إغلاق المعهد السويدي بالإسكندرية يثير استياء المثقفين المصريين

وصفوا القرار بأنه غامض وصادم

مبنى المعهد السويدي في الإسكندرية قبل إغلاقه
مبنى المعهد السويدي في الإسكندرية قبل إغلاقه
TT

إغلاق المعهد السويدي بالإسكندرية يثير استياء المثقفين المصريين

مبنى المعهد السويدي في الإسكندرية قبل إغلاقه
مبنى المعهد السويدي في الإسكندرية قبل إغلاقه

أثار قرار الخارجية السويدية بإغلاق المعهد السويدي بمدينة الإسكندرية المصرية، حالة من الاستياء والجدل وسط الوسط الثقافي المصري، حيث وصفه البعض بالقرار الغامض والمفاجئ.
ووجه الكاتب والمخرج المسرحي الدكتور محمود أبو دومة، خطابا مفتوحا وقع عليه مجموعة كبيرة من المثقفين والأدباء بمصر، كتعبير عن استيائهم من القرار، مطالبين الخارجية السويدية بإعادة النظر في قرارها بشأن المعهد، حيث نص الخطاب الذي رفعه أبو دومة على صفحته على «فيسبوك»: «قررت الحكومة السويدية في لحظة خاطفة إغلاق المعهد السويدي بالإسكندرية، دون إبداء أي أسباب وقد أثار هذا القرار دهشة المثقفين في مصر، فالمعهد كان وما زال يلعب دورا مهما في مجال الحوار بين أوروبا والوطن العربي، وقد اتسع لكثير من المشروعات في مجالات حرية التعبير وتحرير التعبير الإنساني بالمعنى العميق للكلمة، لذا فإن غلق المعهد بعد ثمانية عشر عاما من النشاط في مجال الحوار يعد غلقاً لنافذة مهمة، حيث يُمثل المعهد السويدي بالإسكندرية فضاء لم يُغلق في وجه أحد من المتطلعين لحرية التعبير، وللشغف الثقافي والفني طوال ثمانية عشر عاما مضت».
ووصف أبو دومة قرار إغلاق المعهد السويدي بـ«المجحف»، لأن المعهد وُجِد لخلق الحوار وأُغلق دون حوار مع أحد.
وقال أبو دومة لـ«الشرق الأوسط»: «سيطرت حالة من الحزن على الوسط الثقافي والفني في مصر كلها، وليس في مدينة الإسكندرية فقط بعد قرار الإغلاق المفاجئ»، وأضاف: «أردت تسجيل رسالة مفادها أن آلية إغلاق المعهد تمثل إهداراً لعلاقة تاريخية بين مصر والسويد، كما يسبب إغلاقه خسارة حقيقية يلمسها ويقدر خطورتها كثير من المثقفين في المدينة، ويؤدي إلى الارتباك الذي يطال كل المثقفين في البلاد العربية وشمال أفريقيا الذين ساهموا في فعاليات المعهد السويدي».
من جانبها، وصفت الكاتبة الدكتورة عزة كامل، الناشطة في حقوق المرأة والمجال الثقافي، القرار بأنه «صادم»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعرف مبررات قرار الإغلاق، فالأمر بالتأكيد لا يمكن أن يكون مجرد مشكلة تتعلق بانتهاء عقد إيجار كما أثير، وكيف يمكن بعد 18 عاما إغلاق المعهد السويدي الذي يعد إغلاقه إبعاد وجه حضاري كان يطل على المنطقة بقوة، حيث كان يمثل عبر ما يقيمه من حوار هادئ رصين بين الحضارات المختلفة وبمشاركة مفكرين وشخصيات ثقافية مرموقة من مصر والمنطقة العربية والعالم حالة من الحضور الفعال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
وتابعت: «المعهد كان مركزا مهما لمناقشة قضايا المهمشين والمرأة وحقوقها، لذلك فإن إغلاقه يمثل خسارة حقيقية، ويثير الحزن بشدة في الساحة الثقافية والتنموية، وهو كذلك يمثل خسارة كبيرة للسويد».
وقال أنيس عيسى، مسؤول الإعلام بالمعهد السويدي لـ«الشرق الأوسط»: «قرار الإلغاء يرجع إلى أسباب عملية من بينها انتهاء عقد إيجار مبنى المعهد، وصعوبة السفر إلى الإسكندرية». وأضاف: «قيمت حكومة السويد ضرورة نقل أنشطة المعهد، بنية الانتقال إلى مكان آخر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أسرع وقت ممكن، ولن يؤثر هذا القرار على الوجود السويدي في جمهورية مصر العربية عن طريق السفارة في القاهرة».
وتأسس المعهد في الإسكندرية عام 1999 تنفيذاً لاتفاقية بين الحكومتين المصرية والسويدية حيث وقعت عليه وزيرة الخارجية الراحلة آناليند مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى. وفتح المعهد أبوابه أمام الجمهور في عام 2000 ليعمل على تطوير التعاون، والتبادل الثقافي بين مصر والسويد، والإسهام في الشراكة الأوروبية والبحر متوسطية، وكمنتدى للحوار بين البلدان الأوروبية وبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».