هل تعانق الجماهير السعودية حاجز الـ3 ملايين في الموسم الاستثنائي؟

الصفقات التاريخية قد تعيد جزءاً كبيراً من هيبة المدرجات

الجماهير السعودية تتحضر لموسم استثنائي للدوري السعودي  («الشرق الأوسط»)
الجماهير السعودية تتحضر لموسم استثنائي للدوري السعودي («الشرق الأوسط»)
TT

هل تعانق الجماهير السعودية حاجز الـ3 ملايين في الموسم الاستثنائي؟

الجماهير السعودية تتحضر لموسم استثنائي للدوري السعودي  («الشرق الأوسط»)
الجماهير السعودية تتحضر لموسم استثنائي للدوري السعودي («الشرق الأوسط»)

في الوقت الذي يستعد دوري المحترفين السعودي للانطلاق أواخر أغسطس (آب) الحالي، تحديداً في الـ30 من هذا الشهر، تتحضر الجماهير لموسم مثير وطويل وحافل بالنجوم في ظل مشاركة 16 نادياً في المنافسات للمرة الأولى، وفي الوقت الذي وجدت جميعها الدعم المالي من القيادة السعودية من تسديد الديون الخارجية كافة، والرواتب الشهرية للاعبين الأجانب والمحليين، وزيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 8 لاعبين، فضلاً عن الاستقطابات النوعية التي أبرمتها الأندية السعودية بالتعاقد مع نجوم عالميون في «الميركاتو» الصيفي الذي أغلق أبوابه أمس (الخميس).
وكان تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رسم هدفاً كبيراً بكسر حاجز الـ3 ملايين مشجع في موسم 2018 – 2019 بعد تراجع الحضور الجماهيري في الموسمين الأخيرين؛ كون هذه الأرقام لا تعكس مستوى وقوة المنافسات السعودية؛ إذ كانت بسبب ابتعاد النصر والاتحاد عن المنافسة على لقب الدوري، واقتصار المنافسة على الهلال والأهلي.
وكانت وتيرة الطفرة الجماهيرية التي شهدتها مواسم 2014 و2015 و2016، تراجعت بشكل كبير، وغاب مع تراجع الحضور الجماهيري مشاهد الـ«تيفو»، التي لطالما ما أبدعت الجماهير السعودية في تشكيل لوحاتها وعباراتها التي تحمل معها رسائل رياضية واجتماعية ووطنية في بعض المباريات؛ إذ إن جمالية المدرج والعبارات الحماسية تدفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، حتى بات الـ«تيفو» ظاهرة تميز الدوري السعودي عن غيره من الدول الأخرى المجاورة، ووصلت شهرة ما يقدمه الجمهور السعودي من لوحات جمالية وصور معبرة إلى وصول «تيفو» الهلال في دوري أبطال آسيا إلى قائمة أفضل 15 «تيفو» على مستوى العالم، المستوحى من سلسلة ألعاب القتال «مورتال كومبات».
وشهدت المواسم السابقة حضوراً جماهيرياً مميزاً، حتى كسر الحضور في موسم 2015- 2014 كل الأرقام المسجلة في السنوات الماضية، ووصل إلى أكثر من مليون وستمائة ألف مشجع، وهو الموسم الذي شهد قرابة العشرين «تيفو» ما بين الدوري السعودي للمحترفين ودوري أبطال آسيا، ولم يقتصر الـ«تيفو» على مواجهات الـ«دربي» أو الـ«كلاسيكو» بين الأندية الكبيرة، حتى بات سمة أساسية في جميع مباريات قطبي الرياض الهلال والنصر، وقطبي جدة الأهلي والاتحاد، حتى أن عدد جماهير الاتحاد تخطى حاجز الـ40 ألفاً في مواجهة الشعلة وهو متذيل الترتيب آنذاك، ورسمت جماهير الاتحاد لوحة جمالية على مدرجات الملعب ستبقى خالدة على مر التاريخ وحملت عبارة «حبيبي يا رسول الله».
وكان لجماهير النصر حضور مميز في مدرجات الملاعب السعودية عندما حقق بطولة الدوري السعودي في الموسمين 2014 و2015، وشكلت جماهيره أحد الأرقام الصعبة على مستوى القارة الصفراء، حتى ارتبط الـ«تيفو» النصراوي بالإبداع، وبقيت هذه الأعمال عالقة في الأذهان حتى يومنا هذا، ومن بينها الرسالة التي وجهت لجمهور النصر من رابطة جماهيره في «تيفو» مميز وجميل كتبوا فيه «نحن القلب النابض»، كما وجهت الجماهير النصراوية رسائل عدة، منها لرئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، وعبارات تحفيزية أخرى كانت المحفز الكبير للجماهير في الحضور للمشاركة فيها، وإظهارها بالشكل الذي يتناسب مع عراقة الفريق العاصمي.
ولأن الأهلي أحد الأضلاع الرئيسية في اللعبة، وأحد الأندية الكبار في المملكة، فقد شكلت جماهيره «تيفو» يعد من أجمل ما قدمته الجماهير السعودية في المواجهة الختامية من الدوري ما قبل الماضي في موعد تتويجه باللقب، ووقع اختيار موقع «غرينتا» الفرنسي المتخصص في الأفضليات والمقارنات على «تيفو» الأهلي الذي حمل عبارة «الأبطال»، ورسم فيه كأس الدوري في موسم تاريخي أبدع فيه الأهلاويون داخل الملعب وخارجه، وحاز هذا العمل الرائع، حسب تصنيف الموقع الفرنسي، أفضل الأعمال من بين 30 «تيفو» على مستوى الدوريات العالمية.
ومن الـ«تيفوهات» الوطنية التي تؤكد تلاحم القيادة والشعب «تيفو» «عاش سلمان» و«سلمان الحزم»، مناصفة بين جماهير الهلال والأهلي في نهائي كأس الملك، في لوحة حملت بين طياتها كل معاني الوفاء والولاء للقيادة السعودية من أبنائهم الرياضيين، كذلك صمم مجلس الجماهير الأهلاوي «تيفو» «سلمان الحزم» في وقفة تاريخية تضامنية من الرياضيين.
السعوديون مع أبطال الجيش السعودي المرابطين على الحدود الجنوبية لمحاربة أعداء الشعب اليمني من عصابات الانقلاب على الشرعية، وتزينت أيضاً مدرجات الأهلي بـ«تيفو» حمل عبارة «وطني الحبيب» في المواجهة التي جمعته بنظيره الاتحاد في «ديربي» المنطقة الغربية، كما حمل «كلاسيكو» الكرة السعودية بين النصر والاتحاد «تيفو» وطنياً مميزاً «الله ثم المليك والوطن» وصورة للملك سلمان، و«تيفو» آخر «كلنا للوطن»، كما رسمت الجماهير السعودية «تيفو» في مواجهة المنتخب الإماراتي الشقيق وتزين استاد «الجوهرة» بعبارة «أسود الجزيرة» وبأعلام الدولتين.
ولم يقتصر الـ«تيفو» على الأندية الكبيرة وصاحبت البطولات وامتدت إلى عدد من الأندية السعودية الأخرى، حتى أن جماهير نادي التعاون رسمت لوحة إبداعية في ظهور فريقها الأول في دوري أبطال آسيا، بعدما غطت الجماهير القصيمية جنبات ملعب الملك عبد الله وكتبت عبارة «من هنا البداية»، وواصلت الجماهير التعاونية الإبداع في مواجهة أهلي دبي الإماراتي وشكلت منظراً جمالياً يفوق الوصف، أذهل كل المتابعين لدوري أبطال آسيا عطفاً على حداثة هذا النادي في الدوري السعودي للمحترفين، ولكونه يشارك للمرة الأولى في دوري أبطال آسيا ويمتلك هذه القاعدة الجماهيرية العريضة التي أذهلت الجميع.
وتستوحي الأندية السعودية أفكار رسوماتها وعباراتها من الأندية الأوروبية التي برزت منذ عقود في هذا الجانب؛ إذ نجد أن كلمة «Tifo» مختصرة من كلمة «Tifosi» تعود أصولها إلى اللغة الإيطالية وتعني دخلة الجماهير، وابتكرها الإيطاليون في بداية الستينات الميلادية، وهي تختلف كلياً عن «الألتراس»؛ إذ إن الأخير مجموعة من الجماهير الذين يساندون الفريق ويذهبون معه في كل الملاعب، غير أن الـ«تيفو» اشتهر في الملاعب الألمانية وأبدعت أندية بروسيا دورمنت وبايرن ميونيخ، وهذان الفريقان دائماً ما يتصدران المشهد في أفضل العبارات والأشكال المستوحاة من تمائم الأندية.
وتبدو التساؤلات نشطة حول إمكانية عودة زخم الحضور الجماهيري الذي غاب في الموسمين الأخيرين، وغابت معه هذه المناظر الجميلة من رسومات إبداعية، في موسم رياضي سعودي استثنائي، شهد إنفاق قرابة مليار ريال على صفقات الأندية السعودية بالتعاقد مع أجهزة فنية توازي طموح الأندية الكبيرة الطامحة في المنافسة على البطولات المحلية والبطولات القارية والمشاركة في المونديال العالمي للأندية، بالإضافة إلى الأسماء العالمية التي تم استقطباهم، حيث سيتواجد في جميع الأندية لاعبون «سوبر ستار»، كل هذه المعطيات كفيلة بعودة الحياة من جديد للملاعب السعودية وكسر كل الأرقام السابقة وتسجيل رقم جماهيري جديد في نهاية الموسم.
ومن المتعارف عليه أن معظم الأندية تمتلك قواعد جماهيرية ضخمة فإذا لعب الهلال أو النصر والاتحاد والأهلي لا يعرف المتابع عبر شاشات التلفزيون أن هذا الفريق يلعب على أرضه أو خارجها لكثافة الحضور الجماهيري، وفي المواجهات المباشرة فيما بينهما لا يقل الحضور الجماهيري عن 50 ألف مشجع، كما تحظى أندية الشباب والاتفاق والتعاون والرائد وأحد والوحدة بقواعد جماهيرية لا يستهان بها، وغالباً ما يتخطى الحضور الجماهيري لها حاجز الـ8 آلاف مشجع في المباريات الدورية.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».