موسكو تقلل من أهمية فضح هوية أحد المتهمين في تسميم سكريبال

موسكو تقلل من أهمية فضح هوية  أحد المتهمين في تسميم سكريبال
TT

موسكو تقلل من أهمية فضح هوية أحد المتهمين في تسميم سكريبال

موسكو تقلل من أهمية فضح هوية  أحد المتهمين في تسميم سكريبال

قللت موسكو أمس الخميس من أهمية التقارير التي استندت إليها بريطانيا بأن أحد الروسيين اللذين تتهمهما بتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال هو ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية الروسية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن توقيته جاء ليتزامن مع خطاب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
والأربعاء، ذكر موقع بيلينغكات، مجموعة التحقيقات الاستقصائية ومقرها بريطانيا، أن الاسم الحقيقي لرسلان بوشيروف هو أناتولي تشيبيغا، وهو كولونيل في الاستخبارات العسكرية منح وسام «بطل روسيا» الأرفع في البلاد. وكتبت زاخاروفا في تعليق على «فيسبوك» في ساعة متأخرة الأربعاء: «لا يوجد إثبات لذا يواصلون حملة المعلومات ومهمتها الرئيسية صرف الانتباه عن السؤال الرئيسي: ماذا حصل في سالزبري؟». وأضافت، في تصريحات نقلتها الصحافة الفرنسية: «يبقى السؤال: متى سيتم تقديم أي إثبات على تورط أي شخص في تسميم سالزبري، كما تسميه لندن؟». مساء الأربعاء هاجمت ماي موسكو على خلفية تسميم سكريبال وابنته يوليا في مارس (آذار) الماضي بغاز الأعصاب نوفيتشوك، الذي تم تطويره في الحقبة السوفياتية. وقالت إن «روسيا سعت فقط للتشويش من خلال تلفيقات بائسة». وقالت مجموعة بيلينغكات إن تشيبيغا (39 عاما) تخرج في أكاديمية القيادة العسكرية في مدينة بلاغوفيشتشنسك الواقعة في أقصى الشرق، إحدى أهم أكاديميات تدريب قوات الكوماندوز البحرية والقوات الخاصة. وأضافت أنه قاتل في الشيشان وربما في أوكرانيا ومنح وسام «بطل روسيا» في 2014 مكافأة على «قيامه بمهمة حفظ سلام»، في إشارة على الأرجح للنزاع في أوكرانيا. وقالت بيلينغكات إنه «من المرجح بدرجة كبيرة» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرف تشيبيغا لأنه يمنح شخصيا هذه الأوسمة. ويمنح عدد قليل جدا من هذه الأوسمة كل عام، وكثيرا بعد وفاة الأشخاص.
وقالت بيلينغكات نقلا عن ضابط عسكري روسي سابق إن ما يبعث على الاستغراب أن ضابطا كبيرا يحمل أوسمة بدرجة كولونيل أرسل إلى الميدان. ونقلت المجموعة عن مصدرها قوله: «ذلك يعني أن المهمة صدرت من أعلى المراتب». وقال بوتين هذا الشهر إن الرجلين اللذين تتهمهما بريطانيا بتسميم سكريبال وابنته «مدنيان». وفي مقابلة أثارت تساؤلات مع قناة روسيا اليوم المدعومة من الكرملين، قال بوشيروف وألكسندر بتروف إنهما ذهبا إلى سالزبري سائحين، مثيرين موجة سخرية في روسيا وخارجها. وقال بعض المراقبين إن المسؤولين عن ضابطي الاستخبارات تخلوا عنهما بعد فشلهما في المهمة. وكتبت بيلينغكات على «تويتر» لدى نشر التقرير: «من البطولة إلى الحضيض».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».