التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على السياحة

مناطق لا تستطيع تحمل الشهرة المفاجئة لنشر صورها في «إنستغرام»

أدى نشر صورة على موقع إنستغرام لجبل ترولتونجا إلى زيادة عدد الزوار من 500 إلى 40 ألفا
أدى نشر صورة على موقع إنستغرام لجبل ترولتونجا إلى زيادة عدد الزوار من 500 إلى 40 ألفا
TT

التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على السياحة

أدى نشر صورة على موقع إنستغرام لجبل ترولتونجا إلى زيادة عدد الزوار من 500 إلى 40 ألفا
أدى نشر صورة على موقع إنستغرام لجبل ترولتونجا إلى زيادة عدد الزوار من 500 إلى 40 ألفا

مياه البحر ذات اللون الفيروزي تتلألأ تحت أشعة الشمس. قوارب الصيد تهتز بهدوء على سطح البحيرة، التي تعكس صورة الجبال القريبة. بحيرة لاغو دي برايس في منطقة ساوث تيروليان بجنوب إيطاليا في منطقة الألب جذابة للغاية، واحة وسط المرتفعات الضخمة بالمنطقة.
ولكن رغم أنها تقع بين الجبال، فإن البحيرة لا تعد مكانا خفيا.
ويوجد على موقع إنستغرام لمشاركة الصور أكثر من 150 ألف صورة تحت اسم هاشتاغ (lagodibraies#). وهذا العدد يرتفع يوما بعد يوم.
وجاء في أحد التعليقات أسفل الكثير من الصور «أحتاج للذهاب إلى هناك». أماكن مثل لاغو دي برايس أصبحت تحظى بشهرة على موقع إنستغرام.
ولكن مثل هذه الأماكن لا يمكن دائما أن تتحمل هذه الشهرة الإعلامية المفاجئة على مواقع التواصل الاجتماعي: عقب أن كتب مدون إيطالي العام الماضي منشورا حول بلدة فالي فيرزاسكا في سويسرا، لم تكن البلدة مستعدة لموجة الزائرين التي تابعت المنشور.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن البلدة شهدت ازدحاما مروريا امتد لكيلومترات وتوقفت السيارات في أي مكان متاح وتكدست أكوام من القمامة.
وتوضح هذه الواقعة القوة الكبيرة لمنصات التواصل الاجتماعي، عندما تنشر صورة معينة، يرغب الآخرون في التقاط صورة مماثلة. هذا يمكن أن يعزز السياحة بالطبع، ولكنه له أيضا تداعيات سلبية.
وتقول لاورا جاجير، التي تعمل لصالح خدمة «تورزم واتش» (TourismWatch)، وهي خدمة معلوماتية لتعزيز السياحة الدائمة «هذه الأماكن لديها سيطرة محدودة على المحتوى الذي يتم نشره عنها على مواقع التواصل الاجتماعي».
وأضافت «على المسافرين أن يدركوا التأثير الذي يخلفه سلوكهم على مواقع التواصل الاجتماعي على الأماكن التي يزورنها والأشخاص الذين يعيشون فيها، وأن يتصرفوا بصورة مسؤولة».
ولكن أي تجول سريع في أي شاطئ شهير هذه الأيام يكشف أن معظم الأشخاص لا يهتمون إطلاقا بهذه المسؤولية: هناك دائما شخص ما يتموضع من أجل التقاط صورة مثالية لعطلته.
ويشار إلى أن الشاطئ الأكثر شهرة على إنستغرام عام 2018، وفقا لموقع هوليدو المعني بأماكن قضاء العطلات، هو سكالا دي توركي في مدينة صقلية الإيطالية.
وأكد متحدث باسم رابطة ريالمونتي السياحية، حيث يقع الشاطئ «لقد رصدنا هذه الظاهرة». ولكن يبدو أن المتحدث لا يعطي اهتماما كبيرا لهذا الأمر، رغم قوله «إنستغرام وفيسبوك وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي جعلت شاطئنا أكثر شهرة وسمحت بنمو السياحة بصورة أكبر».
ويعتقد بعض الأشخاص، مثل المصورة الإيطالية سارة ميلوتي؛ أن جمال المكان يخبو عندما يلتقط كثير من الأشخاص صورا.
وتقول ميلوتي، وهي مدونة تقوم بالكتابة حول السفر «إنستغرام يدمر هذه الأماكن بالكامل». وأضافت أنها تستخدم إنستغرام، ولكنها تدرك ما تنشره.
وأضافت «الشباب يسافرون من أجل التقاط الصور لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل فقط أن يظهروا زيارتهم للمكان» موضحة أنها تعرف أشخاصا يقومون بالسفر وبحوزتهم جدول ينص بالضبط على الأماكن التي سوف يتواجدون فيها ساعة بساعة من أجل التقاط الصورة الصحيحة.
وأعطت ميلوتي مثالا على معبد في بالي لم يكن معروفا إطلاقا حتى بضعة أعوام ماضية. وأكملت «الآن السائحون يستيقظون في الرابعة صباحا من أجل التقاط صورة مع شروق الشمس هناك».
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن دراسة بريطانية قامت بها شركة سوفيلد للتأمين خلصت إلى أنه خلال عام 2016 اختار 40 في المائة من بين ما تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 عاما مقصدهم لقضاء العطلات بناء على صور موقع إنستغرام.
ويعد جبل ترولتونجا في النرويج أحد هذه المقاصد، حيث يوجد أكثر من 110 آلاف صورة للجبل تحت هاشتاج)trolltunga#).
وأفادت مجلة ناشونال جيوغرافيك أنه خلال الفترة بين 2009 إلى 2014. ارتفع عدد زوار الجبل من 500 إلى 40 ألف زائر.
معظم الزائرين يلتقطون نفس الصورة مع هذه التشكيلات الصخرية التي تقع على بحيرة رينجيدالسفاتنت، حيث يقومون بالجلوس أو الوقوف على طرف الجبل بحيث تظهر البحيرة والجبال في الخلفية وصاحب الصورة فقط.
والشيء الذي لا يمكنك رؤيته هو صف الأشخاص الذين ينتظرون لالتقاط نفس الصورة.


مقالات ذات صلة

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.