الأزهر يرد على فيديو تجديد البيعة للبغدادي: «وهم وانحراف»

TT

الأزهر يرد على فيديو تجديد البيعة للبغدادي: «وهم وانحراف»

حذرت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في القاهرة، شباب المسلمين من الانسياق وراء دعوات تنظيم داعش الإرهابي، التي بثها خلال مقطع مرئي جديد، نشره موقع «الغرباء» الإلكتروني، بعنوان «تجديد البيعة» لأبو بكر البغدادي زعيم التنظيم. مؤكدة، أن «طنطنة» التنظيم الإرهابي حول الخلافة وجعلها هدفاً، من أكبر الأوهام التي تُصدر للشباب المسلم على أنها من أصول الدين وأركانه، بينما هي في الحقيقة ليست كذلك.
المقطع أصدرته مؤسسة «الصمود للإنتاج الإعلامي» بصوت المدعو أبي محمد العدناني، ودعا المناطق التي تشملها الخلافة - على حد زعمهم - في «جزيرة العرب، وسيناء، وخراسان، واليمن، وليبيا، والجزائر، وغرب أفريقيا، والصومال» إلى مبايعة البغدادي... وأنه لا علاج للخلاف بين المسلمين إلا بوجود الخليفة المزعوم... ناقلة صورة للبغدادي وهو يصعد المنبر مرتدياً السواد.
وقالت منظمة «خريجي الأزهر»، التي يرأس مجلس إدارتها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أمس، رداً على أكاذيب «داعش» الإرهابي: «يتضح من خلال هذا المقطع أن التنظيم الإرهابي فقد بريقه الخادع في التأثير على الشباب، ويسعى لاستدعاء الأنصار والمتعاطفين من شتى البقاع، بعد الهزائم المتتالية التي مُني بها على يد جيوش المنطقة خلال الأشهر الماضية... وأن التنظيم قد أفلس تماماً، فلم يعد عنده من الوسائل والآليات ما يُمكنه من الصمود في معركته الخاسرة، فراح يُعيد وسائله القديمة مرة أخرى، ومنها، اللعب بورقة (الخلافة المزعومة)؛ في محاولة بائسة لإقناع عدد من المتعاطفين الجدد بالانضمام إليه؛ على أمل بث الدم من جديد إلى عروق التنظيم، بعد أن هزل وضعفت قواه، وأوشك على الذوبان والاندثار».
مضيفة: أنه ليس في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، ولا في أحداث السيرة الشريفة، ما يُشير إلى نظام محدد للحكم في الإسلام بعد وفاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم... ومن طالع الأحاديث المروية في كتاب «الإمارة» من كتب السنة لن يجد فيها أي تقنين لنظام الحكم، وإنما أكدت على مجموعة من المبادئ التي يتعين مراعاتها كالعدل، وتولية القادر على الحكم، ونحو ذلك... وأن ما تبنته بعض التنظيمات والجماعات من التنظير لقيام أحزاب دينية تُقاتل للاستيلاء على السلطة، زاعمين أن ذلك هدف رئيسي من أهداف الشريعة، يُعد انحرافاً عن منهج جماهير الأمة الإسلامية.
وأضافت المنظمة: أن البغدادي وأمثاله هم من أعطوا للغرب مبرراً أساسياً أمام العالم كله لتخريب بلاد الإسلام وتهديد أمنها، وهؤلاء «الإرهابيون» أضروا الإسلام حين قرروا الإقدام على ما لا يُرضي الله ورسوله، من قتل وترويع الآمنين، وتشويه صورة الإسلام.
في غضون ذلك، قال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أمس، إن «الشباب مهمتهم صعبة في ظل متغيرات العصر الحالي المليء بالأزمات واختلاط الأفكار، و(السوشيال ميديا) التي استطاعت أن تدخل كل قلب وكل بيت، وتستطيع أن تغير الفكر في كل لحظة، وهو الخطر الكبير».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.