مصر تتغلب على صعوبات ترميم قصر البارون وتدرس إعادة توظيفه سياحياً

بتكلفة تزيد على 100 مليون جنيه

وزير الآثار المصري خلال تفقده لأعمال الترميم أمس
وزير الآثار المصري خلال تفقده لأعمال الترميم أمس
TT

مصر تتغلب على صعوبات ترميم قصر البارون وتدرس إعادة توظيفه سياحياً

وزير الآثار المصري خلال تفقده لأعمال الترميم أمس
وزير الآثار المصري خلال تفقده لأعمال الترميم أمس

انتهت مصر من مشروع ترميم قصر البارون في حي مصر الجديدة، بنسبة 50 في المائة، بعد تغلّبها على الصّعوبات التي واجهت مقاولي عمليات الترميم، في بداية تنفيذ المشروع الضخم الذي تبلغ كلفته نحو 100 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 17.8 جنيهاً مصرياً).
وقال الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري، إنّه من المقرر الانتهاء منه بالكامل خلال عام، مضيفا خلال جولته التفقدية لأعمال ترميم القصر أمس: «واجهتنا صعوبات كبيرة أثناء ترميمه، بسبب تعرضه للإهمال الشّديد لسنوات طويلة، وتردّي حالته الإنشائية». ولفت إلى أنّ «مسؤولي الترميم أبلغوه بأنّ بناء قصر جديد أسهل من ترميم هذا القصر».
وأوضح العناني قائلاً: «اكتشفنا مفاجآت غير سارة في القصر خلال عمليات الترميم والتطوير، حيث كانت الأسقف متفتتة ومتآكلة وفي حالة يرثى لها نتيجة لتعرّضها للمياه والصّرف الصحي». مشيراً إلى أنّه «أُجريت أعمال توثيق رقمي للقصر من الداخل والخارج».
بدوره، قال محمد عبد العزيز، مدير عام مشروع تطوير القاهرة التاريخية في وزارة الآثار: «إن تطوير قصر البارون يقع ضمن مشروعات تطوير القاهرة التاريخية، وأوضح أنّ هناك الكثير من المقترحات التي يجري دراستها حالياً لإعادة توظيف قصر البارون، بالتوازي مع المشروع الضخم لترميمه وتطويره الذي تنفذه وزارة الآثار حالياً بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة»، مشيراً إلى أنّ الوزارة لم تستقر حتى الآن على المقترح الأمثل لتوظيف القصر، لكنّه أكد إعادة توظيف القصر بما لا يتنافى مع طبيعته وشكله الأصلي، خاصة أنّه يتميّز بعدد من التماثيل الهندية والبوذية والزخارف الفريدة، بما يضمن استغلاله بالشكل الأمثل وجذب الزائرين والسّياح، لما له من قيمة تاريخية كبيرة.
وأضاف عبد العزيز أنّ القصر الذي بدأت عملية تطويره منذ عام، شاهد على الثقافة التي سادت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين التي كانت مزيجاً من إحياء الطرز التاريخية، والولع بالشرق موطن الأديان والأساطير والغموض، موضحاً أنّه مسجل كأثر منذ عام 1993.
وألقى مدير عام مشروع تطوير القاهرة التاريخية، الضوء على الكثير من المقترحات التي يتم دراستها حالياً لإعادة توظيف القصر بعد انتهاء عمليات التطوير، وأهمها تحويله إلى متحف لعرض مجوهرات أسرة محمد علي باشا، على غرار متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية، بجانب استغلال الحديقة للأنشطة الثّقافية والترفيهية، وتحويله لمتنزه اجتماعي ثقافي جاذب للزوار والسياح، مع تقديم عرض (الكالتشوراما)؛ لإثراء زواره بالمعلومات الأثرية والتاريخية عن قصر البارون وتراث مصر الجديدة.
يشار إلى أنّه جرى الانتهاء من 50 في المائة من أعمال ترميم القصر بشكل عام، بالإضافة إلى الانتهاء من 90 في المائة من أعمال التوثيق الفوتوغرافي الخاصة بالموقع العام، و95 في المائة من ترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية، والأبواب الخشبية، والدرابزين الحديدي المؤدي للبدروم، ويتبقى فقط دهان اللون النهائي بعد إتمام الأعمال المجاورة له.
وأكد عبد العزيز أنّه جرى الانتهاء أيضا بنسبة 95 في المائة من أعمال التجاليد الخشبية، والمدفأة، وأعمال الأعمدة الرخامية، والخزف والفسيفساء بالدور الأرضي من القصر، كما تم إنهاء أعمال المكاشف الجصية بالدور الأرضي.
وشيد قصر البارون المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان الذي جاء إلى مصر من الهند، في نهاية القرن التاسع عشر بعد افتتاح قناة السويس، وتبلغ مساحته نحو 12.5 ألف متر، وصممه المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل، وزخرفه جورج لويس كلود، واكتمل بناؤه عام 1911. وهو مستوحى من معبد أنكور وات في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، ويتكون القصر من طابقين وبدروم (السرداب)، وبرج كبير شيد على الجانب الأيسر يتألف من أربعة طوابق، وصمم القصر بطريقة تجعل الشّمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبدا.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.