«المعهد الفرنسي» يحتفي بالحفريات المصرية في «كنوز فوتوغرافية»

سجل تفاصيل البعثات منذ القرن التاسع عشر

صورة من منطقة تونة الجبل 1947
صورة من منطقة تونة الجبل 1947
TT

«المعهد الفرنسي» يحتفي بالحفريات المصرية في «كنوز فوتوغرافية»

صورة من منطقة تونة الجبل 1947
صورة من منطقة تونة الجبل 1947

لم ينته الولع الفرنسي بمصر يوماً، فعقب عام واحد فقط من رحيل قوات الحملة الفرنسية على مصر، نظمت أولى البعثات الأثرية عام 1802، ومنذ ذلك الحين لم تنقطع المساهمة الفرنسية الأثرية، التي تحولت في وقت لاحق إلى بعثات دائمة، عبر إنشاء المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة. لذلك تأتى أهمية إصدار النسخة العربية من الكتاب الجديد «لقطات من مصر... كنوز فوتوغرافية»، من تأليف عالمتي «المصريات» ماري ليس أرنت ودالفين دريو، الذي يحتفي بسنوات من تلك البعثات.
يضم الكتاب 48 صورة تعرض للمرة الأولى، التقطت خلال الحفائر الفرنسية بمصر في القرنين التاسع عشر والعشرين، التي تحفظ أصولها بعناية بأرشيف معهد الآثار، ضمن ما يزيد عن 15 ألف لوح زجاجي و400 نجاتيف.
وتزامن إطلاق الكتاب مع إقامة معرض لأهم الصور التي عرضت به، بالمعهد الثقافي الفرنسي بالمنيرة، ضم أيضاً نماذج «السلبيات الزجاجية» و«النجاتيف» المحفوظة بالمعهد، تعود جميعها إلى مشروع أطلقه المعهد منذ عام 2010 لإعادة ترميم وفهرسة ممتلكات المعهد من صور فوتوغرافية، تمثل بعثات الحفائر الفرنسية المختلفة، كما تؤكد مارى ليس، إحدى مؤلفات الكتاب والمشاركات في المشروع.
وخلال عام 2016 أقيم أول معرض للصور الفوتوغرافية بمركز «سعد زغلول»، ويصدر المعهد الفرنسي سنوياً 13 ألف مستند أرشيفي جديد بعد ترميمها.
«نحن فقط نحب مصر، والحب لا يمكن تفسيره» هكذا ردت مارى على سؤال حول السبب وراء ولع الفرنسيين بالآثار المصرية، منذ الحملة الفرنسية التي ساهمت في فك رموز اللغة «الهيروغليفية»، بواسطة العالم فرنسوا شامبليون، وحجر رشيد.
ضم الكتاب صوراً فوتوغرافية لعدد من المصورين الفرنسيين وقتها، إضافة إلى صور للمصور المصري آدم حنين، التقطت خلال السبعينات من القرن الماضي، ووثقت الآثار القبطية في قرية ماري جرجس بمحافظة سوهاج، وحملت جماليات فنية عالية.
التقطت جميع الصور المشار إليها بالتقنيات المحدودة المتاحة في عصرها، والكاميرات التي كان بعضها كبير الحجم، محدود القدرة، وكان على المصورين الصعود والهبوط على «السقالات»، والمناطق المرتفعة غير الآمنة، إضافة إلى توفير إضاءة مناسبة للتصوير عن طريق مصابيح يدوية، بعيداً عن ضوء الشمس الذي لا يصل داخل المعابد.
في السياق نفسه، ظهرت علامات التلف أيضاً على عدد من الصور المعروضة في الكتاب، وذلك لتعرض الألواح الزجاجية للفطريات، كما تؤكد ماري، ويتجلى ذلك في إحدى الصور التي التقطت في منطقة أبو رواش عام 1924، لمجموعة من الفتيات بواسطة المصور فرنان بيسون، وأدى التلف بـ«السلبية الزجاجية» إلى ظهور نقط بيضاء، بدت كضوء حول رؤوسهن، كان ذلك قبل سنوات من معرفة الطرق العلمية الحديثة للحفظ، التي بات يلتزم بها المعهد الفرنسي بمنتهى الدقة والحزم.
المصوران الفرنسيان سيرج سونرون وجون فرنسوا سجلا الحياة اليومية للعاملين في مواقع الحفر المختلفة، الذين أضافوا للبعثة الأثرية الفرنسية، خصوصاً في مواقع أثرية بأسنا، ومعبد أدفو، وظهر أغلب العاملين يرتدون جلابيب بيضاء، وعمائم بيضاء أيضاً، اتقاء للشمس الحارقة.
هنا تقول مارى إن القائمين على الكتاب لم يكتفوا فقط بعرض صور العاملين في تلك الحفائر، بل حاولوا الوصول إلى أسمائهم الحقيقية، ولم تكن المهمة سهلة، إذ يعود عدد من تلك الصور إلى 80 عاماً مضت، لذا قامت ماري بالذهاب إلى الأقصر، وسؤال العاملين في مجال الحفائر، وبالفعل استطاعت التوصل إلى عدد من الشخصيات، بسبب استمرار عمل عائلتهم بالحفائر كمهنة متوارثة.
الحياة الاجتماعية في مصر كان لها موضعها في الكتاب، حيث مثلت صورة التقطت عام 1937 عادات الأعراس وقتها، كما أظهرت صورة لرجال ونساء التقطت عام 1932 التنزه في منطقة قناة السويس قبل سنوات من إنشاء التجمعات السكنية بها.
كما أظهرت صورة للباخرة «بريطانيا» التقطت عام 1937 بداية الرحلات النيلية إلى الأقصر، التي أدت إلى تهافت السائحين، وبناء الفنادق السياحية، ما أشعر السكان بعدم الرضا وقتها، للازدحام الذي شهدته مدينتهم الهادئة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.