التجربة الشخصية مع فن «الماندالا» الهندي، مع موهبة الرسم، دفعت نيرة عبد الله، الطالبة بالمرحلة الثانوية الأزهرية إلى إطلاق مبادرة لنشر فن الماندالا على نطاق أوسع في مصر، كي يمكنها مساعدة فتيات ونساء أخريات على التخلص من التوتر والاكتئاب. بدأت نيرة المرحلة الأولى من مبادرتها برسم لوحات تتخللها لمسة مصرية، ثم بيعها بسعر رمزي، ليصبح في إمكان أي شخص اقتناء إحدى لوحات هذا الفن الذي اشتهر حول العالم بمساعدته على تفريغ شحنات الغضب والطاقة السلبية والوصول إلى صفاء الذهن والروح.
ويعد «الماندالا» أحد الفنون الهندية القديمة، والذي نشأ في إقليم التبت وانتشر في الكثير من دول العالم، وهو عبارة عن رسومات هندسية منتظمة، بعضها مربعات متداخلة وأشكال دائرية دون بداية أو نهاية، ولا يحتاج إلى موهبة في الرسم، وتساعد الأشكال الهندسية المتداخلة والمنتظمة على استغراق الشخص وتوحده تماماً مع اللوحة، فيتخلص من التوتر والاكتئاب، ويقوم تلقائياً بتفريغ طاقته السلبية من حزن وغضب ليصل إلى حالة من الصفاء الذهني والتوازن النفسي.
تقول نيرة عبد الله، الطالبة بالصف الثالث الثانوي الأزهري لـ«الشرق الأوسط»: «أحب الرسم منذ صغري، وأقضي معظم أوقات فراغي في رسم اللوحات، وقبل بضعة أشهر عرفت بالصدفة عن فن الماندالا من إحدى المقالات على شبكة الإنترنت، وقمت بالبحث عن معلومات أخرى، فانبهرت بما قرأته، وعلى الفور بدأت في تجربة رسوماته، ووجدتني بالفعل أتخلص من توتري وأدخل في حالة صفاء ذهني وروحي».
وأضافت: «أقنعت شقيقاتي بتجربته، لا سيما أنه لا يحتاج إلى موهبة في الرسم، ولاحظت أنهن أنجزن الرسومات كل واحدة بطريقة مختلفة، كما جاءت الألوان أيضاً مختلفة، ودفعني هذا إلى المزيد من البحث رغم أن اللوحات التي رسمتها اقتربت من الاحترافية».
ولفتت نيرة: «بدأت قبل نحو شهرين في إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ووضعت عليها معلومات عن فن الماندالا، ثم قمت بتجميع لوحاتي الخاصة بهذا الفن وصنعت لها إطارات خشبية بطريقة يدوية ونشرت صورها على الصفحة، وفوجئت بتفاعل كبير، وطلب أحد رواد الصفحة شراء لوحة فأرسلتها إليه بسعر رمزي لتغطية تكاليف الورق والأدوات والألوان وصناعة الإطار، وتوالى التفاعل مع المبادرة والرسومات، وقمت ببيع ثلاث لوحات، ولست أهدف إلى الربح لكني أحاول مساعدة الراغبين في ممارسة هذا الفن بتوفير لوحات يمكنهم إعادة رسم الأشكال التي بها، حيث أحرص أيضاً على وجود لمسة مصرية باللوحات، ورسم أشكال مختلفة جديدة».
وتحلم نيرة عبد الله، أن توجد لوحات فن الماندالا في كل بيت مصري، فبجانب استعدادها لتنظيم دورات تدريبية وورش رسم للفتيات والنساء خلال الفترة المقبلة كي يتمكنّ من ممارسة هذا الفن، تسعى أيضاً إلى ابتكار وسائل مختلفة لنشره على نطاق أوسع، إذ تستعد لبدء المرحلة الثانية من المبادرة بالرسم على الأواني المنزلية (الأطباق والمزهريات والأكواب)، إضافة إلى الرسم على جدران المنازل الداخلية ليتحول الماندالا من لوحات إلى جداريات».
من جهتها، عرفت سلمى ماجد، فن الماندالا ومارسته بحكم دراستها لعلم النفس، فهي حاصلة على ليسانس الآداب قسم علم النفس من جامعة الأزهر، ودفعها تقديرها لهذا الفن إلى شراء إحدى لوحات نيرة بعد أن شاهدت رسوماتها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وقالت ماجد لـ«الشرق الأوسط»: «عرفت نيرة من خلال شقيقتها الكبرى التي كانت زميلتي في المدرسة، وعندما سمعت عن مبادرتها انتابني الفضول فدخلت إلى صفحتها على (فيسبوك) وأذهلتني رسوماتها بدقتها وتجددها، فأنا أمارس رسم الماندالا كهواية منذ فترة، لكني فوجئت بدقة رسوماتها وابتكارها رسومات جديدة، وأعجبتني الفكرة جداً، خصوصاً أنها المرة الأولى التي تكون فيها رسومات هذا الفن متوفرة في لوحات بإطارات وبمقاسات متعددة، حيث يمكن تعليقها على الجدران أو وضعها على المكتب، فاشتريت إحدى لوحاتها بسبب انبهاري بها وأيضاً رغبتي في اقتنائها».
8:17 دقيقة
مبادرة لنشر فن «الماندالا» الهندي بلمسة مصرية
https://aawsat.com/home/article/1395876/%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D9%81%D9%86-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A7%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9
مبادرة لنشر فن «الماندالا» الهندي بلمسة مصرية
- القاهرة: عصام فضل
- القاهرة: عصام فضل
مبادرة لنشر فن «الماندالا» الهندي بلمسة مصرية
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة