إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

- النوم والجسم
> ما الذي يحصل في الجسم أثناء النوم؟
مها - الرياض.
- هذا ملخص أسئلتك عن النوم ونوعية التغيرات التي تحصل في الجسم خلاله. وقد كان الاعتقاد العلمي السابق أن الناس يكونون غير نشطين بدنيا وعقليا أثناء النوم، لكننا الآن نعرف أن الأمر ليس كذلك، بل إن الجسم والدماغ يقومان طوال ساعات نوم الليل، بإجراء عدد من العمليات الحيوية ذات التأثيرات الإيجابية من الناحية الصحية، ولذا فالنوم في ساعات الليل مهم لصحة الجسم.
وهناك نوعان رئيسيان من النوم، هما: «نوم حركة العين السريعة» و«نوم غير حركة العين السريعة»، وخلال نوم الليل يتكرر الدخول في تلك المراحل بشكل متعاقب، وتسمى دورات مراحل النوم.
وفي مرحلة «نوم حركة العين السريعة»، تتحرك العينان بسرعة، وتحصل الأحلام غالباً فيها، ويرتفع فيها نبض القلب ووتيرة التنفس ودرجة حرارة الجسم ومستوى ضغط الدم إلى مستويات قريبة لتلك التي تحصل في فترات الاستيقاظ بالنهار.
ولكن غالبية نوم ساعات الليل هو من نوع «نوم غير حركة العين السريعة» الذي يدخل المرء فيه بالتدرج وصولاً إلى النوم العميق الذي تتدنى فيه درجة استجابة الدماغ للمؤثرات الخارجية وتزداد بالتالي صعوبة الاستيقاظ، ومن ثم تبطؤ معظم وظائف الجسم. ولذا خلال النوم، تنخفض درجة حرارة الجسم بمقدار يصل إلى درجتين مئويتين، وخاصة قبل ساعتين من الاستيقاظ الطبيعي المعتاد في الصباح. ولكن لاحظي أن في فترة نوم حركة العين السريعة يتم إلغاء عمل مركز ضبط حرارة الجسم الذي في الدماغ، ولذا تتأثر حرارة الجسم بأجواء درجة حرارة غرفة النوم، باردة أو حارة، وبالتالي يزداد استرخاء النوم بزيادة برودة الغرفة، وتتحسن فرصة الاستيقاظ باعتدال برودة الغرفة.
والتنفس يصبح أبطأ وأكثر عمقاً في مرحلة «نوم غير حركة العين السريعة»، ويصبح أسرع نسبياً في مرحلة «نوم حركة العين السريعة». وكذلك الحال مع نبض القلب وضغط الدم.
وأثناء النوم العميق، يعمل الجسم على إصلاح العضلات والأعضاء والخلايا الأخرى. ويتم إنتاج المواد الكيميائية التي تقوي جهاز مناعة الجسم. وخلال مرحلة «نوم حركة العين السريعة»، يقوم الدماغ بالتخلص من المعلومات التي لا يحتاجها، وبالتالي يصبح الدماغ أدق في نشاطه عند الاستيقاظ من النوم. ولذا فإن هذه المرحلة من النوم مهمة.
ولاحظي أن خلال مرحلة «نوم حركة العين السريعة» يرسل الدماغ إشارات لشل العضلات مؤقتاً، أي العضلات التي تحرك الجسم في الأطراف العلوية والسفلية، وبالتالي لا يتحرك الجسم ويتفاعل مع الأحلام وحركات الجسم فيها.

- الكتف المتجمدة
> ما هي الكتف المتجمدة، وكيف ولماذا تحصل؟
أم عبد الله - الرياض.
- هذا ملخص أسئلتك. الكتف المتجمدة، وتُعرف أيضا باسم التهاب المحفظة اللاصقة لمفصل الكتف، هي حالة تتميز بالصلابة والألم في مفصل الكتف، ما يعيق حركة الطرف العلوي وما قد يتسبب أيضاً بالألم في عضلات الكتف التي تلتف حول الجزء العلوي من الذراع. وبالنسبة لبعض الناس، يزداد الألم سوءاً أثناء الليل، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى صعوبات في النوم، وأحياناً عدم القدرة على النوم بسبب الألم. وعادة ما تبدأ العلامات والأعراض بالتدريج، وتتفاقم مع مرور الوقت ثم تتحلل، غالباً خلال ما بين سنة إلى ثلاث سنوات.
وأعراض الكتف المتجمد تتطور عادة على ثلاث مراحل، كل مرحلة منها يمكن أن تستمر لعدة أشهر:
- المرحلة الأولى هي مرحلة التجمد، وفيها تتسبب حركة الكتف بالألم، ويصبح أيضاً خلالها نطاق حركة مفصل الكتف محدوداً، وليس في النطاق الطبيعي الواسع. وقد تستمر هذه الفترة ما بين 6 إلى 9 أشهر.
- المرحلة الثانية هي مرحلة الجمود، وفيها قد يقلّ الألم ولكن تزداد صلابة مفصل الكتف، ويصبح استخدامه أكثر صعوبة. وقد تستمر هذه الفترة ما بين 4 إلى 12 شهراً.
- ثم في المرحلة الثالثة، مرحلة الذوبان، يبدأ نطاق الحركة في الكتف بالتحسن. ويمكن أن يستغرق ذلك من 6 أشهر إلى سنتين.
ولاحظي أن مفصل الكتف هو المفصل الأكثر قابلية للحركة في الجسم البشري. ويتكون من تجويف كالحُقّ، ومن كرة تدخل في هذا التجويف. جزء التجويف العظمي يُشكله جزء من عظمة لوح الكتف، والجزء الكروي هو النهاية العلوية لعظمة العضد، وتشارك نهاية عظمة الترقوة في مكونات هذا المفصل. وتتم المحافظة على ثبات حركة الكرة والتجويف لمفصل الكتف من خلال مجموعة أربطة وأوتار للعضلات. وعليه فإن العظام والأربطة والأوتار تُكوّن بمجملها مفصل الكتف. ومكونات هذا المفصل مغلفة بكبسولة من النسيج الضام القوي، كي تحمي مكونات المفصل، وتحفظ ثبات مكونات المفصل، وأيضاً لتحفظ بقاء السائل اللزج في داخله، وبالتالي فإن من أهم ما يُسّهل حركة المفصل ضمن النطاق الطبيعي الواسع للحركة، هو سلامة بنية هذه الكبسولة المغلفة لمكونات المفصل ومرونتها في تغليف المفصل أثناء حركته، وأيضاً وجد ذلك السائل اللزج.
ورغم ملاحظة الأطباء عدداً من الحالات المرضية المرتبطة بارتفاع احتمالات حصول تجمّد الكتف، مثل مرض السكري وما بعد عمليات الكتف الجراحية وكسور الأطراف العلوية، فإنه لا يُعرف على وجه الدقة آلية نشوء هذا التجمد لدى بعض من أولئك المرضى، سواء في الكبسولة المغلفة أو في تدفق السائل اللزج للمفصل. ولكن هناك عوامل معروفة ترفع من خطورة الإصابة بتجمّد الكتف، مثل تجاوز عمر أربعين سنة، وخاصة بين الإناث. كما أن الأشخاص الذين يعانون من عدم الحركة لفترات طويلة أو انخفاض نشاط الحركة في الكتف، هم أكثر عرضة لتطور تجمد الكتف. وانخفاض نشاط الحركة في الكتف قد يكون نتيجة كسر في مفصل الكتف أو الذراع أو خلال فترة النقاهة من العملية الجراحية أو شلل السكتة الدماغية. وأيضاً هناك حالات مرضية لها علاقة بارتفاع احتمالات الإصابة بتجمد الكتف، مثل مرض السكري وزيادة نشاط الغدة الدرقية وكسل نشاط الغدة الدرقية وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع أمراض الرئة وبعض أنواع الأمراض العصبية. والمعالجة تتطلب المتابعة مع طبيب العظام، وهناك عدة حلول علاجية لهذه الحالة.

- استشاري باطنية وقلب - مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
- الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:[email protected]


مقالات ذات صلة

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (بريدة - منطقة القصيم)

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».