معرض الشارقة الدولي للكتاب ينطلق بمشاركات من نحو ألفي دار نشر

1.6 مليون عنوان متوفر حتى 10 نوفمبر

الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة خلال كلمته في افتتاح معرض الكتاب أمس
الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة خلال كلمته في افتتاح معرض الكتاب أمس
TT

معرض الشارقة الدولي للكتاب ينطلق بمشاركات من نحو ألفي دار نشر

الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة خلال كلمته في افتتاح معرض الكتاب أمس
الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة خلال كلمته في افتتاح معرض الكتاب أمس

انطلقت أمس فعاليات الدورة السابعة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، تحت شعار «قصة حروف»، بمشاركة 1874 دار نشر، من 77 دولة، تعرض 1.6 مليون عنوان، منها 80 ألف عنوان جديد.
وتشهد دورة العام الحالي تنظيم أكثر من 1800 فعالية ثقافية وفنية وترفيهية، يقدمها 472 ضيفاً من مختلف دول العالم، فيما تشهد منصة توقيع الكتب، أكثر من 200 حفل توقيع، من 19 دولة.
وقال الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إن الإمارة أكملت مسيرة طويلة في درب الثقافة والمعرفة، عملت عليها بكل طاقاتها، وثابرت في سبيل الوصول إلى الحقيقة، باذلة جهوداً متواصلة صادقة، لتعليم وتربية الصغار على حب الكلمة والقراءة والعلم.
ورحب حاكم الشارقة باليابان، ضيفة الشرف، وقال خلال كلمة افتتاح المعرض: «نرحب بكم جميعاً في هذا الملتقى الذي يجمعنا على محبة الكلمة الصادقة، ونرحب كذلك بدولة اليابان، ضيفة شرف معرض الشارقة الدولي الكتاب؛ حيث نمد يدنا إلى تلك البلدان البعيدة التي سنستلهم منها بعض تراثها، وبعض خُططها، لربما تأخذ بيدنا إلى الرّقي والتقدم الإنساني».
وتطرق الشيخ سلطان القاسمي إلى مسيرة الثقافة في الشارقة، وقال: «في سنة 1979 أطلقتُ نداءً للكفّ من (الكونكريت)، والالتفات إلى الثقافة، وبدأنا المسيرة منذ سنة 1979. تكتمل بفضل الله وعنايته السنة القادمة، 2019، أربعون سنة من العطاء المستمر، هذا العطاء تمثل في تصاعدٍ سنوي، وكأننا نرتقي سنواته بأيامٍ وليالٍ، كانت الأيام جُهداً، وكانت الليالي سهراً، وكان العطاء أكبر».
من جهته، قال أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إن المعرض يمثل تظاهرة فكرية وثقافية، تجاوزت مجرد كونها حدثاً سنوياً، لتصبح تتويجاً لمسيرة الثقافة الإماراتية والعربية، ورسالة من الشارقة والإمارات إلى العالم، تخاطبهم بلغة العقل والفكر والفن والجمال، تقرب البعيد، وتكشف المجهول، وتحيد الكراهية، وتنشر المحبة.
وكرم حاكم الشارقة، بدرع شخصية العام الثقافية، عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري، وذلك تقديراً لمكانته الثقافية البارزة، ولاهتمامه بتطوير العمل الثقافي؛ حيث تحفل مسيرته بكثير من الإنجازات، فهو درس الفنون والأدب واللغة، والإدارة والتخطيط، وتولى كثيراً من المناصب التي أثرى من خلالها الساحة الثقافية الجزائرية والعربية؛ حيث شغل منصب رئيس تحرير جريدة «الشعب» الجزائرية، ومدير الأخبار بالتلفزيون الجزائري، ونائب في البرلمان، ومدير عام مؤسسة الإذاعة الوطنية، ورئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، ورئيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، وله كثير من المؤلفات في النثر والشعر والفنون.
من جهته، علق عز الدين ميهوبي على اختياره «شخصية العام الثقافية» ودعوته ليكون شاهداً على هذا الحدث الثقافي العالمي، وقال: «إن اختياركم لي شخصية العام الثقافية 2018، كان له وقع تسونامي على نفسي؛ لأنني أدرك أنه في فضاء الثقافة العربية من هم أولى مني ولست بأفضلهم، ومع هذا فأحمد الله على هذه اللحظة الفارقة في حياتي».
وكرم حاكم الشارقة خلال حفل الإطلاق، الفائز بجائزة «ترجمان» في دورتها الثانية، التي تعد أكبر جائزة للترجمة في العالم؛ حيث تبلغ قيمتها المالية مليوناً وثلاثمائة ألف درهم، ونالتها هذا العام، دار «سندباد أكت سود» الفرنسية، عن ترجمة كتاب «طبائع الاستبداد» لعبد الرحمن الكواكبي إلى اللغة الفرنسية. كما كرم الفائزين بجوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ37، التي تتضمن جائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الرواية، وفازت بها الكاتبة ريم الكمالي، عن روايتها «تمثال دلما»، وجائزة أفضل كتاب إماراتي في مجال الدراسات، وفاز بها الدكتور محمد المزروعي، عن كتابه «الانتخابات في الإمارات العربية المتحدة... حصاد ورؤية مستقبلية»، وجائزة أفضل كتاب في مجال الإبداع في الشعر الفصيح، وفاز بها الشاعر سالم أبو جمهور، عن ديوانه «غزوة بوذا».
وجائزة أفضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات، فاز بها الدكتور محمد عمران تريم، عن كتابه «الجذور التاريخية لقيام دولة الإمارات».
وعن جائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية، فازت بها الروائية عائشة البصري، عن روايتها «الحياة من دوني». وفاز بجائزة أفضل كتاب أجنبي واقعي، الكاتب هيج بيمان، عن كتابه: «تشينا تشينغ».
أما جائزة أفضل دار نشر محلية لعام 2018، ففازت بها دار «كُتَّاب» للنشر والتوزيع، وجائزة أفضل دار نشر عربية 2018 فازت بها «المكتبة العصرية»، وجائزة أفضل دار نشر أجنبية لعام 2018 فازت بها دار «إم إس جرجي أولمز إيه جي».
وتقام فعاليات الدورة الـ37 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب خلال الفترة من 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحتى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.


مقالات ذات صلة

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان
خاص الكاتب الغزي محمود عساف الذي اضطر إلى بيع مكتبته لأحد الأفران (حسابه على «فيسبوك»)

خاص غزة تحرق الكتب للخبز والدفء

يعاني سكان قطاع غزة، خصوصاً في شماله، من انعدام تام لغاز الطهي، الذي يُسمح لكميات محدودة منه فقط بدخول مناطق جنوب القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
ثقافة وفنون الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» في قطر الفائزين بدورتها العاشرة خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد وشخصيات بارزة ودبلوماسية وعلمية.

ميرزا الخويلدي (الدوحة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».