في «اليوم العالمي للمنقوشة» اللبنانيون يدللونها ويتبادلونها هدية

في «اليوم العالمي للمنقوشة» اللبنانيون يدللونها ويتبادلونها هدية
TT

في «اليوم العالمي للمنقوشة» اللبنانيون يدللونها ويتبادلونها هدية

في «اليوم العالمي للمنقوشة» اللبنانيون يدللونها ويتبادلونها هدية

«كل عيد منقوشة وأنت بخير»، هي العبارة التي شكلت التحية الأكثر استخداماً من قبل اللبنانيين في مناسبة «اليوم العالمي للمنقوشة»، الذي يصادف 2 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. وتصدرت عبارات الترويج لبيع «المنقوشة» المطاعم في كل المناطق اللبنانية. «تفضلوا تذوقوا المنقوشة عالصاج»، «منقوشة ستي بانتظارك» و«تروّق وتفوّق مع منقوشتنا»... هي بعض ما ورد في إعلانات تلك المطاعم التي أخذت على عاتقها في المناسبة فتح شهية اللبناني على تناول «المنقوشة» بشتى الوسائل. فالمنقوشة تعد الأكلة الشعبية الأشهر في لبنان بأنواعها المختلفة والمحضرة من عجينة مع الزعتر والجبن أو اللبنة والبيض بقاورما (لحم خروف مقدد)، ولتشمل الكشك واللحم بعجين والبطاطا مع الموزاريلا وغيرها من النكهات، التي استحدثها أصحاب محلات بيع المنقوشة من مطاعم وأفران لجذب أكبر شريحة ممكنة من اللبنانيين.
وعادة ما يتم تناول «المنقوشة» وجبة فطور شهية فيشتريها العامل والموظف كما رجل الأعمال والأطباء وغيرهم. ودأب بعض اللبنانيين المهاجرين إلى بلدان أوروبية وأميركية على نشر هذه الوجبة من خلال افتتاح مطاعم تختص ببيعها في الخارج، فتشفي قلوب اللبنانيين في بلاد المهجر من الحنين الذي ينتابهم حولها في كل مرة يتذكرون بلدهم الأم. فرائحة المنقوشة بالزعتر عندما تتسلل إلى أنوفهم وهم في الخارج تعوض عليهم إحساسهم بالاشتياق إلى جلسة يمضونها عند أحد أفران الحي الذي يسكنون فيه، وما أكثرها في شوارع وطرقات رئيسية وفرعية في لبنان.
وفي مناسبة «اليوم العالمي للمنقوشة» الذي يحتفل به اللبنانيون للسنة الثانية على التوالي، عمد البعض إلى مفاجأة أفراد عائلته أو أصدقائه وزملائه في العمل في حمل كميات من المناقيش إليهم احتفاء بالعيد. فالمنقوشة تبقى هدية محبوبة من قبل غالبية اللبنانيين الذين يفضلون أن يفتتحوا بها نهارهم ويختموه معها.
ففيما كانت هذه الوجبة يقتصر تحضيرها على ساعات الصباح لتشكل فطوراً لذيذاً يقي الإحساس بالجوع لفترة طويلة، ها هي اليوم تتحول إلى «ترند» في المقاهي التي تستقبل زوارها حتى ساعات متأخرة من الليل. وبذلك صارت المنقوشة وجبة مطلوبة ليلاً نهاراً في لبنان لا يمكن تحديد توقيت تناولها إلا حسب نسبة الجوع المصاب به طالبها.
وعلى الرغم من أن المنقوشة لا يلزمها حملات إعلانية للترويج لها كونها أسرع وأرخص فطور يمكن أن يتناوله اللبناني دون أن يتأثر جيبه (يتراوح سعرها بين 500 و1000 ليرة)، فإنها وفي عيدها هذا شهدت دلالاً إضافياً أتاح لها تصدر «ترندات» وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها «تويتر». واللافت أن اللبنانيين أرادوها مناسبة عالمية لا تقتصر على بلادهم فقط فكتبوها بالإنجليزية «worldmanousheday» لتصل إلى أكبر عدد ممكن من محبيها في لبنان والخارج. وراح اللبنانيون ينصحون بعضهم بعضاً بالعنوان الأفضل لتناول «منقوشة أصيلة» لتصل أصداؤها إلى مناطق بعيدة عن العاصمة بيروت طالت بلدات عيون السيمان وشحتول ودوما وطرابلس وصيدا وصور. ولم يتوانَ بعض الأفران في ضواحي بيروت في تقديم أول 100 قطعة منها مجاناً للزبائن كي لا تعتب عليهم «المنقوشة» يوماً ما، خصوصاً أنها توفر لهم باب رزق دائماً طيلة أيام السنة.
وعمد بعض اللبنانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى التعريف عنها كل على طريقته إذ شبهوها بـ«البيتزا».


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».