كل من «ذا هوليوود ريبورتر» و«فاراياتي» مجلتان لكل ما له علاقة بالجانب التجاري والصناعي من الفيلم. صحيح أن كليهما لديه أطنان من الكتابات النقدية لكن النقد هو جانب محدد من الصرح الذي تمثله كل من هاتين المجلتين المتنافستين على القيادة. عبر تاريخ حافل بالبذل في سبيل تغطية صناعة السينما في أميركا وحول العالم، باتتا أهم مصدر موثوق للمعلومات في هذا الشأن.
صدرت المجلتان في الحقبة التي كانت فيها المجلات المشابهة من الكثرة بحيث يمكن مقارنة عددها بمجلات الترفيه والأخبار الخفيفة الهوليوودية. «فاراياتي» كانت السباقة إذ صدرت سنة 1905 و«ذا هوليوود ريبوتر» صدرت سنة 1930. تلك كان الأعوام التي صدرت فيها مجلات أخرى تغطي «البزنس» مثل Motion Picture News التي صدرت لأول مرّة سنة 1913 وتوقفت عن الصدر سنة 1930، وThe Film Daily وهذه صدرت ما بين 1915 و1970 وMotion Picture Herald التي صدرت أول مرة سنة 1915 وطبعت آخر أعدادها سنة 1970 أيضاً.
«فاراياتي» التي عنت سابقاً بكل أنواع الفنون لكنها اليوم أكثر سينمائية من أي وقت مضى، لكن «ذا هوليوود ريبورتر» هي التي تحظى اليوم بالموقع الأكثر تقدماً في عداد مواقع الإنترنت حسب إحصاء مؤسسة «موزسكايب» تحظى «ذا هوليوود ريبورتر» بالموقع 374 بين كل المواقع الأميركية بينما تقع فاراياتي في المركز 383.
كذلك، وحسب موقع Yangyq نقلاً عن مصادره فإن «ذا هوليوود ريبورتر» تحظى بمليون و956 ألفا و813 متابعا على «تويتر» بينما يبلغ عدد متابعي «فاراياتي» مليوناً و331 ألفاً و160 متابعا.
لذلك كله، عندما تقوم إحداهما بنشر إحصائيات تخص السينما في هوليوود أو العالم، أو تتصدى لتغطية المهرجانات الدولية فإن العديد من المتابعين يأخذون ما يتم نشره على المواقع أو في الإصدارات الورقية على محمل الجد. ليست الأمور مجرد تخمينات، كما هي ليست بعيدة مطلقاً عن المسار الجاد للسينما كفن وكثقافة عندما تتنافس هاتين المجلتين على نشر قوائمهما المتخصصة.
180 درجة
آخر القوائم هو ما نشرته مجلة «ذا هوليوود ريبورتر» والذي يمنح المتابعين من هواة أو متخصصين فكرة شاملة عن «أقوى 100 شخصية سينمائية في هوليوود». وهي قائمة أولتها المجلة عنايتها واعتمدت فيها على مقاييس الصناعة ذاتها. بكلمات أُخرى حسبت نشاطات كل فرد في هوليوود على مستويات متعددة تتمحور حول المكانة التأثيرية والعملية له.
من بين هؤلاء الذين يشملهم التحقيق الإحصائي ممثلون ومخرجون ومنتجون ورؤساء أقسام في الاستديوهات ورؤساء شركات. وما تتماوج فيه هذه الأسماء كونها تختلف عما قد يفترضه الواحد منا حتى ولو كان هوليوودي العيش.
على سبيل المثال، لا وجود لمارتن سكورسيزي بين المخرجين. لا وجود لروبرت داوني جونيور بين الممثلين وهناك 34 شخصا يدخلون القائمة لأول مرة هذا العام من بينهم صحافي سينمائي للمرّة الأولى هو رونان فارو الذي يحتل المركز المائة كونه أول من فتح النار على بحر من التحرشات الجنسية التي وقعت للمشهورين من قِبل مشاهير آخرين. فارو يعد حالياً كتاباً بعنوان «أقبض على واقتل» (Catch and Kill) الذي يدور حول كيف يقوم «أقوياء» هوليوود بإسكات أصوات المنتقدين وتخويف ضحاياهم.
في المركز المقابل، على بعد 180 درجة أفقية، يكمن أكثر السينمائيين تأثيراً وهو بوب إيغر وهو رئيس مجلس إدارة شركة وولت ديزني الذي أشرف على ضم معظم أعمال شركة 21st Century Fox في صفقة بلغ حجمها 71 مليون دولار. وهو سبق له أن وضع في رأسمال ديزني 160 بليون دولار بسبب إنتاجات الشركة لأبطال «مارڤل» ونجاحات متكررة لمسلسل «ستار وورز». علماً بأنه احتل المكنة ذاتها في العامين الماضيين.
وبصورة طبيعية، نظراً لأن هوليوود تقوم على الصناعة الإنتاجية ومستوياتها المختلفة، فإن الأسماء السبعة عشر اللاحقة للمركز الأول (من المركز الثاني حتى المركز الثامن عشر) هي لمسؤولي شركات ورؤساء مجالس إدارة ومسؤولي قطاعات عليا. الرقم 18 محفوظ للإعلامية أوبرا وينفري، المليارديرة التي صنعت مجدها عبر برنامجها الشهير أولاً ثم عبر انتشارها في حقول العمل التلفزيوني والإعلامي بما فيها اتفاق عمل مع شركة «آبل نتوورك».
مباشرة وراءها (الرقم 19 في اللائحة) أول سينمائي من داخل عملية صنع الأفلام وهو الكاتب والمنتج رايان مورفي الذي بنى مركزه ذاك على نجاح أعماله التلفزيونية (خصوصاً) ومن بينها مسلسل «أميركان هورر ستوري» وبعده «أميركان كرايم ستوري».
هذا لا يعني أن القائمة من ذلك المركز وما فوق، وصولاً للمركز المائة، يخلو من كبار المديرين والرؤساء، فهؤلاء منتشرون بغالبية ملحوظة ممثلين شركات ضخمة مثل «ليونزغايت» و«فياكوم» و«صوني بيكتشرز» و«صوني تليفيجن» ومحطة HBO الفضائية.
في موقع لا بأس به يقف روبرت مردوخ وولديه جيمس ولاكلان لكنه موقع منسحب كون العائلة احتلت مركزاً متقدماً ضمن العشرة الأولى في إحصاء العام الماضي.
ممثلات قليلات
السينمائي الثاني في داخل العملية الإنتاجية والإبداعية بأسرها بعد رايان مورفي هو المنتج جاسون بلوم الذي يحمل هذه الأيام لقب ملك أفلام الرعب. فسلسلة «تطهير» (Burge) التي تتألف حتى الآن من أربعة أفلام جمعت للآن 457 مليون دولار. وما يزيد من ثروته ومكانته أن ميزانية كل فيلم لم تزد على 15 مليون دولار.
وهو وقف وراء فيلم Get Out الذي حقق نجاحاً مفاجئاً كما وراء فيلم «بلاكلانسمان» لسبايك لي. وإليه سعى المنتج مالك العقاد (ابن المخرج والمنتج مصطفى العقاد) ليساعده على إنتاج وإطلاق الفيلم المقبل «هالووين» الذي سيكون نوعاً من العودة إلى «هالووين» الأول كما أخرجه الجيد جون كاربنتر.
في مجال الإخراج يتقدم ج ج أبرامز أترابه كونه مخرج الحلقة التاسعة من مسلسل «ستار وورز» كما هو أحد منتجي فيلم «مهمة: مستحيلة - تداعيات» (الذي أنجز 761 مليون دولار مثلجة للصدر).
وإذا سألت عن ستيفن سبيلبرغ فهو حالياً في المركز 33 على بعد ملحوظ من القمّة ولو أنه لا يزال صاحب كلمة مؤثرة تبني أو تهدم مشروعاً أو ربما أشخاصاً. المنتجة التي عملت معه طويلاً (قبل انفصالهما) هي كاثلين كندي (رقم 36) وهي تستفيد من كونها ما زالت مسؤولة إنتاجية لحلقات «ستار وورز» المعروفة.
أول ممثل يطالعنا في هذه القائمة هو دواين جونسون الذي مثل بطولة عدة أفلام ناجحة في العامين الأخيرين. على سبيل المثال أنجز كل من «هيجان» (Rampage) و«سكايسكرابر» 739 مليون دولار. قبل هذين الفيلمين سجل «جومانجي: مرحبا بالغابة» 962 مليون دولار.
ما يثير الملاحظة هي أن فان ديزل، الذي يقود سلسلة «فاست أند فيوريوس» تلك التي يمثل فيها جونسون دوراً مسانداً، لا يظهر في هذه الإحصائية مطلقاً.
الممثلة ريز ويذرسبون هي واحدة من الممثلات القليلات اللواتي يظهرن في هذه القائمة. هي في المركز 39 وبعدها - في المركز 65 - جنيفر لورنس وبعدهما - في المركز 93 - ميريل ستريب. توم كروز في المركز 96 وليونادو ديكابريو يتقدمه في المركز 48 والممثل دنزل واشنطن يتوسطهما في المركز 54.
وأهم مخرجين في عالم سينما الخيال العلمي والمسلسلات الضخمة يتوسطان القائمة: كريستوفر نولان في المركز الواحد والخمسين وجيمس كاميرون (وبانتظار أجزائه اللاحقة من مسلسل «أفاتار») في المركز 58.
- أصحاب المراكز العشرة الأولى في قائمة «ذا هوليوود ريبوتر»:
1 - بوب إيغر: رئيس مجلس إدارة شركة وولت ديزني.
2 - ريد هاستينغز وتد ساراندوس: رئيسا المحتوى في شركة نيتفلكس.
3 - برايان روبرتس وستيف بورك: رئيسا إدارة NBC Universal.
4 - جون ستانكي: رئيس مجلس إدارة وورنر ميديا.
5 - شاري ردستون: رئيس «ناشنال أميوزمنتس».
6 - كَڤن فيج: رئيس «مارڤل ستديوز».
7 - جنيفر سولك رئيس أمازون ستديوز.
8 - بيتر رايس: رئيس شركة «تونتييث فيرست سنتشري فوكس».
9 - سيندي هولان، ليزا نيشيمورا وسكوت ستوبر: رؤساء أقسام في «نيتفلكس».
10 - باتريك وايتسل وأرييل إيمانويل رئيسا شركة Endeavor.