توقعات باتفاق أوروبي حول فرض ضريبة أرباح شركات الإنترنت قبل نهاية العام

تشمل «غوغل» و«فيسبوك»

توقعات باتفاق أوروبي حول فرض ضريبة أرباح شركات الإنترنت قبل نهاية العام
TT

توقعات باتفاق أوروبي حول فرض ضريبة أرباح شركات الإنترنت قبل نهاية العام

توقعات باتفاق أوروبي حول فرض ضريبة أرباح شركات الإنترنت قبل نهاية العام

توقعت رئاسة الاتحاد الأوروبي إمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي حول قبل نهاية العام الحالي حول فرض ضريبة أوروبية على أرباح شركات الإنترنت الكبرى مثل غوغل وفيسبوك وغيرهما، ونقلت وسائل الإعلام في بروكسل أمس ما جاء في تصريحات للرئاسة النمساوية الدورية الحالية للاتحاد بأن هذه الضريبة قد لا يمكن تجاهلها قبل الانتخابات المقررة في مايو (أيار) القادم لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي.
وقال وزير مالية النمسا، هارتويغ لوغر، إن وزراء مالية دول الاتحاد عقب نقاشات جرت يومي الجمعة والسبت في فيينا اتفقوا على إمكانية التوصل إلى اتفاق حول هذا الصدد قبل نهاية العام الحالي، وهي تصريحات لاقت دعما من دول مثل فرنسا بينما تحفظت دول أخرى على الأمر وقالت إن الأمور معقدة لدرجة يصعب معها التوقع بإنجاز الاتفاق في غضون ثلاثة أشهر، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام في بروكسل أمس.
وحشدت فرنسا على مدار عام كامل شركائها الأوروبيين لفرض هذه الضريبة، إلا أن آيرلندا تقود مجموعة صغيرة من الدول التي تعتبر أن فرض هذه الضرائب سينعكس سلبا على الشركات الأوروبية وسيحد من فرص الابتكار. وتشكّل دبلن جنبا إلى جنب مع لوكسمبورغ وهولندا، المقرات الأوروبية للكثير من عمالقة التكنولوجيا الأميركية التي ستواجه هذه الضريبة الأوروبية المقترحة.
وقال هارتويج لوغر، وزير مالية النمسا: «اليوم هو يوم المعركة الكبيرة بشأن العدالة في الضرائب على الاقتصاد الرقمي». وتابع: «هدفنا الواضح هو أن يكون لدينا بحلول نهاية العام... الخطوات الأولى في فرض الضرائب على الاقتصاد الرقمي على المستوى الأوروبي». والموعد النهائي الذي فرضته النمسا يترك مهلة أقل من ثلاثة أشهر كي تتمكن فيينا من إقناع معارضي فرض الضريبة بتغيير موقفهم، إذ تتطلب القواعد الضريبية الأوروبية موافقة جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير المالية الألماني، أولاف شولز: «أشارك الكثيرين في الطموح في تحقيق نتائج بالفعل هذا العام». إلا أن تقارير في الإعلام الألماني نشرت مذكرة مسربة تشير إلى أن شولز يعمل ضد فرض الضريبة بشكل هادئ من خلف الكواليس.
وآيرلندا التي تناهض المقترح تقول إن عددا متزايدا من البلدان يتذمر من المشكلات الخفية للضريبة، بما في ذلك أنها قد تشكل عقبات أمام الشركات الأوروبية بشكل غير مقصود.
ورأت وزيرة المالية في لاتفيا، دانا ريزنيسي - أوزولا، أن بند تحديد مدة صلاحية الاتفاق يمكن أن يشكل «سيف ديموقليس ليحفز المجتمع الدولي على اتخاذ قرار شامل» في المسألة الرقمية المثيرة للجدل.
لكن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي ناد للدول الغنية يشمل الولايات المتحدة، فشلت حتى الآن في التوصل إلى إجماع في الآراء حول هذه المسألة.
وفي الخريف الماضي، أعلنت الاقتصادات الأكبر في الاتحاد الأوروبي المتمثلة بألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، أنها تؤيد ضريبة أعمال أطلقت عليها تسمية «ضريبة التكافؤ». ووفقا لبيانات الاتحاد الأوروبي، يبلغ عبء الشركات الضريبي بالنسبة إلى شركة تقليدية 23 في المائة، لكن بالنسبة إلى الشركات الرقمية فيبلغ مجرد 10 في المائة. ويمكن لتخطيط ضريبي عدواني عابر للحدود أن يدفع بهذا الرقم إلى الصفر، لا سيما عندما تختار الشركات ولايات قضائية صديقة للأعمال مثل آيرلندا كمقر أوروبي لها.
فإذا كان من غير الممكن إجبار «غوغل» و«فيسبوك» و«آبل» وغيرها من منصات التكنولوجيا المتعددة على دفع ضرائب على الشركات في كل مكان تعمل فيه، فإن هذا لا يعني أنه يجب أن تكون قادرة على التنصل من دفع أي شيء، في رأي الدول المدافعة عن الضريبة.
وقد حشد المقترح في نهاية المطاف دعم 19 دولة في الاتحاد الأوروبي، ورفضته الدول ذات الضرائب المنخفضة، إلى جانب بريطانيا والسويد، والتي أعربت عن مخاوفها بشأن تقزم نمو القطاع الرقمي. وفي «القمة الرقمية» في تالين في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، لم يجر التوصل إلى إجماع.
وأفادت الوثيقة الختامية للقمة: «نحن ملتزمون بتغيير عالمي في قواعد الضريبة وتكييف الأنظمة الضريبية لدينا لضمان أن الأرباح المتولدة رقمياً في الاتحاد الأوروبي تُفرض عليها ضرائب حيث يجري توليد القيمة». واقترحت المفوضية الأوروبية ضريبة بنسبة 3 نقاط مئوية على أرباح الشركات البالغ حجم إجمالي أعمالها العالمية السنوية 750 مليون يورو على الأقل (872 مليون دولار)، والتي تبلغ مبيعاتها الإلكترونية 50 مليون دولار في أوروبا.


مقالات ذات صلة

زوكربيرغ يسرح مدققي الحقائق من «فيسبوك» و«إنستغرام»

الولايات المتحدة​ لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)

زوكربيرغ يسرح مدققي الحقائق من «فيسبوك» و«إنستغرام»

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، اليوم الثلاثاء، عن عدد من التغييرات الشاملة التي ستغير بشكل كبير الطريقة التي يتم بها تعديل المنشورات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سمح بإنتاج تقييمات مزيفة للمنتجات والصفحات الموجودة على الإنترنت (رويترز)

كيف تكتشف التقييمات المزيفة للمنتجات على الإنترنت؟

تقول جماعات مراقبة وباحثون إن ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سمح بإنتاج تقييمات مزيفة للمنتجات والصفحات الموجودة على الإنترنت ومنصات التواصل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي شعار «فيسبوك» (رويترز)

تقرير: «فيسبوك» يمنع المنافذ الإخبارية الفلسطينية من الوصول للمستخدمين

كشف تقرير جديد أن موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فرض قيوداً شديدة على قدرة المنافذ الإخبارية الفلسطينية على الوصول إلى مستخدميه أثناء حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» المالكة لمنصة «فيسبوك» (أ.ب)

بسبب خرق للبيانات عام 2018... تغريم «ميتا» 264 مليون دولار

فرضت هيئات مراقبة الخصوصية في الاتحاد الأوروبي غرامات إجمالية قدرها 251 مليون يورو على شركة «ميتا» المالكة لـ«فيسبوك» أمس (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

صناديق أسواق المال تجذب المستثمرين وسط مخاوف تجارية

مجموعة من العملات العالمية (رويترز)
مجموعة من العملات العالمية (رويترز)
TT

صناديق أسواق المال تجذب المستثمرين وسط مخاوف تجارية

مجموعة من العملات العالمية (رويترز)
مجموعة من العملات العالمية (رويترز)

اتجه المستثمرون إلى صناديق أسواق المال العالمية، في الأسبوع المنتهي في 8 يناير (كانون الثاني)، مدفوعين بالمخاوف المتعلقة بالزيادات المحتملة في التعريفات الجمركية مع التغيير المرتقب في الإدارة الأميركية، بالإضافة إلى الحذر قبل تقرير الوظائف الحاسم الذي قد يعيد تشكيل التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.

ووفقاً لبيانات «إل إس إي جي»، قام المستثمرون بتوجيه 158.73 مليار دولار إلى صناديق أسواق المال العالمية، وهو ثاني أكبر صافي شراء أسبوعي منذ أبريل (نيسان) 2020، وفق «رويترز».

وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي من المقرر أن يتولى منصبه في 20 يناير، قد تعهد بفرض تعريفة جمركية بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات العالمية إلى الولايات المتحدة. كما هدد بفرض تعريفة بنسبة 25 في المائة على الواردات من كندا والمكسيك في أول يوم له في المنصب.

وتلقت صناديق الأسهم العالمية تدفقات للأسبوع الثالث على التوالي، بمجموع صافي بلغ 11.36 مليار دولار. كما استقبلت صناديق الأسهم الأوروبية تدفقات صافية بلغت 8.7 مليار دولار، وهي الأكبر في 3 أسابيع، في حين أضاف المستثمرون صافي 5.6 مليار دولار إلى الصناديق الآسيوية، بينما سحبوا صافي 5.05 مليار دولار من الصناديق الأميركية خلال الفترة نفسها.

وشهدت صناديق الأسهم القطاعية العالمية أول صافي شراء أسبوعي لها في 5 أسابيع، بمقدار 526.24 مليون دولار. وضخ المستثمرون 1.13 مليار دولار في قطاع التكنولوجيا، بعد 5 أسابيع متتالية من البيع الصافي، وشهد قطاع خدمات الاتصالات صافي مشتريات بلغ 413 مليون دولار.

كما شهدت صناديق السندات العالمية نشاطاً ملحوظاً، حيث تلقت 19.5 مليار دولار، وهو ثاني تدفق في الأسابيع الأربعة الماضية. وجذبت صناديق السندات الحكومية 1.94 مليار دولار، وهو ثاني تدفق لها في 6 أسابيع، بينما جمعت صناديق المشاركة في القروض 2.24 مليار دولار.

من جهة أخرى، واجهت صناديق السلع الأساسية عمليات تصفية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث سحب المستثمرون 293 مليون دولار من صناديق الذهب والمعادن النفيسة، محققين أرباحاً بعد عمليات شراء صافية كبيرة بلغت 14.32 مليار دولار طوال عام 2024.

وأظهرت صناديق الأسواق الناشئة نتائج متباينة، حيث كسرت صناديق السندات سلسلة بيع استمرت 4 أسابيع بتدفقات صافية بلغت 2.38 مليار دولار. في المقابل، شهدت صناديق الأسهم تدفقات خارجية كبيرة بلغ مجموعها 973 مليون دولار خلال الأسبوع.