بريطانيا توقف 3 رجال ألقوا «الأسيد» في وجه طفل

الضحية يبلغ من العمر 3 سنوات وأصيب بحروق بالغة

صورة لعصابة الأسيد
صورة لعصابة الأسيد
TT

بريطانيا توقف 3 رجال ألقوا «الأسيد» في وجه طفل

صورة لعصابة الأسيد
صورة لعصابة الأسيد

تواصلت عملية البحث عن الذين تعمدوا إلقاء الحمض في وجه صبي يبلغ من العمر ثلاث سنوات في ورسيستر إلى لندن أمس حيث تم اعتقال ثلاثة رجال على بعد 130 ميلا من موقع الحادثة.
وقالت الشرطة البريطانية بأن الهجوم «المستهدف» هز المدينة الأكثر أمناً في بريطانيا، حيث تسجل مدينة ورسيستر البريطانية أقل المعدلات في ارتكاب الجرائم، بحسب موقع «ديلي ميل» البريطاني.
وقال شهود العيان في المتجر إنهم سمعوا صخباً كبيراً وعندما علموا بوقوع هجوم بحمض لم يصدقوا ذلك في البداية.
«من المريع أن نفكر في شيء مثل هذا يمكن أن يحدث لصبي صغير في وسط متجر»، بحسب ما أخبرت إحدى شاهدات العيان.
تحركت مجريات التحقيق بسرعة حيث أُلقي القبض على واحد من المشتبه بهم بعد 3 أيام، مُختبئاً على بعد 130 ميلاً من موقع الجريمة.
وتمت وقائع الحادثة في مدينة ورسيستر البريطانية، حيث كان الصغير البالغ 3 سنوات يراقب الأشخاص من حوله وهو مستمتع بالجلوس في عربة الأطفال، ونظراته البريئة للعالم من حوله، وعلى بعد متر واحد تقف أمه مبتسمة له في حنان... وفي لحظات قليلة انقلب كل شيء رأساً على عقب.
تجرد 3 رجال بين أعمار 22 و26 عاماً من إنسانيتهم وتعمدوا رمي نوع من الأحماض على وجه الطفل الصغير غير مبالين بابتسامته البريئة ونظرته الطفولية.
شقت صرخات الطفل عنان السماء بعد أن عانى على الفور من حروق خطيرة في وجهه، ولم تملك الأم سوى الصراخ بقولها: «ماذا فعلتم بصغيري؟»، واستجدائها المساعدة من المحيطين.
السيدة مع صغيرها كانا في متجر لبيع الأدوات المنزلية بأسعار مخفضة، وشهد الحادث الكثير من زبائن المحل، وعلى الفور استدعوا الشرطة للتحقيق في الحادث الأليم.
وسجلت المملكة البريطانية أعلى البلاد في معدلات الهجمات الحمضية في العالم، بحسب تقرير للشرطة في أواخر عام 2017.
وكانت الهجمات بالحمض (الأسيد) في بريطانيا في السابق نادرة الحدوث، لكن زيادتها بشكل كبير في السنوات الثلاث الماضية أثارت قلق البريطانيين خاصة أن اقتناء هذه المواد الكيميائية التي تستخدم في هجمات من هذا النوع غير مجرم قانونا، كما يمكن الحصول عليها بسهولة من المتاجر. وفي آخر حلقة من مسلسل هذه الجرائم، أشارت صحيفة إكسبريس البريطانية إلى تعرض شاب وفتاة لهجوم من هذا النوع ارتكبه شخصان كانا على متن دراجة، ولاذا بالفرار بعد جريمتهما. وأصيب الشاب بحروق في وجهه، بينما أصيبت الفتاة في ساقيها، وتبحث الشرطة حاليا عن المعتدين.
وتفرض بريطانيا قيودا صارمة على اقتناء الأسلحة، لكن اقتناء هذه المواد الكيميائية لا يعد جريمة، لأنها مواد متعددة الاستخدامات. وتقول مساعدة قائد شرطة مدينة سوفولك، راتشيل كيرتون، إن المشكلة في هذه الجرائم أن السلاح لا يبدو مفزعا مثل السكين أو المسدس. وشهدت بريطانيا، حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست حول الموضوع، نحو 700 هجوم بالحمض عام 2016. بزيادة الضعف مقارنة بالعام الذي سبقه. وأشارت تايم إلى أن 199 جريمة من هذا النوع سجلت حتى الآن في عام 2017.
ومع قلق البريطانيين من هذه الظاهرة، اضطرت بعض أماكن العمل إلى إجبار الزائرين والعاملين فيها على تذوق ما بحوزتهم من سوائل قبل دخولهم إليها للتأكد من أنها تخلو من مواد ضارة.
لا يوجد دافع محدد لارتكاب هذه الجرائم، رغم أن الكثير منها ارتكب مؤخرا بدافع السرقة. وعبر عمدة مدينة لندن صادق خان في الآونة الأخيرة عن قلقه من وقوع هجمات بالحمض بهدف سرقة الدراجات النارية. ويقول جاف شاه، وهو ناشط يعمل في مؤسسة لدعم ضحايا هذه الاعتداءات، إنه بعكس دول أخرى حيث تكون الهجمات بالحمض موجهة ضد نساء وغالبيتها ترتكب بدافع غيرة أزواج سابقين، فإنها في بريطانيا قد تكون مدفوعة بالكراهية، أو بسبب العنف المنزلي، أو لغرض السرقة، وهو ما يزيد من صعوبة التعامل مع هذه الظاهرة، حسب قوله.


مقالات ذات صلة

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

أميركا اللاتينية عناصر من الشرطة المكسيكية، في إسكوبيدو، المكسيك 20 أبريل 2022 (رويترز)

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

عُثر على 5 جثث على الأقل مقطَّعة الأوصال، الخميس، بشاحنة في غواناخواتو بوسط المكسيك التي تشهد حرباً مفتوحة بين كارتلات المخدرات، على ما أفادت به السلطات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا الطفلة البريطانية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 (متداولة)

القضاء البريطاني يدين بالقتل والدَي طفلة توفيت جرّاء الضرب

أدان القضاء البريطاني والدَي الطفلة الإنجليزية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 بعد تعرضها لسوء المعاملة على مدى سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.