- ارتفاع ضغط الدم
د. حسن محمد صندقجي
ما سبب التقلبات في قياس ضغط الدم؟
م.ن - لندن
> هذا ملخص أسئلتك حول ملاحظتك اختلاف نتائج قياس ضغط الدم لديك. ولاحظي معي أن هناك 3 عناصر تسهم في الحصول على قراءة طبيعية لضغط الدم. الأول: استخدام جهاز يعمل بكفاءة للحصول على نتيجة دقيقة لمقدار ضغط الدم. والثاني: إجراء القياس بطريقة سليمة للحصول على نتيجة صحيحة تعكس مقدار ضغط الدم الفعلي في الشرايين لديك. والثالث: تناول أدوية معالجة ضغط الدم المرتفع، ومتابعة تأثيرها بمراجعة الطبيب في العيادة.
وعند استخدام جهاز لا يعمل بكفاءة في قياس ضغط الدم، أو أن مقاس السوار الذي يُلف على العضد لا يتناسب مع حجمه، أو عدم تثبيت السوار بطريقة صحيحة، أو عدم قرب أنبوب السوار من الشريان في باطن مفصل الكوع، فإن النتائج ستختلف من وقت لآخر، وبالتالي لا يُمكن الاعتماد عليها. وكذلك عند عدم جعل الجسم في وضعية الجلوس الصحيحة لقياس ضغط الدم، والوضعية الصحيحة هي الجلوس براحة على كرسي ذي مسند جانبي لوضع الساعد عليه، وتثبيت باطن القدمين على سطح الأرض، وعدم وضع ساق على ساق، وأن يكون القياس بعد نصف ساعة من تناول وجبة الطعام أو المشروبات المحتوية على الكافيين، فإن قراءة قياس ضغط الدم لا تكون صحيحة ولا تعكس مقدار ضغط الدم الفعلي في الشرايين لديك. وغني عن التوضيح ضرورة تناول أدوية معالجة ضغط الدم للحفاظ على استقرار طبيعي لمقدار قياس ضغط الدم.
وإضافة إلى ما تقدم، فإن عدم ضبط تناول الملح قد يتسبب بتقلبات وارتفاع في ضغط الدم، وكذا الغضب والقلق والتفاعلات النفسية السلبية الأخرى، كلها قد تتسبب بتقلبات وارتفاعات في ضغط الدم. وأيضاً تناول السكريات، في المشروبات الغازية وغيرها، قد يتسبب بتقلبات في قياس ضغط الدم.
ووجود حالة توقف التنفس أثناء النوم يرفع من احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب الأخرى، لأن انقطاع التنفس بشكل متكرر أثناء النوم يثير الجهاز العصبي لإفراز المواد الكيميائية التي ترفع ضغط الدم، إضافة إلى تسبب انقطاع التنفس في نقص تزويد الأوعية الدموية بالأكسجين، مما يعوق كفاءتها في ضبط ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية. وعدم تناول الخضراوات والفواكه الطازجة ومشتقات الألبان والأسماك، الغنية كلها بالبوتاسيوم، يعوق عمل الكليتين على المساهمة في ضبط ارتفاع ضغط الدم. وكذلك الحال مع تناول الأدوية المسكنة للألم والمضادة للالتهابات، أو تناول أدوية معالجة الاحتقان في نزلات البرد، وأنواع أخرى من الأدوية، قد يرتفع فيها ضغط الدم.
وفي حالات الشعور بالألم، أو حصر البول، أو الإمساك، أو بوجود اضطرابات في عمل الغدة الدرقية، أو جفاف الجسم من الكمية الكافية من السوائل، فإن ضغط الدم يكون عُرضة للارتفاع. وعلى سبيل التوضيح، في حالات الجفاف وعندما لا تحتوي خلايا الجسم على كمية كافية من الماء، فإن الأوعية الدموية تنقبض وتشد، وبالتالي يرتفع ضغط الدم. وسبب انقباض الأوعية الدموية في هذه الحالات هو إرسال الدماغ إشارات إلى الغدة النخامية لإطلاق مادة كيميائية تعمل على انقباض الأوعية الدموية. كما أنه في حالات الجفاف تعمل الكليتان على حفظ أكبر كمية من السوائل في الجسم، خصوصا في الأوعية الدموية، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
ولذا تلاحظين أن مقدار ضغط الدم يتغير ويتقلب بفعل عوامل شتى، وأن العمل على ضبط ارتفاع ضغط الدم يتطلب تعديل كثير من السلوكيات في الحياة اليومية نحو النمط الصحي في تناول الأطعمة الصحية، وشرب الماء، والاهتمام بتقليل التوتر النفسي، وممارسة الرياضة البدنية، والنوم المبكر والاستيقاظ المبكر، وخفض الزيادة في وزن الجسم، إضافة إلى تناول أدوية خفض ارتفاعه والمتابعة لدى الطبيب.
- التدخين والمفاصل
> هل للتدخين علاقة بآلام مفاصل الجسم؟
سليم.ك. – جدة
هذا ملخص أسئلتك. والواقع أن كثيراً من الناس يعلمون أن التدخين له تأثيرات سلبية على الرئتين والشرايين القلبية والدماغية وفي الأطراف العلوية والسفلية، ولكن البعض قد لا يُدرك أن دائرة التأثيرات السلبية للتدخين على أعضاء شتى في الجسم دائرة واسعة. التدخين يُسهل الشعور بالألم، ويقلل من قدرة تحمله، مما يجعل المرء أكثر عُرضة للشكوى منه، خصوصا في المفاصل. وهناك عدة دراسات طبية حاولت تفسير هذا الأمر، وتوصلت إلى عدة آليات لحدوث ذلك، ومن تلك الآليات أن التدخين يغير طريقة تحليل الدماغ لمثيرات الشعور بالإحساس وكيفية إدراك الألم. وتضيف أن النيكوتين يقوم بعملية خداع لشعور الدماغ بالألم، وفي البداية يجعل الجسم يشعر بدرجة أخف بالألم، مما يجعل الدماغ يُطلق مواد، مثل الدوبامين، التي تجعل المرء يشعر بأنه في حالة جيدة، وتُقلل من شدة شعوره بالألم إلى حين زوال مفعول تلك المواد، ثم يبدأ المرء بالشعور بالألم الحقيقي في جسمه بدرجة أشد. وإضافة إلى تغيير التدخين طريقة إرسال الدماغ إشارات الألم، فإنه يعمل على إعاقة قدرة الأوعية الدموية على إرسال وتدفق المواد المغذية للعضلات والمفاصل، مثل الأكسجين وغيره. كما أن التدخين يُبطئ من سرعة حدوث آليات الشفاء الطبيعية بالجسم، مما يجعل من الصعب التعافي من الإصابات التي تتسبب في الألم بالجسم، مثل العضلات والمفاصل. كما أن الشعور ببعض أنواع الألم، مثل ألم الظهر، قد يتفاقم بسبب أعراض السعال التي يعاني منها كثير من المدخنين. وبشكل أكثر تحديداً، يرفع التدخين من احتمالات الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ويقلل من فاعلية أدوية معالجته. وفي إحدى الدراسات الطبية، تبين أن المدخنين أعلى شعوراً بآلام الظهر والكتف والورك والركبة واليد، مقارنة بغير المدخنين. كما أن الأشخاص الذين لديهم في الأصل روماتيزم المفاصل وتلف الغضروف فيه، يشعرون بالألم جراءه بشكل أشد مقارنة بغير المدخنين، وذلك نتيجة للتدخين الذي يرفع من وتيرة تلف الغضروف، وإعاقة التدخين عملية إصلاح الغضروف عبر خفض وتيرة التكاثر الطبيعي في الخلايا، وتسبب التدخين في انخفاض الأكسجين وارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الدم. كما قد لا يتوقع البعض أن التدخين يزيد من سرعة حدوث ترهل الجلد وشيخوخته، وأنه يرفع من احتمالات التسبب في تلف شبكية العين وبالإصابة بالماء الأبيض في عدسة العين، ويزيد من احتمالات حدوث ضعف الانتصاب. كما يرفع من احتمالات الإصابة بالتهابات اللثة وآلام المضغ وتساقط الأسنان، ويرفع من احتمالات الإصابة بقرحة والتهابات بطانة المعدة، وأيضاً التهابات البنكرياس، ويرفع كذلك من احتمالات الإصابة بمرض السكري.
- استشاري باطنية وقلب - مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:[email protected]