مسيرات احتجاج تجوب العالم لإنقاذ البيئة

احتجاجات في باريس بسبب فشل السّاسة في علاج أزمة البيئة العالمية (أ.ف.ب)
احتجاجات في باريس بسبب فشل السّاسة في علاج أزمة البيئة العالمية (أ.ف.ب)
TT

مسيرات احتجاج تجوب العالم لإنقاذ البيئة

احتجاجات في باريس بسبب فشل السّاسة في علاج أزمة البيئة العالمية (أ.ف.ب)
احتجاجات في باريس بسبب فشل السّاسة في علاج أزمة البيئة العالمية (أ.ف.ب)

من المتوقع أن يشارك مئات الآلاف في أكثر من 90 دولة بمظاهرات احتجاجاً على فشل الساسة في علاج أزمة البيئة العالمية.
وأفاد المنظمون بأن أكثر من 800 فعالية، منها مسيرات ومهرجانات مصغرة ومسارح الشارع ومشاهد تمثيلية للعصيان المدني، ستعرض في مختلف المدن العالمية تعبيراً عن الاحتجاج والغضب من انعدام الحراك السياسي تجاه التغييرات المناخية العالمية.
وفي هذا الصدد، أفاد نيك باير، أحد القائمين على حملة «350. أورغ» المنظمة للحدث، بأن «الساسة يتساقطون. فهم لا يزالون يحمون مصالح القائمين على صناعة النفط الأحفوري ويفضلونها على مصلحة الناس، على الرغم من الأدلة الدامغة على ما تسببه هذه الشركات من ضرر بالغ لكوكب الأرض».
وأفاد باير بأن يوم المظاهرات العالمية هو «احتجاج الناس من مختلف أنحاء العالم ومطالبتهم بتغيير النهج القائم لضمان مستقبل أفضل يضع الناس والمستقبل قبل مصالح هذه الشركات الكبرى».
وفي بريطانيا، سارت فعاليات في مدن مثل لندن وويغان وهاستنغس وألابول. وقالت جين ثيويلز، مسؤولة حملة «فوسيل فري ويست يورك شاير»، وتعني يورك شاير خالية من النفط الأحفوري التي تتولى تنظيم فعاليات في مدينة برادفورد: «لدينا فرقة (فناني السلام) التي تعزف موسيقى الجاز»، مضيفة أن مجموعتنا تعمل على إقناع مجلس يورك شاير بتخليص صناديقنا التقاعدية من عائدات النفط الأحفوري ونأمل أن تنجح جهودنا في ذلك، خصوصاً بين فئة الشباب»، حسبما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وتابعت جين أن «المهرجان سيشهد إلقاء كلمات من قبل عدد كبير من الشباب، بعضهم من أعضاء في جماعة هوب رايزنغ المعروفة»، موضحة أن «السياسات التي تقتل الفقراء في برادفورد هي نفسها من تعمل على قتل المهمشين في مختلف أنحاء العالم. فالشباب جاء ليكشف تلك الصلة، وهذا هو السر في أننا فضلنا الشباب والطبقة العاملة من الملونين للحديث هنا خلال فعاليات السبت. نتمنى أن ينجح هؤلاء الشباب في تشكيل جماعتهم البيئية المستدامة بعد انتهاء الفعاليات».
وتجرى فعاليات مماثلة في مدن كارنويل وويلز وبرايتون، وتسبق الفعاليات انعقاد «قمة أعمال المناخ العالمي» المقرر أن تبدأ في مدينة سان فرانسيسكو الأسبوع المقبل، بوجود ساسة من مختلف أنحاء العالم.
وفي سياق متصل، نظمت جماعة «350» المعنية بالدفاع عن البيئة مسيرات احتجاجية تزامناً مع محادثات الأمم المتحدة في بانكوك. وأفادت التقارير بأن الوفود الأميركية تماطل في المشاركة بالمحادثات البيئية على الرغم من الانسحاب من اتفاق باريس. وقد خرج آلاف المشاركين إلى الشوارع في تايلاند والفلبين اللتين تعدان من أكثر الدول تضرراً من التغييرات المناخية لمطالبة حكوماتهما بالتوقف عن الاعتماد على النفط الأحفوري والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وقد تجمع نحو 200 متظاهر خارج مبنى الأمم المتحدة في العاصمة بانكوك، حيث سعى المسؤولون إلى بث الحياة مجدداً في «اتفاق باريس» للتغير المناخي. وانضم إلى مظاهرات السبت عشرات العمال والصيادين المتضررين من ارتفاع مستوى سطح البحر، رافعين أمثلة من منتجاتهم ولافتات تطالب بتدخل قوى للمحافظة على البيئة. وفي هذا السياق، قالت أري كونلاند، صيادة أسماك، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد أتيت إلى هنا اليوم لكي أطالب الحكومة بوضع قضية تآكل الشاطئ على أجندة عملها الوطنية».


مقالات ذات صلة

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

بيئة جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

تشكل الفكرة القائلة إنّ «المناطق الزرقاء» المشهورة في العالم بطول عمر سكانها وارتفاع نسبة المعمرين فيها، مجرد خدعة تستند إلى بيانات غير صحيحة؟

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق معرض مستدام وصديق للبيئة من إنشائه إلى تصميمه ومكوّناته (تصوير: تركي العقيلي)

من التصميم إلى الإنشاء… ابتكارات مستدامة تُشكِّل معرضاً دولياً في السعودية

تبرز تقنية «الشجرة التفاعلية» وسط القاعة. فعندما يقترب الزائر تدبُّ الحياة في الشجرة ويُعرَض وجهٌ عليها لتبدأ بسرد قصتها ممثّلةً الأشجار المُعمِّرة في السعودية.

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

بات ما يزيد قليلاً على 75 في المائة من أراضي العالم «أكثر جفافاً بشكل دائم» على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (باريس)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».