في ثامن أيام مهرجان مراكش... مونيكا بيلوتشي في ضيافة جمهور ساحة جامع الفنا

فيما تابع الجمهور أفلاماً ترصد مآسي فردية أو جماعية

الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي في جامع الفنا (أ.ف.ب.)
الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي في جامع الفنا (أ.ف.ب.)
TT

في ثامن أيام مهرجان مراكش... مونيكا بيلوتشي في ضيافة جمهور ساحة جامع الفنا

الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي في جامع الفنا (أ.ف.ب.)
الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي في جامع الفنا (أ.ف.ب.)

منح حضور الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، في ثامن أيام المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ17، سحراً خاصاً لأمسية العروض الخاصة بأفلام ساحة جامع الفنا.
وجاءت زيارة بيلوتشي للساحة الشهيرة بمناسبة عرض فيلم «أستيريكس وأوبيليكس: مهمة كليوباترا» لمخرجه آلان شابات، ضمن فقرة «أفلام جامع الفنا»، وهو الفيلم الذي تلعب فيه الحسناء الإيطالية دور البطولة، إلى جانب كل من جيرار ديبارديو وكريستيان كلافيه وجمال دبوز وآلان شابات وكلود ريش وجيرارد دامون.
ولم تفوت بيلوتشي فرصة لقائها بالجمهور المراكشي ورواد ساحة جامع الفنا من سياح المدينة الحمراء للتعبير عن شكرها وتقديرها للمغاربة، معبرة عن عشقها للمغرب الذي سبق لها أن صورت به عدداً من أفلامها، كما زارته في أوقات متفرقة، بينها مشاركات سابقة في عدد من دورات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وفضلاً عن فقرة العروض الخاصة بساحة جامع الفنا، فقد تواصل عرض أفلام باقي الفقرات بقاعات الوزراء والسفراء وكوليزي ومتحف إيف سان لوران.
كان هناك أكثر من مشترك بين أكثر الأفلام التي عرضت في ثامن أيام التظاهرة. من ذلك، مثلاً، رصد أوضاع الطفولة في لبنان، من خلال «كفر ناحوم» لنادية لبكي و«المعيلة» لنورا تومي؛ ومعاناة وقلق النساء في مصر وألمانيا في «كل شيء على ما يرام» لمخرجته إيفا تروبشبين و«لا أحد هناك» لمخرجه أحمد مجدي؛ ومآسي التطرف والحروب بين الجزائر وسوريا مع «ريح رباني» لمخرجه مرزاق علواش و«لسه عم تسجل» من إخراج سعيد البطل وغياث أيوب.
وفيما كان اليوم السابع خاتمة فقرة «حديث مع...»، التي شكلت فرصة لجمهور المهتمين للاستماع إلى تجارب خمسة من كبار السينما العربية والعالمية، فقد كان اليوم الثامن خاتمة فقرة عروض «المسابقة الرسمية»، بعد عرض آخر فيلمين من بين الـ14 المتنافسة للفوز بجوائز التظاهرة، التي شهدت عرض أزيد من 80 شريطا سينمائيا من 26 دولة، في وقت قال فيه المنظمون إن مجموع ممثلي وسائل الإعلام المغربية والدولية التي غطت، وبشكل يومي، فعاليات دورة هذه السنة من المهرجان، قد ناهز 570 فرداً، يمثلون 215 هيئة إعلامية من 22 بلداً. واعتبر المنظمون أن من شأن هذه التغطية الإعلامية أن تساهم في زيادة إشعاع المهرجان والمغرب عبر العالم.
- قلق... ومدينة لا تنام
في «كل شيء على ما يرام»، لمخرجته الألمانية إيفا تروبشبين وبطولة آينة شفارتز وأندرياس دولر وهانس لوف وتيلو نست وليزا هاكمايستر ولينا فندل، نكون مع يان وبيات اللذين تجمعهما علاقة عشق بديعة، حيث يعمدان سوياً إلى تجديد منزل قديم لأجل الابتعاد عن صخب الحياة وروتينها.
وفي مواجهة الإخفاق المخيب لدار النشر المتواضعة التي أطلقاها، تلتقي يان بأحد معارفها السابقين، الذي تعيش معه مغامرة جنسية عابرة، الشيء الذي ينقل إليها إحساساً عميقاً بالانزعاج والقلق. أما في «لا أحد هناك»، من إخراج المصري أحمد مجدي وبطولة عامر حسني وشذى محرم وهايدي موسى وسلمى حسن ورشا مجدي، فنكون مع فيلم يرسم فيه مخرجه لوحات مفعمة بالألوان الليلية المثيرة في مدينة لا تهدأ، حيث يبرع في رسم تناقضات مفعمة، مع ذلك، بالأمل.
في هذا الفيلم، نكون مع أحمد الذي يتجول بسيارته، ليلاً، في القاهرة، لتأمين ما يلزم من مال للمساعدة في دفع ثمن عملية إجهاض لفتاة لا يعرفها، سبق أن تعرضت للاغتصاب؛ حيث تقوده الصدفة إلى لقاء مجموعة من الشباب تتزعمهم امرأة تسعى إلى فك لغز زرافة يشاع أنها مخبأة في حديقة الحيوان بالقاهرة، قبل أن نكون مع سلسلة من الأحداث العبثية، التي تحمل في جوهرها لحظات تأمل في قساوة الحياة، وما ينطوي عليه الإنسان من رغبة في فعل الخير، رغم كل الظروف المحيطة به.
- صرخة طفولة
في «كفر ناحوم»، لمخرجته اللبنانية نادين لبكي وبطولة زين الرفيع ويوردانوس شيفارا وبولوواتيف تريجر بانكول وكوثر الحداد وفادي يوسف، نكون مع الطفل زين (12 سنة)، الذي يقاضي والديه بسبب الإهمال.
يتميز زين، وهو واحد بين الكثير من الأطفال الذين يعيشون في ظروف مزرية في الأحياء الفقيرة في بيروت، بحكمة تتخطى سنه اليافع وبطبعه الحاد إزاء الدسائس التي تحاك في محيطه، ويكافح من أجل البقاء في عالم لا يولي أي اعتبار للطفولة، ليعيش في متاهة من الخيارات المحدودة والمروعة.
في جوهره، يعتبر الفيلم صرخة من أجل العدالة الاجتماعية، حيث ينبش في عالم الاتجار بالبشر في بيروت، راصداً العبودية المعاصرة واللامبالاة بالفقراء.
- ريح رباني
يقترح شريط «ريح رباني»، لمخرجه الجزائري مرزاق علواش وبطولة سارة ليساق ومحمد أوغليس ومسعودة بوخيرا وحسيني بنزيراري وعبد اللطيف بن أحمد وإبراهيم ادريس، بحثاً متعمقاً في موجة الكراهية التي تدفع الكثير من الشباب، في المجتمعات العربية، إلى الرغبة، ليس، فقط، في تدمير أنفسهم، بل، أيضاً، تدمير النسيج الاجتماعي من حولهم.
وتدور أحداث الفيلم غير بعيد عن بلدة تيميمون الجزائرية، في منزل بالصحراء، حيث ينتظر مجندان سلفيان تسلم المتفجرات التي يحتاجان إليها من أجل تنفيذ تفجير انتحاري في مصفاة نفط قريبة من المدينة. ومع مرور الأيام، يبدأ أمين، الساذج والمدفع، بالشعور بانجذاب «محرم» نحو نور. وعند الشعور بحماس أمين المتقد في المضي قدماً من أجل إنجاز العملية، تحرص نور على مواصلة سيطرتها عليه.
- زمن حرب
في فيلم «لسه عم تسجل»، من إخراج السوريين سعيد البطل وغياث أيوب، يقوم كل من سعيد الشاب المولع بالسينما، وميلاد الطالب بكلية الفنون، بتوثيق حياتهم في الغوطة الشرقية، مع اندلاع الثورة في 2011، حتى مغادرتهما عام 2015.
يسرد الفيلم المنتقى من بين 450 ساعة من التسجيل، مدونة وقائع مميزة في حياكة سياقها بين الذاتي والجماعي، عن انتقال حركة التمرد الشعبي إلى جهنم حرب أهلية، تتجابه فيها، أيضاً، قوى إقليمية.
في هذا الفيلم، لا يمكن للصور إلا أن تثير القلق والرأفة والهلع والتعاطف، جامعة بين اليأس والتفاؤل في آن. هل بإمكان الكاميرات إنقاذ الأرواح؟ ربما لا، لكنها تستطيع تسجيل إنسانيتنا في ذروة شجاعتها ورشدها، وفي رعب قسوتها وعنفها.
- ويلات
يقترح فيلم التحريك «المعيلة»، لمخرجته نورا تومي، ضمن فقرة «الجمهور الناشئ»، حكاية عن التمكين للنساء والتفكير في سبل مواجهة الاضطهاد، مع احتفاء بثقافة أفغانستان، تاريخها وجمالها.
وينقل الفيلم قصة بارفانا، البالغة من العمر 11 عاما، التي تعيش مع عائلتها في غرفة واحدة في مبنى سكني صغير، في كابول التي تعاني ويلات الحرب. وذات يوم، يتعرض والدها للاعتقال من قبل السلطات، في وقت لم يكن يسمح فيه للنساء بمغادرة البيت من دون رجل. تحرم عائلة بارفانا من المعيل وممن يمكنه القيام بواجب التسوق لجلب الطعام إلى البيت. وللمساعدة في ذلك، تقص بارفانا شعرها وتتنكر في هيئة صبي لتتحول إلى معيل للأسرة.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.