آسيا على قمة مؤشر «الجاذبية التجارية» وبرلين تتراجع إلى المرتبة 12

آسيا على قمة مؤشر «الجاذبية التجارية» وبرلين تتراجع إلى المرتبة 12
TT

آسيا على قمة مؤشر «الجاذبية التجارية» وبرلين تتراجع إلى المرتبة 12

آسيا على قمة مؤشر «الجاذبية التجارية» وبرلين تتراجع إلى المرتبة 12

استحوذت بلدان في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على المراكز الأولى في مؤشر جاذبية التجارة العالمية، حيث احتلت كل من سنغافورة وهونغ كونغ، وهما أبرز ساحتين ماليتين آسيويا، المركزين الأول والثاني عالميا في المؤشر.
في حين احتلت سويسرا وهولندا المركزين الأول والثاني أوروبيا والثالث والرابع عالميا. وتربعت آيرلندا على المركز الخامس عالميا بفضل تراجع معدل البطالة لديها وتقلص نسبة عجزها المالي من ناتجها القومي.
كما احتلت الدنمارك والنرويج المركزين السادس والسابع. وفي المرتبة العاشرة نجد كل من بريطانيا وكندا وأستراليا.
ومنذ عدة أعوام أسس فرع شركة «بي دي أو» للاستشارات الدولية في ألمانيا سوية مع معهد الأبحاث الاقتصادية الدولية في مدينة هامبورغ مؤشرا لقياس درجة الجاذبية التجارية التي تتحلى بها أهم الدول في العالم، ويجري تحديث هذا المؤشر كل عام.
ويبدو أن جاذبية ألمانيا التجارية قد تراجعت بعض الشيء، حيث يقول باول ليبسكي، الخبير من معهد الأبحاث الاقتصادية الدولية في مدينة هامبورغ «من بين المراكز العشرة الأولى عالميا، في مؤشر الجاذبية التجارية، تستأثر أوروبا بستة منها. مع ذلك تتراجع ألمانيا أربعة مراكز (مقارنة بالعام السابق) لتحتل المركز 12 دوليا. كما تراجعت بلجيكا إلى المركز 17 عالميا. أما فرنسا فتخسر 9 مراكز مقارنة مع عام 2017 لتحصل على المركز 28».
وتحتل هولندا تحتل المركز الأول أوروبيا من حيث الجاذبية الإنتاجية (مؤشر فرعي من مؤشر الجاذبية التجارية) كما أنها تهيمن على موقع محوري استراتيجي داخل القارة الأوروبية نظرا لسياساتها المالية الغنية بالحوافز للشركات المحلية والأجنبية. أما سويسرا فتحتل المركز الأول أوروبيا من حيث الجاذبية كسوق تجارية دولية (مؤشر فرعي من الجاذبية التجارية).
وتتركز أنظار المحللين الماليين الدوليين على روسيا التي احتلت العام الفائت المركز 109 في مؤشر الجاذبية التجارية وها هي تنتزع هذا العام الحالي المركز 95 لكن من حيث الجاذبية السياسية - التنظيمية تحتل عالميا المرتبة 140.
ويوضح هيلدر أمارال، المحلل الألماني في مدينة هامبورغ المطلع على شؤون التصنيف الائتماني والجاذبية التجارية الدولية، أن الهدف من مؤشر الجاذبية التجارية هو مساعدة صناع القرار، ومن بينهم المؤسسات والشركات، على تحديد الدول والمناطق الجغرافية الأكثر تجانسا مع مخططاتهم التجارية التوسعية.
وحسب تقديره: «كان لافتا هذا العام تحليل مؤشر الجاذبية الدقيق لأوضاع الطاقة وموارد الاستهلاك المحلية في كل دولة على حدة. فهو قارن طرق استعمال كافة أنواع الموارد المتوفرة... وتطرق إلى دراسة النتائج الإيجابية والسلبية المتراكمة على الشركات والناتجة عن طرق وتكاليف استهلاك الطاقة الكهربائية وآخر المستجدات السياسية - التنظيمية والاجتماعية - الثقافية في كل دولة على حدة».
واختتم قائلا إن مؤشر الجاذبية التجارية يعكس معه حالة التطور الاقتصادي ومدى صحة أوضاع الشركات في كل دولة. وفيما يتعلق بهذا العام تتفاوت نتائجه بين دول الاتحاد الأوروبي. كما تحتل بعض دول البلطيق مثل «ليتوانيا» و«ليتوانيا» إضافة إلى دول من أوروبا الشرقية مثل «هنغاريا» و«سلوفاكيا» مكانة جيدة في هذا المؤشر.
ويشير الخبير إلى أن ألمانيا لم تسجل تحسنا لافتا ولا تراجع كبيرا في موقعها داخل مؤشر الجاذبية التجارية هذا العام، على عكس تركيا وإسبانيا اللتين حققتا هذا العام نتائج إيجابية ملموسة على صعيد الإصلاحات الاقتصادية. ولتوطيد هذه الإصلاحات تعرض تركيا جنسيتها للبيع لرجال الأعمال الأجانب بشروط محددة من بينها شراء العقارات الفاخرة على أراضيها. بينما يختار المستثمرون الدوليون اليوم دولا أوروبية وخليجية خارج ألمانيا مثل «ليتوانيا» و«البحرين» و«سلوفاكيا» و«ليتونيا» و«هنغاريا» لتنفيذ مشاريعهم التجارية التوسعية.


مقالات ذات صلة

نظام ترمب العالمي الجديد... الأقوياء يضعون القواعد

تحليل إخباري صورة مركبة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع الرئيسين الروسي والصيني فلاديمير بوتين وشي جينبينغ (إ.ب.أ)

نظام ترمب العالمي الجديد... الأقوياء يضعون القواعد

يتعرَّض النظام الدولي الذي تَشكَّل بعد الحرب العالمية الثانية لضغط شديد من جميع الجهات، بسبب عودة الزعماء الأقوياء والقومية ودوائر النفوذ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال حضورهما حفلاً موسيقياً في مايو الماضي بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين (أ.ب) play-circle

الرئيس الصيني يقبل دعوة لحضور احتفالات روسيا بيوم النصر

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، الاثنين، أن الرئيس الصيني شي جينبينغ قبل دعوة من روسيا لحضور الاحتفالات بذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي السابق على ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري شريحة معالج مركزي من أشباه الموصلات بين علمَي الصين والولايات المتحدة (رويترز)

تحليل إخباري «الداتا»... الصراع الجيوسياسي العالمي الجديد

ما يبشّر به خطاب ترمب أن الصراع الجيوسياسي الجديد سيدور حالياً وحتى إشعار آخر، على الشريحة، وفي الوقت نفسه تشريح الجغرافيا لتغيير الحدود.

المحلل العسكري
آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بعد تخفيف قيود الديون... عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً تقفز لأعلى مستوى منذ التسعينات

أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
TT

بعد تخفيف قيود الديون... عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً تقفز لأعلى مستوى منذ التسعينات

أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)

عانت السندات الألمانية طويلة الأجل أسوأ موجة بيع لها منذ سنوات، بينما قفز اليورو إلى أعلى مستوياته في أربعة أشهر تقريباً، بعد أن وافق الزعماء الألمان من المحافظين والديمقراطيين الاجتماعيين على السعي لتخفيف قيود الديون الألمانية.

وحثَّ خبراء الاقتصاد والمستثمرون ألمانيا على إصلاح حدود الاقتراض الحكومية المنصوص عليها في الدستور - والمعروفة باسم «كبح الديون (Debt Brake)» - من أجل تحرير الاستثمار ودعم الاقتصاد الذي انكمش خلال العامين الماضيين.

وشهدت الأسهم الأوروبية انتعاشاً، يوم الأربعاء، بعد أسوأ يومٍ لها في أكثر من ستة أشهر، حيث جرى الإعلان عن خطة تهدف إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وإنشاء صندوق للبنية التحتية بقيمة 500 مليار يورو (534 مليار دولار)، وإصلاح قواعد الاقتراض في تحول إنفاقي هائل لتجديد الجيش، وإحياء النمو في أكبر اقتصاد بأوروبا، وفق «رويترز».

وقال ماكسيميليان أولير، الاستراتيجي في «دويتشه بنك»: «ينبغي ألا نقلل من قدرة ألمانيا على التغيير»، مشيراً إلى أن فرضية هذا العام كانت تركيز عدد من الأشخاص على أوروبا. وأضاف: «أعلنت ألمانيا، اليوم، خطة (مهما كان الأمر)، فهل شعار (جعل أوروبا عظيمة مرة أخرى) (MEGA) هو الشعار الجديد؟».

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجَل 10 سنوات، وهو المعيار القياسي لمنطقة اليورو، بمقدار 19 نقطة أساس إلى 2.67 في المائة، مسجلاً أكبر ارتفاع يومي له منذ مارس (آذار) 2020، في ذروة أزمة الوباء، كما صعد العائد على السندات الألمانية لأجَل 30 عاماً بمقدار 16 نقطة أساس، بعد ارتفاعه بنحو 25 نقطة أساس إلى 3.07 في المائة، في أكبر قفزة يومية له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1998.

وأضاف أولير: «من المرجح أن يؤثر الإنفاق المرتفع على الطرف الأطول من منحنى العائد، ومن ثم نغلق دعوتنا طويلة الأجل للسندات الألمانية».

على جانب آخر، خفَّضت أسواق المال رهاناتها على خفض أسعار الفائدة من قِبل البنك المركزي الأوروبي، حيث جرى تحديد سعر الإيداع عند 2 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنة بـ1.92 في المائة في أواخر يوم الثلاثاء. كما ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجَل عامين، الأكثر حساسية لأسعار الفائدة، بمقدار 13.5 نقطة أساس إلى 2.15 في المائة.

من جانبه، قال كريستوف ريغر، استراتيجي أسعار الفائدة في «كوميرتس بنك»: «إن هذا الاقتراح لتخفيف قيود الديون قد يعني، في النهاية، مزيداً من الديون الجديدة، مقارنة بالتقارير الإعلامية السابقة حول حزمة الدفاع والاستثمار بقيمة 900 مليار يورو»، موضحاً أن «المكون العسكري قد يكون غير محدود من حيث المبدأ». وأضاف: «علاوة على ذلك، قد تمنح التدابير المستقبلية الحكومات مساحة مالية أكبر تتجاوز الجيش والاستثمار في الموازنات المقبلة».

كما انخفض الفارق بين مؤشر مقايضة ليلة واحدة خالٍ من المخاطر لمدة 10 سنوات وعائدات السندات الألمانية، إلى -23 نقطة أساس، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس (آب) 2010.

وقفز اليورو بنسبة 0.5 في المائة إلى 1.068 دولار، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، ومرتفعاً بنحو 3 في المائة منذ يوم الاثنين، في حين كان ارتفاعه مقابل الين أكثر اعتدالاً بنسبة 0.13 في المائة إلى 159.40.

وقال كريس تيرنر، استراتيجي النقد الأجنبي في «آي إن جي»: «ارتفع اليورو/الدولار بشكل حاسم في ظل احتمالات زيادة الإنفاق المالي في أوروبا. والسرعة التي يتحرك بها الأوروبيون، وخاصة في ألمانيا، مثيرة للإعجاب». وأضاف: «نتوقع أن يتركز الاهتمام، الآن، على مدى سرعة وسهولة تطبيق التغييرات المالية المتفَق عليها في ألمانيا عبر البرلمان، في الأسابيع المقبلة».