عملية عسكرية خاطفة تنتهي بمقتل أحد أمراء «القاعدة» في شبوة

قوات النخبة تواصل ملاحقة رؤوس التنظيم الإرهابي جنوب اليمن

جانب من تنفيذ عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة بشبوة أمس (المركز الإعلامي لقوات النخبة الشبوانية)
جانب من تنفيذ عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة بشبوة أمس (المركز الإعلامي لقوات النخبة الشبوانية)
TT

عملية عسكرية خاطفة تنتهي بمقتل أحد أمراء «القاعدة» في شبوة

جانب من تنفيذ عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة بشبوة أمس (المركز الإعلامي لقوات النخبة الشبوانية)
جانب من تنفيذ عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة بشبوة أمس (المركز الإعلامي لقوات النخبة الشبوانية)

لقي قيادي كبير في تنظيم القاعدة أمس الجمعة مصرعه في عملية عسكرية خاطفة نفذتها قوات النخبة الشبوانية ضد وكر لتنظيم القاعدة الإرهابي بمنطقة خورة التابعة لمديرية مرخة العليا بمحافظة شبوة (جنوب اليمن).
العملية العسكرية الخاطفة لقوات النخبة الشهوانية تعد بحسب مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» من أنجح العمليات ضد الجماعات الإرهابية بمحافظة شبوة وأسفرت عن تحقيق أهدافها بالكامل وقتل أمير تنظيم القاعدة بمنطقة خورة وأسر آخرين.
العملية العسكرية التي جاءت بدعم لوجيستي من قوات تحالف دعم الشرعية باليمن نفذتها قوات خاصة من النخبة الشبوانية بقيادة النقيب وجدي باعوهم الخليفي قائد معسكر الشهداء، وتمت فجر أمس (الجمعة) بمداهمة أوكار تنظيم القاعدة في مدينة خورة بمديرية مرخة بطريقة مفاجئة وخاطفة أسفرت بحسب المركز الإعلامي للنخبة الشهوانية عن قتل القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي نايف طرموا الدياني.
وخلال ست ساعات من انطلاق العملية العسكرية أسفرت المواجهات والاشتباكات التي استمرت حتى الثامنة صباحا مع مجاميع من تنظيم القاعدة في خورة، عن مصرع القيادي في تنظيم القاعدة نايف طرموا الدياني، ومداهمة عدد من أوكار التنظيم الأخرى في المنطقة والعثور على كثير من المتفجرات والعبوات الناسفة والقنابل اليدوية التابعة للتنظيم الإرهابي.
وسجلت العملية إصابة جنود من قوات النخبة بدرجة طفيفة وفق مكتب النخبة الإعلامي.
وكانت الجماعات الإرهابية تتخذ من منطقة خورة بمديرية مرخة مخبأ ومنطقة عبور بين محافظة شبوة ومحافظة البيضاء الخاضعة ثلثي مساحتها للميليشيات الحوثية، ومنها تنطلق لتنفيذ عملياتها الإرهابية ضد المواطنين والمرافق الحكومية بمناطق سيطرة الحكومة اليمنية الشرعية.
وذكر المكتب الإعلامي أن الإرهابي نايف طرموا الدياني سبق له المشاركة في تخطيط كثير من العمليات الإرهابية وخاصة في مناطق الصعيد، وعتق، والمصينعة بمحافظة شبوة.
وحققت قوات النخبة الشبوانية خلال فترات وجيزة انتصارات عسكرية كبيرة ضد الجماعات الإرهابية في أكثر من مديرية بمحافظة شبوة النفطية وساهمت في تحقيق الأمن والاستقرار بالمحافظة وملاحقة العناصر الإرهابية في جبال ووديان وسهول المحافظة المترامية الأطراف.
وتعد قوات النخبة الشبوانية من أنجح وأفضل القوات العسكرية بالمحافظات العسكرية وأشرف على بنائها وتدريبها قوات التحالف باليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وتضم قوات نوعية متخصصة بمكافحة الإرهاب ومسلحة بأسلحة نوعية، أثمرت تحقيق انتصارات ملموسة ضمن جهود قوات التحالف بمكافحة الإرهاب باليمن.
وبدأت قوات النخبة الشبوانية بدعم وإسناد قوات التحالف عملياتها العسكرية ضد الجماعات الإرهابية بمحافظة شبوة من سواحل بير علي ومديرية رضوم التي كانت التنظيمات الإرهابية تتخذها معقلا لها، لتتواصل العمليات العسكرية تباعا وتنجح في تطهير أكثر المديريات.
وخلال العام الحالي استكملت قوات النخبة الشبوانية بدعم التحالف انتشارها وفرض سيطرتها على مديريات المحافظة الـ16 بحملات عسكرية وعمليات دهم لأوكار الجماعات الإرهابية، لتنجح مؤخرا بتقليم أظافر التنظيمين الإرهابيين القاعدة وداعش من مناطق المحافظة الاستراتيجية الغنية بالنفط والغاز والحدودية مع محافظة حضرموت كبرى مدن جنوب اليمن.
وتتواصل الانتصارات للنخبة الشبوانية بعمليات استخباراتية ونوعية خاطفة بدعم قوات التحالف لشل تحركات الإرهابيين وتقطيع أوصالهم وحصارهم والوصول إلى معاقلهم وأوكارهم وتصفيتهم بعمليات عسكرية نوعية وخاطفة آخرها عملية فجر أمس.
ويواصل تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة منذ ثلاثة أعوام تنفيذ العديد من العمليات المشتركة لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الأراضي اليمنية مقراً لها كتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم داعش الإرهابي والميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران.
وتأتي عمليات تحالف دعم الشرعية في اليمن إيماناً منه بالقضاء على الإرهاب والمحافظة على الأمن العالمي، وذلك ضمن جهود التعاون الدولي لتفكيك تلك التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها وإنقاذ اليمن من استغلال أرضه منطلقا للمخططات والعمليات الإرهابية.


مقالات ذات صلة

قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

العالم العربي أتباع الجماعة الحوثية يتوعدون ترمب بالهزيمة في تجمع أسبوعي وسط العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

أدَّت الضربات الأميركية التي أمر بها ترمب ضد الحوثيين إلى استنزاف قدرات الجماعة، واختراق تحصيناتها الأمنية؛ حيث باتت تواجه حالياً تحديات في تكثيف الهجمات.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي 4- أسلحة متطورة تستخدم في ضرب مخابئ الحوثيين (سنتكوم)

استهداف أميركي للحوثيين في خطوط التماس مع الجيش اليمني

كثّف الجيش الأميركي غاراته على مواقع الحوثيين في خطوط التماس مع الجيش الحكومي في حين عاودت الجماعة زراعة الألغام في محافظة الحديدة تحسباً لهجوم بري.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي تمثال للسيناتور السابق ألبرت غاليتين أمام وزارة الخزانة في واشنطن (رويترز)

عقوبات أميركية جديدة تطول بنكاً موالياً للحوثيين

أقرّت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية جديدة على الحوثيين طالت بنكاً يعمل في مناطق سيطرتهم ضمن إجراءات خنقهم اقتصادياً، وسط تصاعد الضربات الجوية على مواقعهم

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي ضربات أميركية عنيفة أضاءت الأفق غرب صنعاء (إ.ب.أ)

احتجاجات قبلية ضد الحوثيين رفضاً لاتهامات الخيانة

نفّذ عدد من القبائل اليمنية فعاليات احتجاجية رفضاً لحملات الاختطاف والتخوين الحوثية ضد وجهائها ورفضاً للانفلات الأمني والتغاضي عن أعمال قتل وتجاهل مطالب مختلفة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي طائرة المراقبة «هوك آي» تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

واشنطن: نستهدف الحوثيين وقدراتهم العسكرية وعرقلة تدفق الأسلحة من إيران ودول أخرى

أكد السفير الأميركي لدى اليمن أن الضربات الجوية التي تشنها واشنطن على مواقع الحوثيين، تستهدف مستودعات الأسلحة، ومرافق التصنيع، ومراكز القيادة والسيطرة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

جنود أميركيون يجهزون إحدى الطائرات بالأسلحة لاستهداف مواقع الجماعة الحوثية (سنتكوم)
جنود أميركيون يجهزون إحدى الطائرات بالأسلحة لاستهداف مواقع الجماعة الحوثية (سنتكوم)
TT

قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

جنود أميركيون يجهزون إحدى الطائرات بالأسلحة لاستهداف مواقع الجماعة الحوثية (سنتكوم)
جنود أميركيون يجهزون إحدى الطائرات بالأسلحة لاستهداف مواقع الجماعة الحوثية (سنتكوم)

تعتقد أوساط أمنية يمنية أن «الصورة الذهنية» التي سعت الجماعة الحوثية إلى ترسيخها عن نفسها، بأنها عصية على الاختراقات الاستخباراتية، ومنيعة ضد كشف أسرارها، سقطت خلال الأسابيع الخمسة الماضية، أمام دقة الضربات الأميركية على المستودعات والمخابئ المحصنة، وصولاً إلى قادة ومشرفين لا تزال الجماعة تتكتم على مصيرهم.

ويتوقع الخبير العسكري اليمني جميل المعمري، أن استمرار الضربات الأميركية مدة عام كفيل بإنهاء القدرات الحوثية تماماً، وتسهيل هزيمتها عسكرياً، وإنهاء نفوذها، إلا أن تحركاً برياً يمكن أن يكون كفيلاً بإنجاز هذه المهمة خلال أشهر معدودة، وفق تقديره.

ويقول المعمري لـ«الشرق الأوسط» إن اختفاء القيادات الحوثية العليا حالياً يعقِّد من إمكانية استهدافها والوصول إلى مخابئها، مع اتخاذها إجراءات احترازية وأمنية مشددة، بينما ستجبرها المعارك الميدانية على الخروج والكشف عن مخابئها أو تنقلاتها، مما يسهل استهدافها.

من جهته، يوضح الخبير الأمني اليمني وليد الأثوري، أن العالم بات مفتوحاً أمام إمكانية جمع ورصد وتحليل الأهداف بطرق متقدمة، وأن ما يجري من استهداف الطيران الأميركي للأهداف الحوثية ما هو إلا نتائج طبيعية لعمليات الرصد المبكرة، سواء كانت بشرية أو تقنية.

عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)

وطبقاً لحديث الأثوري لـ«الشرق الأوسط»، فإن العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي باتت تسهم في الحصول على معلومات استخباراتية مباشرة، دون الحاجة إلى عمليات اختراق تقليدية، ما دام هناك بنك أهداف متنوع يتم التعامل معه وفق خطة عسكرية.​

مواجهة مفتوحة

حسب المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية؛ يكشف الخطاب الأميركي الجديد حول الضربات على الحوثيين عن تحول واضح نحو موقف أكثر عدوانية وأقل تسامحاً، مقارنة بالإدارات السابقة، ويتجلى ذلك في التأكيد على أن الحملة «لا هوادة فيها»، حتى تتوقف الهجمات الحوثية على الملاحة البحرية، وتعهد ترمب باستخدام «قوة قاتلة ساحقة» لتحقيق هذا الهدف.

وتعرَّض المركز في دراسة حديثة له إلى وصف ترمب جهود الإدارة السابقة ضد الحوثيين بالـ«ضعيفة بشكل مثير للشفقة»، والتصريحات الرسمية بأن الضربات تستهدف قادة حوثيين رئيسيين وبنية تحتية تُستخدم في الهجمات البحرية.

أتباع الجماعة الحوثية يتوعدون ترمب بالهزيمة في تجمع أسبوعي وسط العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

ويصل محمد فريد (معدُّ الدراسة) إلى وجود تحول استراتيجي مهم، بعد الحذر الذي انتهجته إدارة بايدن، مقارنة بالموقف الاستباقي الأكثر حزماً لإدارة ترمب، ومنح القيادة المركزية الأميركية صلاحيات أوسع لشن ضربات هجومية سريعة وحاسمة، وهو تحول عن نهج الإدارة السابقة التي تطلَّبت موافقة البيت الأبيض على مثل هذه العمليات.

ويذهب إلى ترجيح احتمال استمرار العملية العسكرية الأميركية في اليمن فترة طويلة، مع ازدياد احتمالية الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران، وما في ذلك من تصعيد للصراع.