تضافر جهود اليونيسكو وجمعية تيرو للفنون من أجل تمكين الشباب في جنوب لبنان

جمعية تيرو للفنون تنظّم بدعم من اليونيسكو مشروعا تجريبيا بعنوان «نحن نروي قصتنا»
جمعية تيرو للفنون تنظّم بدعم من اليونيسكو مشروعا تجريبيا بعنوان «نحن نروي قصتنا»
TT

تضافر جهود اليونيسكو وجمعية تيرو للفنون من أجل تمكين الشباب في جنوب لبنان

جمعية تيرو للفنون تنظّم بدعم من اليونيسكو مشروعا تجريبيا بعنوان «نحن نروي قصتنا»
جمعية تيرو للفنون تنظّم بدعم من اليونيسكو مشروعا تجريبيا بعنوان «نحن نروي قصتنا»

في إطار برنامج «شبكات الشباب المتوسطي» الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي تعاونت من خلاله اليونيسكو مع اليونيفيل لدعم وتمكين الشباب في جنوب لبنان للمشاركة في الحكم المحلي، قدّمت اليونيسكو مؤخّراً الدّعم لجمعية تيرو للفنون، وهي جمعية محلية يديرها الشباب في مدينة صور، وتهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي بين الشباب من خلال نشر تاريخ التراث الثقافي المحلي. تلتزم جمعية تيرو للفنون بتعزيز التعليم والثّقافة بين شباب المنطقة بهدف نشر ثقافة السّلام والحفاظ على التراث الثّقافي في جنوب لبنان.
استطاعت الجمعية منذ تأسيسها أن تستعيد المساحات المفقودة للثّقافة والفنون (سينما الحمرا، سينما ستارز، والآن سينما ريفولي)، وأن تنظّم مهرجانات دولية للمسرح والسينما والموسيقى، بالإضافة إلى نشاطات واسعة من ورش العمل وأنشطة مع سكان مدن صور والنبطية وعدة قرى في جنوب لبنان. وهي تبادر وتدعم الجمعيات التي يقودها الشّباب لتعزيز التماسك الاجتماعي في الجنوب من خلال النّشاطات الثّقافية والفنية والحوار.
ونظّمت جمعية تيرو للفنون، بدعم من اليونيسكو، مشروعا تجريبيا مدته ثلاثة أسابيع بعنوان «نحن نروي قصتنا»، الذي يهدف إلى تعريف سكان جنوب لبنان، خاصة الشباب، بأهمية الفنون والثّقافة لتأمين رفاهية ونموّ المجتمع، وتوعية الجمهور على أهميّة الفن العربي القديم وأهميته الاجتماعية (الحكواتي). كما يهدف المشروع إلى إنشاء أرشيف للحكواتي مخصّص لتوثيق ودراسة الحكواتي.
في المرحلة الأولى من المشروع، ستُدعى منظمات محدّدة من جنوب لبنان إلى سينما ريفولي في صور، التي أعيد فتحها مؤخراً، حيث سيجري تعريف هذه الجمعيات بتاريخ السّينما والمسرح، وسيعطى اهتمام خاص للدور الذي يلعبه الفن العربي القديم لرواية القصص في المجتمع. كما ستُصوّر جميع الجلسات وتحرّر وتُدمج في مقطع فيديو قصير يُعرض للزّوار في سينما ريفولي ويُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
في ذلك، يقول الممثّل والمخرج قاسم إسطنبولي، مؤسس مسرح إسطنبولي وأمين سر جمعية تيرو للفنون: «إن هذا التعاون بين منظمة اليونيسكو وجمعية تيرو للفنون يمهّد الطّريق أمام ازدهار الفنون والثّقافة في جنوب لبنان»، ويتابع: «سنعمل جاهدين على إضفاء دينامية جديدة على المسرح في لبنان، حيث يمكن للمسرح أن يكون منصة ثقافية مجانية حرّة للجميع، وفيه يلتّقي التقليد والطليعة ويرعى كل منهما الآخر».


مقالات ذات صلة

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

المشرق العربي لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

أتت المعارك في شوارع حلب والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)

الحنّة والصابون الحلبي والنابلسي... «تكريم» مُستَحق

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.