الصومال: تفجير انتحاري بسيارة ملغومة يستهدف موكباً للاتحاد الأوروبي

«حركة الشباب» تعلن مسؤوليتها... والكاميرون تعلن هزيمة «بوكو حرام»

جنود أميركيون وصوماليون قرب موقع التفجير الانتحاري على الموكب الأوروبي في مقديشو أمس (أ.ب)
جنود أميركيون وصوماليون قرب موقع التفجير الانتحاري على الموكب الأوروبي في مقديشو أمس (أ.ب)
TT

الصومال: تفجير انتحاري بسيارة ملغومة يستهدف موكباً للاتحاد الأوروبي

جنود أميركيون وصوماليون قرب موقع التفجير الانتحاري على الموكب الأوروبي في مقديشو أمس (أ.ب)
جنود أميركيون وصوماليون قرب موقع التفجير الانتحاري على الموكب الأوروبي في مقديشو أمس (أ.ب)

قالت الشرطة الصومالية ومتشددون إن «حركة الشباب» المتشددة نفذت هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة على موكب للاتحاد الأوروبي يضم سيارات مصفحة في العاصمة مقديشو أمس الاثنين مما ألحق أضرارا بسيارة لكنه لم يتسبب في سقوط ضحايا». وقالت مصادر لموقع «غوبجوغ نيوز» الصومالي إن «الانفجار استهدف شاحنة عسكرية إيطالية بالقرب من مقر الجيش الوطني في منطقة داينيل». وأضافت المصادر أن التقارير الأولية تشير إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
ورأى شاهد من رويترز رجالا يجرون السيارة بعد تضررها في التفجير. وكانت السيارات المصفحة ترفع علمي إيطاليا والاتحاد الأوروبي. وقالت الشرطة إن الانفجار لم يسفر عن ضحايا». وقال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية «لحركة الشباب» لـ«رويترز» «استهدفنا ضباطا من قوات الاتحاد الأوروبي بسيارة ملغومة. وسنورد تفاصيل عن الخسائر في وقت لاحق». وتشن «حركة الشباب» هجمات من حين لآخر في البلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي». ويرغب المتشددون الموالون لتنظيم «القاعدة» في الإطاحة بالحكومة المركزية المدعومة من الغرب وفرض حكمهم الذي يستند إلى تفسير متشدد للشريعة». والاتحاد الأوروبي أحد المصادر الرئيسية لتمويل قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والتي تساعد في حماية الحكومة المركزية في الصومال من المتطرفين».
في غضون ذلك، أعلن رئيس الكاميرون بول بيا هزيمة جماعة «بوكو حرام» في بلاده، في أول تصريح من نوعه منذ أعلن الحرب على الجماعة المتشددة قبل أربع سنوات». وتحدث بيا خلال زيارته الأولى إلى منطقة أقصى الشمال منذ عام 2012. حيث يقوم بحملة دعائية قبل الانتخابات التي تجرى في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وقال متحدثا في تجمع انتخابي في مروى، إنه سوف يركز على إعادة بناء ما تم تدميره «بعد أن تمت هزيمة الإرهاب».
وكانت منطقة أقصى الشمال في الكاميرون هدفا لتفجيرات انتحارية وغيرها من الهجمات التي شنها مقاتلو بوكو حرام الذين تمددوا عبر الحدود من نيجيريا. ونزح ما يقرب من ربع مليون شخص بسبب العنف». يذكر أن بيا البالغ من العمر 85 عاما، يقود الكاميرون منذ عام 1982 ومن المرجح أن يفوز بالانتخابات المقبلة حيث لا تستطيع المعارضة المتصدعة تقديم مرشح قوي». من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش التشادي الكولونيل عظيم أن «17 مسلحا من بوكو حرام قتلوا»، لكنه لم يعترف بمقتل أكثر من ثلاثة أشخاص آخرين هم عسكري وأحد حراس المياه والغابات ومدني، في الهجوم.
ويعود آخر هجوم لجماعة «بوكو حرام» على الضفة التشادية من بحيرة تشاد إلى 22 يوليو (تموز) عندما قتل 18 مدنيا في قرية في جنوب دابوا المنطقة الإدارية غير البعيدة عن النيجر. ومع أنها أقل تأثرا نسبيا «ببوكو حرام» من جارتها نيجيريا، تشهد تشاد تصاعدا في أعمال العنف التي ترتكبها هذه الجماعة على أراضيها منذ أشهر. ويحاول الجيش التشادي الذي يشارك في قوة متعددة الجنسيات تضم وحدات من كل دول المنطقة وكذلك لجان حراسة، صد هجمات «بوكو حرام» الذين بدأوا اختراق تشاد في 2015. والجماعة التي تأسست في نيجيريا تضرب كل دول منطقة بحيرة تشاد (نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر) حيث تنفذ هجمات على قوات الأمن يسقط فيها قتلى، كما تقوم بعمليات خطف.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».