بفضل إنجازات في مجال تكنولوجيا الليزر حولت الأشعة الضوئية إلى أدوات تصويب لها استخدامات كثيرة بدءاً من جراحات العيون وحتى الميكنة متناهية الصغر، فاز ثلاثة علماء من الولايات المتحدة وفرنسا وكندا بجائزة نوبل للفيزياء لعام 2018، أمس (الثلاثاء). ومن بين الفائزين أول امرأة تفوز بجائزة نوبل للفيزياء منذ 55 عاماً.
ونال الأميركي آرثر آشكين نصف الجائزة التي تترافق مع مكافأة مالية قدرها تسعة ملايين كرونة (1.01 مليون دولار)، في حين منح النصف الآخر إلى كل من الفرنسي جيرار مورو والكندية دونا ستريكلاند. وكوفئ آشكين (96 عاماً)، لاختراعه «الملاقط البصرية» التي تلتقط الجزيئات والذرات والفيروسات والخلايا الحية الأخرى بواسطة أصابعها العاملة بشعاع ليزر.
وقد تمكن من خلال هذا الاختراع من استخدام الضغط الإشعاعي للضوء لنقل أجسام مادية «وهو حلم قديم للخيال العلمي» على ما ذكرت الأكاديمية السويدية للعلوم. وحقق آشكين خرقاً عام 1987 عندما استخدم ملاقط لالتقاط بكتيريا حية من دون إلحاق الأذى بها، على ما أشارت الأكاديمية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وبات آشكين الذي قام باكتشافه هذا عندما كان يعمل في مختبرات «إيه تي آند تي بيل لابوراتوريز» بين 1952 و1991، أكبر الفائزين سناً بجائزة نوبل، متقدماً على الأميركي ليونيد هورفيتش الذي كان في سن التسعين عندما فاز عام 2008 بـ«نوبل الاقتصاد».
وفاز مورو (74 عاماً)، وستريكلاند، وهي ثالث امرأة فقط تفوز بـ«نوبل الفيزياء»، لإسهامهما في تطوير ومضات بصرية قصيرة جداً «هي أقصر وأكثر ومضات الليزر كثافة أنتجها البشر». وتستخدم هذه التقنية الآن في جراحات العين التصحيحية. وقد تعاون مورو مع معهد بوليتكنيك في فرنسا ومع جامعة ميتشيغن في الولايات المتحدة بينما تدرس ستريكلاند وهي تلميذته، في جامعة ووترلو في كندا. وقالت ستريكلاند في اتصال هاتفي مع الأكاديمية بتأثر، إنها سعيدة بالفوز بـ«نوبل الفيزياء» المكافأة التي نالها أقل عدد من النساء. وأكدت «ينبغي الاحتفاء بعالمات الفيزياء لأنهن موجودات، وأنا فخورة بأن أكون واحدة منهن». وقد فازت بالجائزة قبلها ماري كوري وماريا غوبرت ماير في عامي 1903 و1963 على التوالي.
وسبق للأكاديمية الملكية السويدية أن أسفت في الماضي للعدد الضئيل للفائزات في المجالات العلمية عموماً.
وشددت على أن ذلك ليس عائداً لنزعة ذكورية متحيزة في لجان الجوائز، بل لأن أبواب المختبرات بقيت لفترة طويلة موصدة أمام النساء.
وقال رئيس الأكاديمية غوران هانسون، أمس «النسبة ضئيلة بالتأكيد؛ لذا فإننا نتخذ الإجراءات لتشجيع ترشيحات أكثر لأننا لا نريد أن نفوت أحداً».
وفاز بالجائزة العام الماضي علماء الفيزياء الفلكية الأميركيون باري باريش، وكيب ثورن، وراينر فايس لاكتشافهم موجات الجاذبية التي توقعها ألبرت آينشتاين قبل قرن من الزمن في إطار نظرية النسبية العامة التي وضعها. ومنحت جائزة «نوبل الطب» الاثنين إلى عالمي المناعة الأميركي جيمس آليسون، والياباني تاسوكو هونجو؛ لأبحاثهما حول كيفية محاربة الدفاعات الطبيعية للجسم مرض السرطان.
ويعلن الفائزون بجائزة الكيمياء اليوم (الأربعاء) في حين يمنح «نوبل السلام» الجمعة. أما جائزة الاقتصاد فتمنح الاثنين المقبل.
وللمرة الأولى منذ عام 1949، أرجئ إعلان الفائز أو الفائزة بجائزة الآداب لمدة سنة؛ بسبب انقسامات داخلية، وانسحاب أعضاء عدة من الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة، على خلفية فضحية اعتداء جنسي طالت شخصاً مرتبطاً بها.
ثلاثة علماء مهدوا لثورة الليزر يحصدون جائزة {نوبل} للفيزياء
ثلاثة علماء مهدوا لثورة الليزر يحصدون جائزة {نوبل} للفيزياء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة