المريخ هو الكوكب الذي يمكن للبشر أن يذهبوا إليه

اختتام أعمال القمة الدولية للفضاء في العاصمة القبرصية

المريخ هو الكوكب الذي يمكن للبشر أن يذهبوا إليه
TT

المريخ هو الكوكب الذي يمكن للبشر أن يذهبوا إليه

المريخ هو الكوكب الذي يمكن للبشر أن يذهبوا إليه

على هامش القمة الدولية للفضاء، التي اختتمت أعمالها أمس في العاصمة القبرصية نيقوسيا، قال البروفسور في المعهد السويدي لفيزياء الفضاء هيرمان أوبغنورث «إن ذهب الإنسان إلى كوكب آخر في نظامنا الشمسي، فسيكون إلى كوكب المريخ»، وأشار إلى أنه من أجل إبقاء الحلم حياً، نحتاج إلى دراسة كاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
وشارك في القمة علماء فضاء رفيعو المستوى، مثل كبير العلماء في وكالة «ناسا» جيمس غرين، ومدير معهد أبحاث الفضاء في روسيا، ووزيرة الدولة للعلوم المتقدمة في الإمارات، وغيرهم من كبار المسؤولين والعلماء من أوروبا والهند والصين، واختتمت القمة أمس بمؤتمر صحافي.
وناقش العلماء، خلال وجودهم في قبرص، مستقبل بعثات الفضاء إلى المريخ وكذلك التعاون الدولي. وقال أوبغنورث «نحن مجموعة من العلماء ندرس المريخ والغلاف الجوي لهذا الكوكب، وتطور الكوكب الذي تشكل قبل خمسة مليارات سنة. نحن نعلم أن المريخ والأرض والزهرة كانت متشابهة تقريباً منذ زمن بعيد بوجود الماء فيها، ولا سيما المريخ، كذلك نعرف أنه كان يحتوي على محيط، ثم حدث شيء ما على المريخ غيره، ثم فقد المريخ الحقل المغناطيسي الذي لدينا على الأرض، كما فقد المحيط، ومنذ ذلك الحين فقد أيضاً نحو 5 - 4 من الغلاف الجوي، ولم يتبقَ منه سوى 20 في المائة مما لدى الأرض».
وأشار البروفسور أوبغنورث إلى أن المريخ تغير ولم يعد قابلاً للعيش فيه، في حين أنه حصل تغير مناخي على كوكب الزهرة وأصبح حاراً للغاية، وشدد قائلاً: «إن الأرض هي الواحدة من الكواكب الثلاثة الشقيقة التي نجت حتى الآن. نود أن نفهم لماذا تغير كوكبا الزهرة والمريخ بهذه الطريقة، وذلك لفهم ما قد يحدث للأرض في المستقبل البعيد، لماذا هو الكوكب الوحيد في هذا النظام الشمسي الذي يمكننا العيش فيه، والذي لديه حياة وبشر».
وأضاف البروفسور أن المريخ مثير للاهتمام بشكل خاص، لأنه باستطاعتنا الذهاب إلى هناك، مستطرداً: «إذا أراد البشر الذهاب إلى كوكب آخر، فإن كوكب المريخ هو الكوكب الوحيد الذي يمكننا الوصول إليه».
وأشار هيرمان أوبغنورث إلى الصعوبات التي تواجه السفر إلى المريخ، قائلاً إن الأمر ليس فقط الوقت الذي يستغرق للذهاب إلى هناك (ستة أشهر كحد أدنى)، بل إن هناك الكثير من الإشعاع في الطريق إلى المريخ، وسيحتاج رواد الفضاء إلى حمل الكثير من الطعام والوقود، وحتى لو ذهب البشر إلى هناك فسيكون من الأصعب العودة. وشدد على أن «الأمر سيستغرق الكثير من الوقت. ولكن من أجل الحفاظ على هذا الحلم باقياً حتى نتمكن من الذهاب إلى هناك، علينا أن ندرس الكوكب تماماً».
وقال البروفسور لوكالة الأنباء القبرصية، إن المجموعة التي يقودها منذ عام 2009، التي تجتمع في قبرص هذا العام، تدرس الغلاف الجوي للمريخ الذي يتفاعل مع الشمس، مشيراً إلى أن الشمس ليست دائماً ودية، إنها تعطينا الحرارة وتخلق الحياة على الأرض، ولكنها أيضاً تلقي الكثير من الإشعاع والجسيمات الخطيرة، التي يمكن أن يكون لها تأثير على الأرض والاتصالات والأقمار الصناعية، وتسمى هذه الظاهرة بالطقس الفضائي. «إن تأثير الطقس الفضائي على المريخ هو مباشر بصورة أكبر، لأنه لا يحتوي على مجال مغناطيسي مثل الذي يحمي الأرض». وقال البروفسور «إنْ ذهبنا إلى هناك (أي إلى المريخ) فسنحتاج إلى فهم الطقس الفضائي».
وكانت الوكالة القبرصية لاستكشاف الفضاء استضافت مؤتمر القمة الدولي للفضاء كجزء من جهودها المستمرة لتطوير القطاع في الجزيرة. ووفقاً للجنة العلمية المنظمة للمؤتمر، فقد قدمت الوكالة القبرصية لاستكشاف الفضاء الموقع والإطار اللوجيستي لهذا الاجتماع في نيقوسيا، المكان الذي يمكن أن يلتقي فيه العديد من المشاركين الجدد في أبحاث الغلاف الجوي للمريخ بسهولة في بيئة دولية ودية: على حافة أوروبا، وأيضاً قريبة من روسيا وآسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


مقالات ذات صلة

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (إكس) play-circle 01:45

رئيس «الخدمات الجيومكانية» في «نيو للفضاء»: سنطلق تطبيقاً للخرائط الرقمية

تمضي السعودية نحو مساعيها في التنويع الاقتصادي عبر تطوير قطاعات جديدة ومستقبلية، يبرز من ضمنها قطاع الفضاء بوصفه أحد القطاعات التي يتسارع فيها التقدم.

مساعد الزياني (الرياض)
يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.