المكملات الغذائية... مشكوك في قيمتها وتحمل مخاطر خفية
TT
20

المكملات الغذائية... مشكوك في قيمتها وتحمل مخاطر خفية

المكملات الغذائية... مشكوك في قيمتها وتحمل مخاطر خفية

  لا توجد أدلة على الفائدة الصحية لأكثرها، وتحتوي بعضها على مواد محفزة قد تؤثر سلباً على صحة القلب.
يمثل إنفاق الأميركيين على الفيتامينات والمعادن نحو ثلثي حجم ما ينفقونه على كل المكملات الغذائية والذي يقدر بـ37 مليار دولار، في حين تمثل الأقراص والمساحيق والمستحضرات الكحولية، التي تحتوي على مواد كثيرة مستخلصة من عدة مصادر أهمها النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة، الثلث الباقي.

- شعبية المكملات
ما سر شعبية تلك المنتجات والسبب وراء الإقبال عليها؟ يعتقد البعض أن الأطعمة التي نتناولها تخلو من المواد المغذية المهمة، لذا يقبلون على تناول المكملات الغذائية لتعويض ذلك، رغم تعزيز الكثير من الأطعمة بالمغذيات حتى تحل محل الفيتامينات التي يتم فقدانها أثناء عملية المعالجة. ويشعر البعض الآخر أن العقاقير الغربية تعتمد كثيراً على المواد الدوائية، ويفضلون تناول المواد الطبيعية بدلاً منها. مع ذلك يتم استخلاص عدد من العقاقير الشائعة من النباتات.
في كل الأحوال يعود السبب الحقيقي وراء ازدهار صناعة المكملات الغذائية إلى قانون تم إقراره منذ خمسة وعشرين عاماً على حد قول الدكتور بيتر كوهين، أستاذ مساعد بكلية الطب جامعة هارفارد يدرس المكملات الغذائية.
والمكملات الغذائية، بحسب تعريف قانون الصحة والتوعية الخاصة بالمكملات الغذائية لعام 1994، هي أطعمة لا عقاقير، ويعني ذلك أنها لا تخضع للوائح نفسها التي تحكم جودة وسلامة العقاقير التي يتم وصفها طبياً.
يقول الدكتور كوهين: «يمكن بيع المكملات الغذائية والإعلان عنها كوسيلة لتحسين الصحة دون الحاجة لتقديم أي دليل على أثرها وفعاليتها بالنسبة للبشر. قد يعتقد المرء أن القانون سوف يضع قواعد تنص على ضرورة استناد الفائدة الصحية المزعومة إلى أدلة علمية، لكن الأمر عكس ذلك تماماً، فالقانون يحمي المصنعين من خلال السماح لهم بكتابة عبارات مثل (قد تدعم صحة القلب) حتى لو لم يتم إجراء تجربة واحدة على البشر لدعم ذلك الزعم».

- مستهلكون مخدوعون
في الواقع حتى عندما توضح التجارب العملية التي تحظى برعاية الحكومة، وتحصل على دعم بالملايين، عدم فعالية مكمل غذائي ما، (كما هو الحال بالنسبة لمكمل زيت السمك الذي يتم بيعه للأشخاص الأصحاء دون وصفة طبية للوقاية من مرض القلب)، تظل شركات المكملات الغذائية تتمتع بحق كتابة فوائد صحية مزعومة مبهمة على الملصقات التي يتم وضعها على المنتج بحسب ما يوضح دكتور كوهين. ونتيجة لذلك ينتهي الحال بالمستهلكين إلى شراء منتجات تقدم وعوداً زائفة.
وحتى إذا اتضحت فائدة المكمل الغذائي في علاج مشكلة صحية بعينها، لا يكون هناك ضمان بأن المنتج الذي تشتريه من الصيدلية القريبة منك سيكون له الفعالية نفسها، فقد تتباين كمية المادة الفعالة في المكملات بشكل كبير، ليس فقط من علامة تجارية إلى أخرى بل من علبة إلى أخرى. على سبيل المثال، تحتوي مكملات أرز الخميرة الحمراء red yeast rice supplements على مادة تسمى «موناكولين كيهmonacolin K «، وهي من الناحية الكيميائية المكون الفعال ذاته الموجود في عقار «لوفاستاتين» lovastatin الخافض للكوليسترول (ميفاكور)Mevacor مع ذلك عندما فحص الدكتور كوهين وزملاؤه 28 علامة تجارية مختلفة لأرز الخميرة الحمراء من تجار تجزئة مختلفين، وجدوا كميات متباينة من مادة الموناكولين كيه، حيث لم يكن هناك أثر يذكر للمادة في علامتين تجاريتين، في حين احتوت علامات تجارية أخرى على كميات مماثلة لتلك الموجودة في عقار «لوفاستاتين». وتم نشر دراستهم في الدورية الأوروبية لطب القلب الوقائي في سبتمبر (أيلول) 2017.

- محفز للقلب محظور
بحثت أحدث دراسات الدكتور كوهين في عشرات المنتجات التي يتم الترويج لها على أنها تساعد الناس في فقدان الوزن وتحسين الأداء الرياضي. تلك المنتجات متاحة على الإنترنت، وفي متاجر التجزئة المتخصصة في المكملات الغذائية. وتحمل تلك المنتجات ملصقات تشير إلى احتوائها على مادة الـ«هيغينامينhigenamine «، والتي يُطلق عليها أيضاً «نوركوكلورين» norcoclaurine أو «ديميثيل كوكلورينdemethylcoclaurine «، وهي مادة قد تكون محفزا قلبيا وعائيا ضارا حظرت «الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات» استخدامه بين الرياضيين عام 2017.
يتم اشتقاق الـ«هيغينامين» من عدة نباتات منها زهرة اللوتس، وشجيرة تعرف باسم «البامبو السماوي». وقد تم دراسة تلك المادة في الصين لاستخدامها في فحص الجهد الخاص بالقلب لمحاكاة أثر التمرين الرياضي عندما لا يكون المريض قادراً على السير على آلة المشي الرياضي. يمكن لتلك المادة، إذا ما تم تناولها بانتظام، زيادة معدل ضربات القلب، والتسبب في انقطاع النفس، والشعور بالدوار.
كما جاء في دورية Clinical Toxicology) السموم السريرية) في سبتمبر، تراوحت الكمية، التي تم اكتشافها من تلك المادة في 24 منتجا، بين قدر لا يذكر، و62 مليغراما للجرعة الواحدة. لم تذكر سوى خمس علامات تجارية المقدار الموجود في المنتج على الملصق، لكن لم يكن أي منها دقيقاً. في حالة بعض المنتجات، إذا تناول الأشخاص المقدار الموصى به على الملصق، سيتناولون ما يقرب من 110 مليغرامات من مادة الـ«هيغينامين» يومياً. لم تتم دراسة الأثر المحتمل لذلك جيداً، لكن قد يكون لهذا الأمر آثار مثيرة للقلق على القلب على حد قول الدكتور كوهين. (وقبل عدة عقود من السنين أدى استخدام مكملات غذائية تحتوي على مادة أخرى محفزة مشتقة من نبات آخر إلى حدوث آثار خطيرة وأحيانا مميتة - انظر إطار2: الـ«إيفيدرا»).

- اسأل الطبيب
توجه النصائح على مدار الزمن بأهمية إخبار طبيبك بأي شكوك تساورك بشأن المكملات الغذائية التي قد تتناولها. عوضاً عن ذلك يقول الدكتور كوهين إن الأكثر منطقية من ذلك هو سؤال الطبيب ما إذا كان ينبغي عليك تناول أي مكملات غذائية أم لا. ويشير دكتور كوهين إلى المكملات قائلاً: «يكون لها دور واضح في حالات محددة».
من الأمثلة التي توضح ذلك بالنسبة إلى كبار السن تناول مكملات الكالسيوم في حالة الأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من الكالسيوم من الغذاء، أو فيتامين «بي 12» في حالة الأشخاص الذين يعانون من مشكلة في امتصاص المواد المغذية.
إذا نصحك طبيبك بتناول مكمل غذائي، اقرأ الملصق الموجود عليه واختر علامة تجارية موثقة ومعتمدة من «دستور الأدوية الأميركي» أو «المؤسسة الوطنية للصحة»، وهما من المنظمات المستقلة غير الحكومية.

- احذر المحفزات الجنسية
إضافة إلى المكملات الغذائية، التي تعد بفقدان الوزن أو تحسين القدرة الرياضية، ينبغي على المرء الحذر من تلك التي تزعم تحسين القدرة الجنسية، حيث تحتوي المئات من تلك المنتجات على مكونات غير معلن عنها تشبه أو تطابق تلك الموجودة في عقاقير يتم وصفها طبياً مثل «سيلدينافيل» (الفياغرا).
ويمكن أن تؤدي كل تلك المنتجات «الطبيعية» إلى انخفاض خطير في ضغط الدم خاصة لدى الأشخاص، الذين يتناولون النترات، والتي يتم وصفها أيضاً كعلاج لمرضى القلب.

- «إيفيدرا»... قصة تحذيرية
تم تسويق مكملات غذائية تحتوي على الـ«إيفيدرا» ephedra المشتق من العشب الصيني «ما هوانغ ma huang « خلال فترة التسعينات كمعزز للطاقة ومحفز على فقدان الوزن. عندما يتم تناول ذلك العشب مع الكافيين يحفز على فقدان الوزن بشكل طفيف وعلى المدى القصير، لكنه يحتوي على مواد كيميائية قد تؤدي إلى انقباض وضيق الأوعية الدموية، وأشارت دراسات إلى وجود علاقة بين تناول الـ«إيفيدرا» وارتفاع ضغط الدم، ووجيب أو اختلاج القلب، والإصابة بالأزمات القلبية.
مع ذلك نظراً لأن القانون يلزم إدارة الغذاء والدواء بإثبات أن المنتجات التي تحتوي على الـ«إيفيدرا» غير آمنة، احتاج الأمر إلى عشر سنوات لجمع ما يكفي من الأدلة. خلال تلك الفترة كانت الوكالة قد سجلت 16 ألف بلاغ بحدوث إصابات، و62 ألف شكوى من مستهلكين، و155 حالة وفاة على الأقل لها صلة بتناول منتجات تحتوي على الـ«إيفيدرا».

- رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

كم يبقى المغنسيوم في جسمك؟... اكتشف السر

صحتك يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)

كم يبقى المغنسيوم في جسمك؟... اكتشف السر

المغنسيوم معدن أساسي يلعب دوراً محورياً في وظائف متعددة بالجسم، أبرزها تعزيز صحة العظام وتنظيم ضغط الدم ودعم عمل العضلات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك يقوم الكبد بكثير من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

7 علامات تدل على تلف الكبد

الكبد هو أحد أهم أعضاء الجسم، فهو المسؤول عن الحفاظ على خلوِّ سائر الأعضاء من السموم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مركبات «الفثالات» تدخل في صناعة عبوات الطعام (جامعة كاليفورنيا)

مادة بلاستيكية مسؤولة عن وفاة 365 ألف شخص في العالم

كشفت دراسة أميركية عن أن التعرّض اليومي لمادة كيميائية تُستخدم على نطاق واسع في صناعة البلاستيك قد يكون مرتبطاً بأكثر من 365 ألف حالة وفاة ناجمة عن أمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)

«رئة الفشار»... مرض غير قابل للعلاج قد تسببه السجائر الإلكترونية

حذر تقرير جديد من تسبب السجائر الإلكترونية في مرض غير قابل للعلاج يسمى «رئة الفشار».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الكافيين الموجود في الشاي الأخضر يزيد من أكسدة الدهون (رويترز)

هل شُرب الشاي الأخضر يساعد في حرق الدهون؟

يعتقد البعض أن هناك مشروبات محددة يمكنها مساعدتنا على خسارة الدهون ومحاربة السِّمنة، ومن أشهرها الشاي الأخضر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كم يبقى المغنسيوم في جسمك؟... اكتشف السر

يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)
يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)
TT
20

كم يبقى المغنسيوم في جسمك؟... اكتشف السر

يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)
يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية (متداولة)

المغنسيوم معدن أساسي يؤدي دوراً محورياً في وظائف متعددة بالجسم، أبرزها تعزيز صحة العظام وتنظيم ضغط الدم ودعم عمل العضلات. يُنصح بزيادة مستوياته عبر تناول الأطعمة الغنية به، مثل المكسرات والحبوب الكاملة أو من خلال المكملات الغذائية وفق توجيهات الطبيب، وفق موقع «هيلث» الطبي.

امتصاص المغنسيوم وفاعليته الزمنية

يبدأ الجسم بامتصاص المغنسيوم بعد نحو ساعة من تناوله، ويصل الامتصاص إلى نحو 80 في المائة من الجرعة بعد ست ساعات في الظروف الطبيعية. غير أن هذه النسبة تتأثر بنوع المركّب المستخدم، والجرعة المتناولة، وكفاءة الجهاز الهضمي في امتصاصه. تناول جرعة مفردة من المغنسيوم لا يكفي لرفع مستوياته بشكل دائم؛ بل يتطلب الأمر انتظاماً في التناول لبناء مخزون داخلي يكفي حاجات الجسم.

كيف يمتص الجسم المغنسيوم ويتخلص من فائضه؟

يسير المغنسيوم في الجهاز الهضمي من الفم مروراً بالمريء والمعدة إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاص الكمية اللازمة وإرسالها عبر الدم إلى العظام والعضلات والأنسجة اللينة. يخزن الجسم أكثر من نصف المغنسيوم في العظام، فيما يتوزع الباقي في الأنسجة الطرية. يُطرح الزائد منه عبر البراز والبول، وتطرح الكلى يومياً نحو 120 ملغ من المغنسيوم، لكنها تقلّل من هذا الطرح عندما تنخفض مخزونات الجسم من المغنسيوم لتحافظ على حاجات الجسم.

العوامل المؤثرة على مدة بقاء المغنسيوم بالجسم

نوع المركب: تُمتص أشكال المغنسيوم القابلة للذوبان في الماء مثل السيترات والأسبارتات واللاكتات والكبريتات بشكل أفضل من الأشكال الأخرى كالأوكسيد. بعض الأشكال الخاصة، كـ«ل-ثيرونات»، قادرة على الوصول إلى الدماغ لدعم النوم والوظائف العقلية.

الحالة الصحية: أمراض الكلى المزمنة أو الخضوع لغسيل الكلى قد يؤديان إلى ارتفاع مستويات المغنسيوم لضعف طرحه؛ بينما أمراض الجهاز الهضمي كالكرون أو السيلياك تقلل من امتصاصه. كذلك السكري من النوع الثاني وتعاطي الكحول وكبر السن تضعف الكفاءة الامتصاصية للمغنسيوم.

طريقة التناول: يُؤخذ المغنسيوم عادة عبر الفم، لكن يمكن امتصاصه عبر الجلد باستخدام الكريمات والبخاخات واللصقات، ما قد يسرّع الامتصاص ويخفف من الآثار الجانبية المعوية.

التوصيات والجرعات

تراوح الجرعة اليومية الموصى بها من المغنسيوم للبالغين بين 310 و420 ملغ، مع حد أقصى للمكملات عند 350 ملغ لتجنّب الآثار الجانبية مثل الإسهال والغثيان. يتراوح مستوى المغنسيوم الطبيعي في الدم بين 0.75 و0.95 مليمول/لتر؛ وإذا تجاوز 1.75 مليمول/لتر قد تظهر أعراض خطرة تشمل انخفاض ضغط الدم وضعف العضلات وصعوبات في التنفس.

في الختام، يُنصَح بمراجعة الطبيب قبل البدء بمكملات المغنسيوم لتحديد الجرعة المناسبة بناءً على العمر والحالة الصحية وضمان الاستخدام الآمن والفعّال.