فهد بن تركي يلتقي مشايخ «خولان الطيال» ويصف المرحلة الحالية بـ«الفاصلة»

تحرير سلسلة جبلية برازح صعدة... وتطهير مواقع في قانية البيضاء

TT

فهد بن تركي يلتقي مشايخ «خولان الطيال» ويصف المرحلة الحالية بـ«الفاصلة»

وصف الفريق الركن الأمير فهد بن تركي قائد القوات المشتركة المرحلة التي يمر بها اليمن بأنها «مرحلة فاصلة نسعى جميعا خلالها لاستقرار اليمن واليمنيين»، وقال: «سنثبت للجميع أننا جميعا يد واحدة ولن نسمح لكائن من كان بأن يخل بأمن العرب والمسلمين مهما كانت نياته مغلفة بمحاولة التغلغل وقلب الحقائق».
جاء ذلك في كلمة للأمير فهد بن تركي لدى لقاء قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن بمشايخ قبيلة «خولان الطيال»، وفقا لما ورد في تسجيل بثته قناة «العربية».
وعبر محافظ صنعاء اللواء عبد القوي شريف عن ولائهم ودعمهم المطلق للحكومة الشرعية، مثمنا ما تقوم به قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن من جهود بقيادة السعودية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني معاركها العنيفة، وبإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، في عملياتها العسكرية في مختلف جبهات القتال ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية وتحرير مواقع ومناطق وجبال استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين.
ففي البيضاء، أكد مصدر ميداني أن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تواصل تقدمها في جبهتي الملاجم وقانية، وسط إسناد جوي من مقاتلات تحالف دعم الشرعية الذي نفذ غارات في وقت متأخر من مساء الأربعاء على عدد من المواقع العسكرية واستهدف تعزيزات للانقلابيين كانت على متن اثنين من الأطقم العسكرية في ظهر البيضاء بجبهة الملاجم، شرقا، ما أسفر عن تدميرها ومقتل وإصابة من كان على متنها»، موضحا أن «استهداف التحالف لتعزيزات الانقلابيين جاء بعد ساعات من تدمير تعزيزات أخرى كانت متجهة صوب مواقع الانقلابيين في جبال اليسبل، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى من صفوف ميليشيات الانقلاب».
وأعلنت قوات الجيش الوطني تحريرها، الخميس، مواقع جديدة في جبهة قانية، وسط تقهقر في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية. ونقل مواقع الجيش الوطني «سبتمبر. نت» عن مصدر ميداني تأكيده أن «قوات الجيش الوطني مكنت من تحرير مواقع الحمة السوداء، والتلال السود وموقع الخرابة، إضافة إلى سيطرتها على تلتي الشجرة والمنقاش، والسيطرة على نقطة اليسبل وأجزاء واسعة من السلاسل الجبلية لجبال اليسبل»، مؤكدا أن قوات الجيش الوطني «تواصل تقدمها بموقع الشبكة في الوهبية».
وقال المصدر ذاته إن «الميليشيات فجرت العبارات القريبة من جبل اليسبل بعد انسحابها منه في محاولة يائسة منها لإعاقة تقدم قوات الجيش»، وإن «عشرات من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية لقوا مصرعهم خلال المعارك، كما تمكنت قوات الجيش من استعادة كميات من الأسلحة، وعدد من الآليات القتالية».
كما تتواصل المعارك في رازح، شمال غربي صعدة، وسط تقدم قوات الجيش الوطني خلال عمليات عسكرية مستمرة من قبل قوات الجيش الوطني في إطار تحرير ما تبقى من جيوب لميليشيات الحوثي الانقلابية في سلسلة جبال رازح، وذلك بعدما تمكنت خلال اليومين الماضين من تحرير عدد من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين بما فيها مناطق المسن ومثلث شرق عريش وذو عفار، علاوة على تأمين مناطق تؤدي إلى مركز مديرية رازح تمهيدا لتحريرها.
إلى ذلك، تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية انتهاكاتها في مدينة الحديدة وجنوب المدينة، عقب الخسائر الكبيرة التي تتلقاها بشكل يومي على أيدي القوات المشتركة من الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية. وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن «ميلشيات الانقلاب تواصل عمليات اعتقال المواطنين في جميع أحياء المدينة مع تقدم قوات الجيش الوطني الذي يقترب من البوابة الشرقية لميناء الحديدة بأقل من خمسة كيلومترات، علاوة على خفر الخنادق ووضع المتارس الخرسانية والترابية في الأحياء السكنية والشوارع الرئيسية».
من جهة ثانية، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الرياض، عن توقيع عقد المرحلة الثانية من العيادات الطبية المتنقلة لتقديم الخدمات الصحية والتغذوية في مديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة، لتقدم خدماتها لـ3500 مستفيد وفق المعايير الدولية بإجمالي قدرة 338.833 دولارا أميركيا، طبقا لما أوردته وكالة «سبأ».
وأوضح مدير إدارة المساعدات الطبية والبيئية بالمركز الدكتور عبد الله المعلم، أنه استفاد من خدمات العيادات المتنقلة في عقدها الأول أكثر من 20 ألف مراجع من النازحين، مؤكداً أن هذا المشروع جزء من عمل مركز الملك سلمان للإغاثة في حفظ صحة وكرامة الإنسان اليمني.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة طيبة الدكتور عبد الرحمن خرد، أن التوقيع يأتي استمرارا للمرحلة الأولى التي استهدفت عددا كبيرا من النازحين بمديريتي الخوخة وحيس، حيث يعد مشروعاً نوعياً يقدم خدمات جليلة وعظيمة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».