عبد المهدي يعتزم تقديم حكومته للبرلمان العراقي الأسبوع المقبل

خلافات حول صيغة «حكم بريمر» ومراسيم بإحالة المالكي والنجيفي وعلاوي إلى التقاعد

عبد المهدي يعتزم تقديم حكومته للبرلمان العراقي الأسبوع المقبل
TT

عبد المهدي يعتزم تقديم حكومته للبرلمان العراقي الأسبوع المقبل

عبد المهدي يعتزم تقديم حكومته للبرلمان العراقي الأسبوع المقبل

أعلن رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي أمس، أنه يعتزم تقديم تشكيلة الحكومة وبرنامجها للبرلمان العراقي الأسبوع المقبل.
وذكر عبد المهدي على موقعه على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «أنوي تقديم أسماء أعضاء التشكيلة مع المنهاج الوزاري في الأسبوع المقبل، ونجري اتصالات مع رئاسة البرلمان ومع القيادات والكتل النيابية لتحديد اليوم المناسب، وهو ما سيعلن عنه لاحقاً». ومن المنتظر أن تضم الكابينة الوزارية الجديدة ما بين 22 و23 حقيبة وزارية موزعة بواقع 70 في المائة خاضعة للتوافقات السياسية و30 في المائة للمستقلين التكنوقراط.
وفي وقت سابق أمس كشف سياسي عراقي مطلع على أجواء مفاوضات اللحظات الأخيرة بشأن تشكيلة حكومة عادل عبد المهدي، عن بروز خلافات سنية - شيعية بشأن أعداد الوزارات التي يحصل عليها كل مكون وطبيعة هذه الوزارات لجهة تقسيمها سيادية أو خدمية.
وقال سياسي مطلع لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الكشف عن اسمه أو هويته إن «العرب السنة لم يقدموا حتى الآن مرشحيهم لشغل المناصب الوزارية برغم انتهاء المهلة المقررة، أمس السابع عشر من الشهر الحالي».
وأشار المصدر إلى ظهور بوادر «عدم ارتياح بخصوص الوزارات وطريقة تقسيمها»، مبينا أن «هناك توجها بالعودة إلى صيغة تشكيلة مجلس الحكم الذي أسسه الحاكم المدني الأميركي بول بريمر بعد احتلال العراق، والذي تم بموجبه تقسيم أعضائه على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية التي بموجبها أصبح عدد الأعضاء الشيعة في مجلس الحكم آنذاك 13 عضوا والعرب السنة 5 والأكراد 3 إضافة إلى عضو واحد من الأقليات».
وردا على سؤال بشأن العلاقة بين تركيبة مجلس الحكم وبين طريقة توزيع الوزارات، يقول السياسي المطلع إنه «يراد العودة إلى البيوت المكوناتية عن طريق الوزارات التي يفترض أننا غادرناها، بعد إجراء الانتخابات، ولم تعد هناك بيوت شيعية أو سنية أو كردية، وإنما أحزاب تشارك حسب استحقاقها الانتخابي... فالتقسيمة الحالية عودة ثانية للمكونات الطائفية والعرقية، تمنح الشيعة 13 وزارة وهي نفس حصتهم خلال مجلس الحكم وللسنة 5 وزارات والأكراد 3 والأقليات وزارة واحدة. الأمر الذي أدى إلى رفض السنة لهذا التقسيم».
وأوضح السياسي المطلع أن «السنة يريدون 6 وزارات وليس 5 ويفضلون وزارة النفط على الدفاع كون وزير الدفاع السني يكون في العادة مسحوب الصلاحيات»، كاشفا عن محاولات «لإعادة وزارتي المرأة والسياحة والآثار حيث يمكن منح العرب السنة إحدى هاتين الوزارتين». من جهته أكد حسن توران نائب رئيس الجبهة التركمانية لـ«الشرق الأوسط» أن «التركمان قدموا أسماء لشغل حصتهم من الحقائب الوزارية نظرا لأهمية ذلك بالنسبة للمكونات وبالذات للتركمان، لأن عدم المشاركة في الحكومة السابقة أضر بنا كثيرا وأضعف موقفنا». وأضاف توران أن «مشاركة التركمان من شأنه أن يعضد الوحدة الوطنية ويؤكد على وحدة البلاد».
وبشأن ما إذا كان سيتم الإعلان عن التشكيلة الحكومية قبل موعدها الدستوري، قال توران أن «ما نأمله أن يتم الالتزام بالتوقيت الدستوري وبرغم الحديث عن إمكانية إعلان الوزارة خلال وقت قصير فإن هناك أمورا لا تزال عالقة ولم تحسم على صعيد التشكيلة الحكومية».
إلى ذلك أعلنت وزارة العدل عن صدور مراسيم جمهورية قضت بتثبيت برهم صالح رئيسا للجمهورية وإحالة الرئيس السابق فؤاد معصوم إلى التقاعد. وقالت الوزارة في بيان لها إنه «تم صدور مراسيم جمهورية بإحالة نواب رئيس الجمهورية نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي إلى التقاعد».
وفي هذا السياق يقول الخبير القانوني أحمد العبادي لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه المراسيم إجرائية تلي كل عملية تغيير في السلطة حيث تترتب على من يشغل هذه المناصب حقوقا بموجب القانون» مبينا أن «نواب الرئيس السابق الثلاثة نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي أصبحوا مواطنين عاديين لا يتمتعون بالحصانة البرلمانية كونهم فازوا بعضوية البرلمان العراقي لكنهم لم يؤدوا اليمين القانونية ما عدا أسامة النجيفي الذي كان أدى اليمين من أجل المنافسة على منصب رئيس البرلمان الذي فاز به محمد الحلبوسي».
من جهة ثانية أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ #فضونا، في إشارة إلى الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة التي يرأسها عادل عبد المهدي. وتضمن الهاشتاغ، الذي اجتاح الإنترنت، مشاركات كثيرة تدعو للإسراع بتشكيل الحكومة. ومن بينها: «فضونا من سوق هرج الوزارات والمزايدة عالمناصب... وفضونا من ماراثون الاجتماعات المغلقة لتقاسم المغانم... وفضونا من إطالة عمر حكومة تصريف الأعمال... وفضونا وابدأوا بتقديم الخدمات... وفضونا ووفروا لنا فرص العمل... وفضونا وحاربوا الفاسدين... وفضونا كافي عاد».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.