غلاف صحيفة الأزهر الرسمية يُغضب «متشددين»

صحيفة «صوت الأزهر» (الشرق الاوسط )
صحيفة «صوت الأزهر» (الشرق الاوسط )
TT

غلاف صحيفة الأزهر الرسمية يُغضب «متشددين»

صحيفة «صوت الأزهر» (الشرق الاوسط )
صحيفة «صوت الأزهر» (الشرق الاوسط )

تفاعلت في مصر، أمس، قضية نشر الصحيفة الرسمية لمشيخة الأزهر، على صدر الصفحة الأولى من عددها الصادر قبل يومين، صوراً لشخصيات عامة من السيدات وكان من بينهن غير محجبات، شاركن بالكتابة والتعليق في إطار تغطية صحافية لمواجهة «التحرش»، غير أن ذلك أثار غضب «متشددين» عبروا عن رفضهم لظهور «سافرات» وعدوه «عاراً» على حد قول بعضهم.
وجاء عدد صحيفة «صوت الأزهر» الأخير في سياق حملة أطلقتها المشيخة بعد انتشار عدد كبير من حالات التحرش في مصر والتي أثارت ضجة واستياءً على أصعدة شعبية ورسمية، وكان أبرز خطوات الحملة إصدار شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب بياناً لافتاً، قبل أسبوع، قال فيه إن «التحرش تصرف مُحرم شرعاً، وسلوك مدان بشكل مطلق ولا يجوز تبريره».
وزاد بيان شيخ الأزهر، الذي قوبل باحتفاء في أوساط حقوقية ونسوية، أن «تجريم التحرش والمتحرِش يجب أن يكون مطلقاً ومجرداً من أي شرط أو سياق، فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط؛ لما في التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها».
وأثار عدد الصحيفة، غضب «متشددين» بعد أن تضمن مشاركة من شخصيات عامة، من بينهم رئيسة المجلس القومي للمرأة، الدكتورة مايا مرسي، والنائب الأسبق لرئيس المحكمة الدستورية العليا، المستشارة تهاني الجبالي، والناشطة الحقوقية عزة سليمان، وإعلاميات وصحافيات معنيات بقضية التحرش. فضلاً عن تغطية موسعة لدعم الأزهر لقضايا المرأة.
وتحت شعار «الإمام السند» جاءت متابعة الصحيفة المعبرة عن الأزهر، لدعم حملة المشيخة لمواجهة حوادث التحرش، غير أنه وفور ظهور العدد بالأسواق، وتداول الغلاف على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، قال متابعون (رصدت «الشرق الأوسط» تعليقاتهم)، إن ظهور «سيدات بشعورهن على صدر الصفحة الأولى للجريدة الناطقة باسم الأزهر الشريف... عار واختراق للأزهر».
واهتم قطاع واسع من المصريين، خلال الأسبوعين الماضيين، بـ3 جرائم تحرش عُرفت أولها باسم «فتاة التجمع»، وكذلك واقعة مقتل رجل على يد آخر، على خلفية تحرش الجاني بزوجة المجني عليه، فضلاً عن واقعة أخرى، منظورة أمام النيابة العامة تتعلق باتهام صحافية تعمل جريدة يومية خاصة لرئيس تحريرها بالتحرش بها.
وقال رئيس تحرير «صوت الأزهر»، الصحافي، أحمد الصاوي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الغضبة التي عبر عنها متشددون على صفحات مواقع التواصل تجاه غلاف العدد، أو الاحتفاء من قبل التيار المدني أو العلماني باعتبارها موقفاً جديداً من الحجاب، كلاهما يخرج الموضوع عن سياقه كممارسة صحافية، تأتي ضمن مهام الصحيفة في دعم وتشجيع المؤسسة التي تُصدرها بشكل إيجابي خاصة في شأن عام يهم قطاعا كبيرا من المصريين وهو مجابهة التحرش».
وشدد الصاوي، على أن «موقف الأزهر من مسألة مظهر المرأة أو ملبسها ليس مستحدثاً، وفيما يتعلق بالموقف من التحرش، فهو كان يجب أن يكون مُعبراً عن كل النساء المعنيات بالأمر، ومن المستغرب أن يتوجه البعض بغضبه تجاه تلك التغطية التي تأتي متوافقة مع أهداف الحملة ضد التحرش، ورفض تبريره بالمظهر أو الزي».
وأوضح الصاوي، أن «الصحيفة وعددها الأخير، ومواقفها السابقة، ليست سنداً للفتوى يتخذ منها سلفيون أو متشددون مدخلاً للحديث وكأنه موقف مع التخلي عن الحجاب... نحن ببساطة ناقشنا التحرش ولم نناقش الحجاب، ولا نفهم سبب خلطهم».
وبشأن مع إذا كان الهجوم على الصحيفة من قبل تيارات سلفية أو متشددة يمكن أن يكون مؤثراً على استمرار حملة الأزهر لمواجهة التحرش، قال الصاوي: «لا أعتقد أبداً، فهذا الموقف التنويري الذي دحض حجج البعض من تبرير التحرش بمظهر المرأة متوافق مع توجهات مؤسسة الأزهر، ولن تتراجع».


مقالات ذات صلة

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يوميات الشرق جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير القادم، ما الذي يتم إعداده للزائر؟

عبير مشخص (لندن)
ثقافة وفنون المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الدكتور سالم بن محمد المالك (صورة من الموقع الرسمي للإيسيسكو)

«الإيسيسكو» تؤكد أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي

أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، الدكتور سالم بن محمد المالك، أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
أوروبا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس يتحدث خلال اجتماع ترشيح الحزب في أوسنابروك ودائرة ميتيلمس في ألاندو بالهاوس (د.ب.أ)

زعيم المعارضة الألمانية يؤيد تدريب أئمة المساجد في ألمانيا

أعرب زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس عن اعتقاده بأن تدريب الأئمة في «الكليةالإسلامية بألمانيا» أمر معقول.

«الشرق الأوسط» (أوسنابروك (ألمانيا))
المشرق العربي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬ في خطبة الجمعة بأكبر جوامع مدينة دار السلام التنزانية

أمين رابطة العالم الإسلامي يزور تنزانيا

ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬، خطبةَ الجمعة ضمن زيارة لتنزانيا.

«الشرق الأوسط» (دار السلام)
شمال افريقيا شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

لفت شيخ الأزهر إلى أن «ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».