توتر في مدينة كيمنتس الشيوعية سابقاً

إثر مقتل مواطن ألماني طعناً على يد مهاجرين

تمثال لكارل ماركس في المدينة ما زال قائما (رويترز)
تمثال لكارل ماركس في المدينة ما زال قائما (رويترز)
TT

توتر في مدينة كيمنتس الشيوعية سابقاً

تمثال لكارل ماركس في المدينة ما زال قائما (رويترز)
تمثال لكارل ماركس في المدينة ما زال قائما (رويترز)

في كيمنتس كما في مدن وبلدات ألمانية أخرى، تسود مشاعر الغضب بسبب جرائم ركزت عليها وسائل الإعلام ونسبت إلى المهاجرين، ما أثار المخاوف بشأن اندماج أكثر من مليون شخص وصلوا إلى ألمانيا منذ 2015.
تشهد مدينة كيمنتس توترا بعد موجة من أعمال العنف العنصرية إثر مقتل مواطن ألماني طعنا على يد مهاجرين مما أثار احتجاجات وشوه صورة المدينة الواقعة في ألمانيا الشرقية السابقة. وقالت الصيدلانية ريتا تال البالغة 60 عاما: «لسنا جميعا نازيين». وأضافت لوكالة الصحافة الفرنسية وهي تنتظر في طابور أمام ملعب كرة القدم في المدينة حيث كان من المقرر أن يعقد ميخائيل كريتشمر، رئيس حكومة ولاية سكسونيا لقاء مع الأهالي أن «كل ما يراه الناس أو يُسمعونه عن كيمنتس لا يعكس الحقيقة». ورغم أن هذا اللقاء كان مقررا منذ فترة طويلة، فإنه اتخذ منحى عاجلا بعد أسبوع شهد مظاهرات قام خلالها متظاهرون من اليمين المتطرف بلباس أسود، بمهاجمة أجانب واشتبكوا مع الشرطة ومحتجين مناهضين.
واحتشد نحو 500 شخص داخل قاعة مكتظة في الملعب للاستماع إلى كريتشمر، فيما تجمع في الخارج نحو 800 شخص في مظاهرة نظمها «أنصار كيمنتس»، وهي حركة يمينية متطرفة تشغل ثلاثة مقاعد في المجلس البلدي. وسمعت أصوات من بعيد تقول: «أخرج» موجهة لكريتشمر من الخارج، فيما ساد التوتر أجواء اللقاء. وحادثة الطعن الأحد هي الأخيرة لكن في كيمنتس يطالب الأهالي بأجوبة.
عندما نهضت رئيسة البلدية برباره لودفيغ المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي لتلقي كلمتها، صب المجتمعون عليها جام غضبهم وأطلق البعض هتافات استهجان وقاطعوا كلامها فيما سعت جاهدة لإسماع صوتها. وأعلنت: «في كيمنتس نترنح بين الحب والكراهية».
وسعى كريتشمر لطمأنه الحشد. وأكد قائلا: «هذه ليست بلدة لليمين المتطرف، هذه البلدة ليست بنية»، في إشارة إلى لون الفاشية والحزب النازي. مع ذلك اعترف بأن صور المتظاهرين الذين أدى بعضهم تحية هتلر أمام عناصر الشرطة الذين لم يكن عددهم كافيا لوقفهم، شوهدت «حول العالم» على التلفزيونات ووسائل التواصل الاجتماعي.
خلال الحقبة الشيوعية للجمهورية الديمقراطية الألمانية، كانت المدينة تعرف باسم كارل - ماركس - شتات، لكن بعد التوحيد في 1990 انهارت صناعاتها مثلما حدث في العديد من البلدات الأخرى فيما يعرف «بالمقاطعات الجديدة» بألمانيا الشرقية. لكن منذ ذلك الحين، انتعش وسط المدينة مع زراعة مساحات خضراء وتجديد المباني فيما فتحت المسارح والمتاحف أبوابها. لكن بالنسبة للسكان المحليين فإن الأمن لا يزال الهم الأول.
وتقول سابين كونريتش، التي تقود حركة تدعو إلى الديمقراطية والتسامح: «هناك شعور بالخوف خصوصا بين الأكبر سنا، يثيره اليمين المتطرف». وبالنسبة لبريجيت منتسل البالغة 59 عاما والموظفة في شركة تأمين، والتي كانت موجودة في اللقاء، فإن سبب خوف الناس غير واضح. وتقول: «أجانب؟ ليس لدينا الكثير منهم هنا».
وحوالي 7 في المائة فقط من عدد سكان كيمنتس البالغ 246 ألفا من الأجانب، وهو رقم منخفض نسبيا مقارنة بمدينتي فرانكفورت وميونيخ، حيث تزيد نسبتهم على 25 في المائة.
لكن رجلا يقف على مقربة منها يسارع لمقاطعتها. وقال الرجل الأربعيني الحليق الرأس غاضبا: «هذا كلام فارغ. الناس خائفون وحقهم أن يخافوا. أنا لا أسمح لابنتي البالغة 13 عاما بالذهاب إلى المدينة بمفردها». وأضاف: «كيف تستطيعين القول إن الأجانب لا يمثلون مشكلة. ألم تقرأي ما حصل؟». وهزت امرأة أخرى رأسها موافقة. وقال: «لو كان الضحية ابنك لما كان هذا موقفك».


مقالات ذات صلة

اليونان تعلّق دراسة طلبات اللجوء للسوريين

المشرق العربي مهاجرون جرى إنقاذهم ينزلون من سفينة لخفر السواحل اليوناني بميناء ميتيليني (رويترز)

اليونان تعلّق دراسة طلبات اللجوء للسوريين

أعلنت اليونان التي تُعدّ منفذاً أساسياً لكثير من اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي، أنها علّقت بشكل مؤقت دراسة طلبات اللجوء المقدَّمة من سوريين

«الشرق الأوسط» (أثينا)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

جزر الباهاماس ترفض اقتراح ترمب باستقبال المهاجرين المرحّلين

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن جزر الباهاماس رفضت اقتراحاً من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المقبلة، باستقبال المهاجرين المرحَّلين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مهاجرون أفارقة خلال محاولتهم اقتحام معبر سبتة الحدودي مع إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا تشيد بتعاون المغرب في تدبير تدفقات الهجرة

أشادت كاتبة الدولة الإسبانية للهجرة، بيلار كانسيلا رودريغيز بـ«التعاون الوثيق» مع المغرب في مجال تدبير تدفقات الهجرة.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي مهاجرون يعبرون بحر المانش (القنال الإنجليزي) على متن قارب (أرشيفية - أ.ف.ب) play-circle 00:32

العراق وبريطانيا يوقعان اتفاقاً أمنياً لاستهداف عصابات تهريب البشر

قالت بريطانيا، الخميس، إنها وقعت اتفاقاً أمنياً مع العراق لاستهداف عصابات تهريب البشر، وتعزيز التعاون على الحدود.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
TT

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)

أضافت الولايات المتحدة شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية، اليوم (الثلاثاء)، بسبب مزاعم تمكينهما ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مع مواصلة الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على بكين في الأيام الأخيرة من إدارته.

ووفقاً لـ«رويترز»، ذكرت وزارة التجارة، التي تشرف على سياسة التصدير، في وثيقة، أنها أدرجت شركة «تشوجانغ يونيفيو تكنولوجيز» إلى قائمة الكيانات «لأنها تمكن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك عن طريق المراقبة باستخدام التقنية العالية التي تستهدف عامة السكان والأويغور وأفراد الأقليات العرقية والدينية الأخرى».

وأُضيفت شركة «بكين تشونجدون سكيوريتي تكنولوجيز غروب» الصينية المحدودة إلى القائمة لبيعها منتجات «تمكن مؤسسة الأمن العام الصينية من ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان».

ولم ترد شركة «يونيفيو» بعد على طلب للتعليق. ولم يتسنَّ الوصول إلى شركة «بكين تشونجدون سيكيوريتي» من أجل التعليق.

وتستخدم الولايات المتحدة منذ سنوات قليلة ماضية قائمة الكيانات لمعاقبة الشركات الصينية التي تتهمها بالمساعدة في قمع الصين للأويغور وغيرهم من الأقليات، بما في ذلك شركة المراقبة بالفيديو الصينية «هيكفيجن» في 2019.

وتجبر إضافة أي شركة إلى قائمة الكيانات الموردين الأميركيين للشركة المستهدفة على استصدار ترخيص يصعب الحصول عليه قبل الشحن إلى تلك الشركات. وأُضيفت 6 كيانات أخرى في روسيا وميانمار اليوم أيضاً.