بنغلاديشي وصيني يفوزان بجائزة جابر الصباح لتمكين المعوقين

في حفل لـ «اليونيسكو» حضرته ابنة عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ

بنغلاديشي وصيني يفوزان بجائزة جابر الصباح لتمكين المعوقين
TT

بنغلاديشي وصيني يفوزان بجائزة جابر الصباح لتمكين المعوقين

بنغلاديشي وصيني يفوزان بجائزة جابر الصباح لتمكين المعوقين

فاز بجائزة الأمير جابر الأحمد الجابر الصباح، التي تشرف عليها «اليونيسكو» وتمنح من أجل التمكين الرقمي للمعوقين، كل من الناشط في قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة فاشكار باتاشارجي (بنغلاديش)، وشركة تينسنت (Tencent) من القطاع الخاص (الصين). بهذه المناسبة، يقام الثلاثاء المقبل، حفل رسمي في مقر المنظمة في باريس، وهو أيضاً اليوم الدُّولي للأشخاص ذوي الإعاقة.
ترمي هذه الجائزة إلى مكافأة المساهمات البارزة التي يقدمها أفراد أو منظمات أو مؤسسات، في مجال إدماج المعوقين في المجتمع عن طريق توظيف الحلول والموارد وتكنولوجيات المعلومات والاتصال لضمان انتفاعهم بالمعلومات والمعارف.
وقد اختارت اللجنة الدولية المعنية بالجائزة الفائزين التاليين: فاشكار باتاشارجي (بنغلاديش) عن فئة الأفراد، وهو من أبرز المناصرين لقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة. ويعمل بالتعاون مع سائر الشركاء على الصعيد المحلي والوطني والدولي من أجل إنتاج مصادر مخصصة للمتعلمين منهم، وتدريب المعلمين على استخدام مواد القراءة المخصصة لهؤلاء لهم. وأنشأ أيضاً مع مجموعة من زملائه شبكة لأرباب العمل هدفها توفير فرص عمل متساوية ومنصفة للأشخاص المعوقين، وساهم في تنظيم مجموعة من الحملات على الصعيد الوطني بشأن قضايا الإعاقة والحق في الحصول على المعلومات. وأنجز، بالإضافة إلى ذلك، أول قاموس مخصص لاستعمال ذوي الاحتياجات الخاصة في بنغلاديش. وجاء القاموس بأربعة أشكال تناسب احتياجاتهم المختلفة على المستوى البصري مثلاً، أو صعوبات في التعلم، وبرنامجاً للعمل الحر من خلال تقديم الائتمانات الصغيرة لدعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وحازت شركة تينسنت (الصين) عن فئة المنظمات، وهي شركة إلكترونية تعنى بأشكال التكنولوجيا والقضايا الثقافية، على الجائزة تكريماً لمساهمتها البارزة في سبيل تمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات من خلال استخدام التكنولوجيات الرقمية لتعزيز انتفاع هذه الفئة من الناس بالمعلومات. ولتحقيق هذه الغاية، تتعاون الشركة مع عدد من المنظمات المعنية ببحوث الانتفاع بالمعلومات لتسخير التكنولوجيات الرقمية على أكمل وجه وتعزيز انتفاع الجميع بالمعلومات. وتجدر الإشارة إلى أنّ الخدمات التي تقدمها هذه الشركة في الصين ساعدت الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة على الانتفاع بالمعلومات الهامة وتسهيل تفاعلهم مع الأدوات الرّقمية وبالتالي تحسين جودة حياتهم.
وسيلي حفل تسليم الجوائز فعاليات لإحياء اليوم الدُّولي للأشخاص ذوي الإعاقة. ويسلّط الشّعار الذي اختير لهذا العام الضوء على أهمية تمكين هؤلاء الأشخاص وإدماجهم في المجتمع وعدم التمييز ضدهم، وذلك بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تدعو إلى عدم ترك أحد خلف الركب.
وسيكون هذا الموضوع محط اهتمام حلقة نقاش رفيعة المستوى ومجموعة من الكلمات الرئيسية التي سيلقيها عدد من المتحدثين بهذه المناسبة، ومنهم السيدة لوسي هوكينغ، نائبة مدير كلية «ناشنال ستار كوليج» وابنة عالم الفيزياء الراحل البروفسور ستيفن هوكينغ، التي ستفتتح الحفل.


مقالات ذات صلة

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)

الحنّة والصابون الحلبي والنابلسي... «تكريم» مُستَحق

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

اليونيسكو تُدرج الورد الطائفي في التراث غير المادي

أعلن وزير الثقافة السعودي عن نجاح المملكة في تسجيل «الممارسات الثقافية المرتبطة بالورد الطائفي» في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».