«مهراجا»... متعة الطعام الهندي في أجواء قاهرية

«ران» و«غولاب جامون» على وقع الموسيقى

مطعم مهراجا ينقلك من أجواء القاهرة إلى مومباي من خلال الأطباق التقليدية
مطعم مهراجا ينقلك من أجواء القاهرة إلى مومباي من خلال الأطباق التقليدية
TT

«مهراجا»... متعة الطعام الهندي في أجواء قاهرية

مطعم مهراجا ينقلك من أجواء القاهرة إلى مومباي من خلال الأطباق التقليدية
مطعم مهراجا ينقلك من أجواء القاهرة إلى مومباي من خلال الأطباق التقليدية

بمجرد أن تفتح بابه المحاط ببعض مجسمات الفيلة، وتدخل إلى قاعة مطعم «مهراجا» الرئيسية، ستجد نفسك انتقلت سريعاً من القاهرة إلى نيودلهي، أو مومباي، أو أي من المدن الهندية الأخرى، فما بين الألوان المبهجة التي تميز الطاولات والكراسي وحتى أزياء العاملين داخل المطعم، مروراً باللوحات المتنوعة المعلقة على الحائط، والتي تحكي فصولاً من الحضارة والتاريخ الهندي، بالإضافة إلى الملابس الهندية التي يمكنك ارتداؤها والتصوير بها، يمكن تناول طعام شهي على وقع موسيقى وأغان هندية.
تتعدد فروع مهراجا في أهم المناطق الحيوية بالقاهرة، مع أن بدايته كانت قبل 6 سنوات من خلال فرعه الأول في مدينة الرحاب، شرق القاهرة، إلا أن إقبال المصريين على الطعام الهندي دفع القائمين عليه إلى التوسع، وافتتاح فروع أخرى.
«الشرق الأوسط» تجولت داخل «مهراجا» في ضاحية الزمالك العريقة، ويتميز هذا الفرع بخصوصية، نظراً لكثرة السفارات العربية والأجنبية بها، مما ساهم في جذب شريحة أوسع من جنسيات مختلفة.
داخل المطعم، سرد خالد عبد الله، صاحب والمدير المسؤول عن «مهراجا» كيف كانت البداية داخل مصر، قائلاً: «أنا مواطن سوري أعمل بمجال السياحة والمطاعم منذ سنوات كثيرة، وكانت البداية في دمشق قبل نحو 18 عاماً، عندما لاحظت عدم وجود أي من المطاعم الهندية داخل سوريا، ففكرت في تأسيس هذه النوعية، وبالفعل سافرت إلى الهند، وتجولت داخل الكثير من المطاعم، وأصبحت لدي خبرة كبيرة بكل أسرار المطبخ الهندي، وأبرز التوابل والبهارات التي تميزه، وعدت إلى سوريا مستعيناً ببعض الشيفات الهنود، وافتتحت أول فرع في دمشق، ولاقى إقبالاً كبيراً من الشعب السوري، لأني قمت بمزج الطعام الهندي بنكهة أو لمسة شرقية».
إلى ذلك يتابع، «يتميز المطبخ الهندي بالإسراف في استخدام التوابل والبهارات، وهذا قد لا يتقبله المواطن العربي، ففكرت في القيام بتعديل بسيط، فطلبت من الشيف الهندي تخفيف بعض التوابل والبهارات، وإضافة بعض الصوصات الشرقية، فحافظنا على الطعم والنكهة الهندية، مع إضافة اللمسة الشرقية».
نجاح التجربة دفع عبد الله لتكرارها داخل مصر، «المصريون يشتهرون بحبهم لتجربة الجديد دائماً، ويملون من التكرار، لذا تحمست لافتتاح مطاعم هندية، وكانت البداية من خلال فرع الرحاب، ووجدت إقبالاً كبيراً، دفعني لافتتاح فروع كثيرة».
يتميز المطعم بأطباقه الشهية والمتنوعة التي تغطي مختلف الأذواق، حيث ستجد داخل قائمة الطعام أطباقا كثيرة، وبجانب اسم كل أكلة أو طبق شرح مفصل له، وإذا كنت تجد صعوبة في اختيار أفضل الأكلات، فيمكن الاستعانة بالنادل الذي يشرح لك بشكل واضح طبيعة الأكلة، كما يقدم لك اقتراحات بأفضل الأكلات التي يتميز بها المطعم.
قبل أن تطلب الطبق الذي اخترته، يجب أن تحدد للنادل كمية البهارات والتوابل التي تفضلها، فعلى سبيل المثال إذا كنت لا تفضل الأكلات الحارة، يجب أن تخبر النادل مسبقاً، وإذا كانت تفضل أن تكون الأكلات سبايسي، سيتم مراعاة ذلك في الأطباق المقدمة لك، فأنت من تحدد الطعم الذي تفضله.
ويرصد عبد الله أبرز الأكلات الهندية التي يتميز بها «مهراجا»، فيقول: «ران مهراجا يعد من أشهر الأطباق التي نقدمها بطريقة مميزة، وهي عبارة عن قطعة من الفخذ البتلو المخلي من العظم، مع التوابل والبهارات الهندية المميزة، وهناك أيضاً التشيكن كورما، وهي قطع من صدور الفراخ المخلية، يتم طهيها مع صوص الزبادي، البصل البني والكاري، الباتر تشيكن من الأكلات التي يقبل عليها كثير من رواد المطعم، وهي فراخ مخلية يتم طهيها مع الزبدة والكريمة والبهارات والأعشاب الهندية، مما يعطيها نكهة رائعة».
ويضيف، «لا يمكن أن نتحدث عن أفضل الأكلات الهندية دون ذكر دجاج تكا، وهو عبارة عن صدور دجاج متبلة على الطريقة الهندية، وهناك دجاج بالتنور، وهو دجاج متبل بالثوم والزنجبيل، ومشوي بالتنور».
الأرز البرياني طبق رئيسي على المائدة الهندية، وأيضاً في مطعم «مهراجا»، وتتنوع طرق طبخه بين البرياني باللحم، أو بالدجاج، أو بالسمك، وأكثر ما يميزه البهارات الهندية التي تصنع له مذاقاً خاصاً.
وبعيداً عن الأكلات التي تعتمد على اللحوم بأنواعها، هناك المقبلات الهندية التي لا يمكن الاستغناء عنها، وأبرزها كما يقول عبد الله «السامبوسك، حيث يتم حشوها بالخضراوات، الدجاج أو الجبنة، بالإضافة إلى البهارات الهندية، وهناك أيضاً الخبز الهندي الذي يتميز بطعمه الشهي، فهناك خبز النان وهو عبارة عن خبز سميك ومسطح مصنوع من دقيق القمح الخام المخلوط مع اللبن، ويُطهى في فرن أرضي، كما أن هناك نوعا آخر من الخبز وهو الباني بوري، وهو خبز مقلي ذو قوام هش محشو بخلطة هندية تعطي له مذاقا مختلفا».
قبل مغادرة المطعم، لا تنس تجربة الحلويات الهندية الشهيرة، ومن أهمها «غولاب جامون»، وهي كرات لبن مقلية مغمورة بالعسل، وهناك كاجركا حلوى، وهي عبارة عن جزر مبشور مع المكسرات على الطريقة الهندية، بالإضافة إلى أيس كريم جوز الهند، ويُقدم في ثمرة جوز الهند.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».