هل يمكن أن يتحول الهوس بمدينة خيالية إلى حركة سياحية نشطة؟

مسلسل «توين بيكس» يجذب آلاف الأميركيين إلى مواقع تصويره

هل يمكن أن يتحول الهوس بمدينة خيالية إلى حركة سياحية نشطة؟
TT

هل يمكن أن يتحول الهوس بمدينة خيالية إلى حركة سياحية نشطة؟

هل يمكن أن يتحول الهوس بمدينة خيالية إلى حركة سياحية نشطة؟

عندما تصل إلى هناك، لن ترى لافتة تحمل عبارة «مرحبا بكم في توين بيكس»، حيث إن هذه البلدة الموجودة في واشنطن، ليس لها وجود، على الأقل في العالم المادي.
المدينة موجودة بالفعل، ولكن في أذهان الملايين. وقد ظهرت اللافتة، الموجودة بالقرب من بلدتي «سنوكوالمي» و«نورث بيند» الحقيقيتين، على مسافة نحو 30 كيلومترا شرق مدينة سياتل، في الحلقات الافتتاحية للمسلسل التلفزيوني الأميركي الشهير، الذي حظي بإشادات واسعة وشعبية كبيرة بعد عرضه خلال عامي 1990 و1991.
وما زال عشاق مسلسل «توين بيكس» يقومون بزيارة المواقع التي تم تصوير المسلسل بها.
ويشار إلى أن المسلسل التلفزيوني من تأليف الكاتب الأميركي التلفزيوني، مارك فروست والمخرج السينمائي ديفيد لينش، هو عبارة عن مجموعة متنوعة من الأشكال الدرامية، حيث يمزج بين تحقيقات المباحث الغامضة، والأحداث الدرامية الطويلة، والرعب، والكوميديا، والفكاهة غير المعتادة، والغموض. ويتميز المسلسل بوجود شخصيات غريبة الأطوار، وأسلوب خيالي، وسرد غير تقليدي، وتصوير سينمائي.
وتدور أحداث المسلسل حول تحقيقات يقودها دالي كوبر، العميل الخاص في مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي)، حول جريمة قتل مروعة لطالبة سابقة في مدرسة ثانوية، تدعى لورا بالمر، في بلدة توين بيكس الخيالية التي تقع بالقرب من الحدود الكندية. ومع كل حلقة، يزداد المسلسل غرابة.
يشار إلى أن المسلسل الذي توقف بعد تقديم موسم ثانٍ منه، حيث شهدت منتصف الحلقات حل لغز جريمة قتل بالمر، أعقبه فيلم روائي طويل في عام 1992، وكانت أحداثه بمثابة البداية لأحداث المسلسل التلفزيوني. ويحمل الفيلم اسم «توين بيكس: أيتها النار امش معي!».
وفي عام 2017، تم عرض مسلسل من 18 حلقة بعنوان «توين بيكس: العودة»، على تلفزيون الكابل، مع مشاركة الكثير من أبطال العمل الأصلي، وبينهم الممثل الأميركي كايلي ماكلاشلان (59 عاما)، الذي جسد شخصية العميل الخاص «دالي كوبر».
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن مواقع التصوير الخارجي الرئيسية في المسلسل تنتشر في أنحاء ولاية واشنطن غربي البلاد.
ومن المواقع التي تم تصوير المسلسل بها، نزل «ساليش» في سنوكوالمي، الذي يقع فوق شلالات سنوكوالمي، ويشكل جزءا مهما في الحلقات الافتتاحية للمسلسل الشهير، حيث كان يطلق عليه في حلقات المسلسل اسم فندق «نورثرن جيت». وكان العميل كوبر يقيم في الغرفة رقم 315 أثناء سير التحقيقات في جريمة القتل. ويقول آلان ستيفنز، مدير عام النزل، الذي يتم تأجير غرفه مقابل مئات الدولارات في الليلة الواحدة: «أتحدث عن -توين بيكس- طوال الوقت»، معتذرا عن عدم وجود شبه بينه وبين كوبر، حيث يقول المدير الأصلع: «(على الأقل) ليس لدي شعر مثل شعره».
وظهر الجزء الخارجي من النزل في المسلسل، ولكن لم يتم تصوير أي مشاهد داخله. إلا أن ستيفنز يقول إن «سائحي -توين بيكس- يأتون على أي حال، حيث يأتي الآلاف منهم في كل عام. ويكتفي بعضهم بتفقد المكان، بينما يقوم البعض الآخر بحجز غرف».
وأشار ستيفنز إلى أن عودة عرض المسلسل بعد فترة طويلة من توقفه، قد تسبب في تجدد الضجة المثارة حول النزل، إلا أن القائمين على شؤونه يحاولون استيعاب ذلك. ولا يوفر المكان رحلات برفقة مرشدين، ولكن بإمكان محبي المسلسل التلفزيوني الحصول على خريطة لمواقع التصوير.
كما يمكنهم الحصول على قمصان وكتب وملصقات، وغيرها من الأغراض التي تخص المسلسل، والمتوفرة لدى متجر للهدايا التذكارية.
ويزداد الأمر جنونا لمدة ثلاثة أيام في كل صيف، عندما يقام مهرجان «توين بيكس» السنوي، حيث يأتي ممثلون شاركوا في المسلسل، وآخرون من عشاقه، ويقيم كثير منهم في نزل «ساليش».
ويقول ستيفنز: «لقد كان كايلي ماكلاشلان هنا أيضا»، مضيفا أن الممثل المعروف، لديه مزارع عنب في المنطقة، وهو رجل لطيف وودود.
أما في بلدة نورث بيند القريبة، فيوجد موقع «مقهى تويد»، الذي يظهر في المسلسل تحت اسم «دابل آر داينر»، حيث كان يلتقي كوبر مع هاري إس. ترومان، عمدة توين بيكس، للتفكير في تفاصيل جريمة القتل.


مقالات ذات صلة

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».