سيادة مودريتش... لماذا يجب أن يفوز قائد كرواتيا بالكرة الذهبية على حساب ميسي ورونالدو؟

لوكا مودريتش (أ.ف.ب)
لوكا مودريتش (أ.ف.ب)
TT

سيادة مودريتش... لماذا يجب أن يفوز قائد كرواتيا بالكرة الذهبية على حساب ميسي ورونالدو؟

لوكا مودريتش (أ.ف.ب)
لوكا مودريتش (أ.ف.ب)

اللاعب الكرواتي المبدع الفائز بلقب أفضل لاعب في المونديال لعب دورا كبيرا في بلوغ كرواتيا المباراة النهائية والآن يستحق انتزاع عرش ميسي ورونالدو كأفضل لاعب في العالم.
أهلا بكم إلى سيادة مودريتش، نعم مرت فترة طويلة لكننا وصلنا إلى هنا، فرحلة صعود لوكا مودريتش إلى القمة أخذت 15 عاما بدءا من فريق غرينيسكي موستار إلى أن يكون أكثر اللاعبين ركضا في روسيا 2018 وهو بعمر 32 عاما في الطريق إلى وضع كرواتيا كأول بلد صغير كان على وشك الفوز بكأس العالم.
في المعتاد لا تسير الرياضة بهذه الطريقة، فالرياضيون لا يتطورون كل عام لأكثر من عقد من الزمن والرجال أصحاب الأجساد الضئيلة الذي لا يسجلون الأهداف ووجودهم على أرض الملعب يذكر بأطفال يرتدون ملابس السحرة ولا يرتقون إلى أشهر أندية العالم.
باستثناء هذه المرة ففي الوقت الحالي المشكلة الوحيدة في عدم القدرة على الانحناء باستاد لوجنيكي وتقديم الكرة الذهبية إلى لاعب الوسط الساحر، لو سارت الأمور في الاتجاه الآخر، هي حقيقة أنه ربما لا نحظى بهذه الفرصة مرة أخرى.
مع اقتراب نهاية كأس العالم في روسيا في موسكو يوم الأحد يبدو أنها لحظة جيدة لتذكر أنها توصف، بهدوء لكن بإصرار، بأنها ربما تؤدي إلى تغيير في هوية الفائز بالكرة الذهبية بعد 11 عاما. 11 عاما من مشاهدة صراع ميسي-رونالدو في كل ديسمبر كانون الأول على حق الوقوف في بزة رسمية لحمل الكرة الذهبية.
قبل انطلاق البطولة كان نيمار هو المرشح لقطع هذه الخطوة في روسيا بعدما قضى سنوات منتظرا أن يكون الفائز المقبل لحصد الذهب لكن بدلا من ذلك تحولت مشاركته في كأس العالم إلى نوع من الكوميديا البدنية وبغيابه عن الأدوار الأخيرة، كان الاتحاد الدولي (الفيفا) يراقب تطور كيليان مبابي أملا في استعارة القليل من السحر من أحد أبرز النجوم الصاعدة في عالم كرة القدم.
مبابي كان رائعا وربما يمرح في النهائي لكن الفوز أو الخسارة هناك تمثل فرصة عادلة يمكن من خلالها رؤية وجه غير مألوف يحصل على فرصته في ديسمبر كانون الأول.
مودريتش مرشح للكرة الذهبية... إنه احتمال رائع في وقت يجلس فيه النجوم متوترين بدرجة كبيرة وملابس أنيقة ويتم التقاط الصور لهم عن قرب.
قائد كرواتيا لم يكون اللاعب الأكبر سنا عندما انطلق النهائي واسمه ليس من بين أعلى 25 لاعبا أجرا في العالم وبعيدا عن قميص ناديه فلا يملك رعاة شخصيين لكنه المكون المهم في أي فريق، فهو اللاعب الذي يمرر للاعب الذي يصنع هدفا لزميل، والذي يجعل كل مكون آخر يعمل بهمة ودقة.
والتأثير الرائع في أخر ثلاث سنوات أن نهائي كأس العالم يتبع ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال اوروبا مع ريال مدريد والميدالية الذهبية ستكمل قصة نجاحا شخصيا لم يسبقه إليها سوى فرانتس بيكنباور وجيرد مولر وسيب ماير وزملائهم عندما حققوا الأمر ذاته في منتصف سبعينيات القرن الماضي مع بايرن ميونيخ وألمانيا الغربية.
وبالتأكيد لم يكن أي منهم يلعب لكرواتيا ثاني أصغر بلد على الإطلاق يصعد لنهائي كأس العالم وتأثير مودريتش على بلوغ هذا الأمر كبير فهو يتفوق في الإحصاءات فهو الأكثر ركضا في البطولة والأكثر تمريرا بعيدا عن لاعبي إسبانيا وصاحب أكثر الدقائق مشاركة في صفوف كرواتيا وأكثر المراوغات وبالنظر إلى أنه لم يكن يتفوق من قبل في هذه الأمور.
وأصبحت مشاهدة مودريتش في أفضل حالاته تشبه سحبك إلى بداية مقطوعة موسيقية، ليست بداية سريعة مفاجئة أو صاخبة، ممتعة ومتسقة وجميلة يبدأ خلالها تناغم الآلات وتتوسع المقطوعة وتتكرر وتجد أنغاما أكثر عمقا إلى أن ترغب في عدم الاستماع لشيء اخر.
وسحب مودريتش مباراة الدور قبل النهائي من تحت إنجلترا، بدون تسرع، بشكل يؤكد ثقته وإمكاناته، وشاهدت إنجلترا لأول في 2007 قدرته على قراءة اللاعب والعثور على نقاط الضعف عندما تسبب في هلع وين بريدج باستاد ويمبلي بسلسلة من التمريرات القصيرة والمفزعة للظهير الأيسر للمنتخب الانجليزي الذي كاد في واحدة منها أن يهز شباك منتخب بلاده لكن الكرة اصطدمت بالعارضة.
وسيكون فوز مودريتش بالكرة الذهبية كسرا للتقاليد وخطوة ضد البريق المعتاد للنجوم، وكان فابيو كانافارو آخر من حصد الكرة الذهبية دون الاعتماد على انتزاع آهات الإعجاب في 2006 وفشل تشابي وأندريس إنيستا في الفوز بها وبخلاف ذلك سيطر الهدافون عليها تماما بينما هذا الكرواتي هو لاعب وسط أحرز تسعة أهداف فقط مع ريال مدريد في ست سنوات.
لكن أولا يجب أن يستمع مودريتش إلى مشاكله قبل أن يحصل على فرصة لإظهار ما هو المناسب فأي شخص شعر بالمفاجأة من غضبه بسبب نشوة الانتصار من بعض النقاد الانجليزي فربما لا يعرفه فهذا ما يحركه.
فقصة حياته الصعبة تم الحديث عنها في العديد من المرات بدءا من فترة الحرب إلى مقتل جده على يد الصرب بالقرب من منزل العائلة إلى حياته كلاجئ في فندق إيز في زادار إلى الفقر الذي جعل والده يصنع للوكا الصغير واقي ساق من الخشب لكي يستطيع ممارسة كرة القدم (قصة أثارت ذهول مودريتش نفسه).
وحتى في لحظة الانتصار أصبح مودريتش شخصية تسببت في الانقسام فهتاف "لوكا مودريتش أنت مثير للشفقة" كان مألوفا بين جماهير كرواتيا خلال العام الماضي في إشارة إلى دورة في محاكمة زدرافكو ماميتش رئيس الاتحاد الكرواتي بتهمة الفساد.
واضطر مودريتش إلى القتال ضد التحفظات على جسده النحيل في لعبة تتطلب التحرك باستمرار وبعمر 21 عاما رفضه أرسين فينجر (بالطبع) وبرشلونة حيث كان يمكنه اللعب بجوار إنيستا وتشابي وهو ما لم يكن يمكن أن يحدث سوى في جنة كرة القدم.
وأثبت مودريتش قبل عشرة أعوام في يورو 2008 أنه يملك البراعة والعزيمة على تجاوز أي عائق وفي كلاغنفورت تعرض للركل والضرب من تورستن فرينجز ومايكل بالاك وباستيان شفاينشتايجر لكنه كان ينهض في كل مرة ليراوغ ويسحر ويحكم قبضته على خط وسط ألمانيا وهي الصورة الأقرب والأفضل التي ظهر بها قبل المونديال المنتهي منذ ساعات.


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

تركيا: «طاولة الستة» تؤكد أن الدستور يمنع إردوغان من خوض الانتخابات

قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
TT

تركيا: «طاولة الستة» تؤكد أن الدستور يمنع إردوغان من خوض الانتخابات

قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)

بينما لم تعلن «طاولة الستة» للمعارضة التركية مرشحاً لانتخابات الرئاسة بعد، أكد قادة الأحزاب الستة المنضوية تحتها أن الرئيس رجب طيب إردوغان لا يحق له دستورياً خوض الانتخابات التي من المنتظر إجراؤها في يوم واحد مع الانتخابات البرلمانية في 14 مايو (أيار) المقبل قبل موعدها الأصلي في 18 يونيو (حزيران).
وقال قادة الأحزاب الستة، في بيان صدر عن اجتماعهم الـ11 الذي عُقد بمقر حزب «الجيد» في أنقرة واستمر 9 ساعات ليل الخميس - الجمعة، إن تركيا تدار حالياً من قبل حكومة تتصرف من دون أي اعتبار للدستور والقوانين التي لا تدع مجالاً للشك أو التأويل بشأن عدم إمكانية ترشح إردوغان للرئاسة للمرة الثالثة، ما لم يتم الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة.
وأكد البيان أنه لا يمكن أن يكون إردوغان مرشحاً للرئاسة في انتخابات 14 مايو المقبل، وسيكون ترشحه للمرة الثالثة مخالفاً للدستور و«صفحة سوداء جديدة» في تاريخ البلاد الديمقراطي، مضيفاً أن «المعارضة تعلن للرأي العام عدم قبولها أي أمر يتجاوز الدستور والقانون».
وينص الدستور التركي على أنه لا يمكن الترشح لأكثر من فترتين رئاسيتين، مدة كل منهما 5 سنوات، ويحق الترشح للمرة الثالثة فقط في حال قرر البرلمان التوجه إلى الانتخابات المبكرة. ومن أجل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة يتعين أن يصدر البرلمان قراراً بأغلبية 360 نائباً من أصل 600، وهو ما لا يملكه الحزب الحاكم ولا المعارضة، في حين يحق لرئيس الجمهورية أيضاً أن يتخذ قراراً بتقديم أو تأخير موعد الانتخابات، لكن قراره تقديم موعدها لا يعد انتخابات مبكرة.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة تقرر تقديم موعدها من 16 يونيو إلى 14 مايو لاعتبارات تتعلق بامتحانات الجامعات والعطلات، لكن هذا لا يعني أنها «انتخابات مبكرة».
وذكرت المعارضة أن الانتخابات بذلك ستجرى وفق قرار رئاسي، بما يعني أنها ليست انتخابات مبكرة قرر البرلمان إجراءها، وبالتالي فإن ترشح إردوغان هذه المرة سيكون هو الثالث، وهو أمر غير ممكن بموجب الدستور، لكن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحليفه في «تحالف الشعب»، حزب «الحركة القومية»، يتمسكان بأن الدستور جرى تعديله لإقرار النظام الرئاسي بديلاً للنظام البرلماني في 2017، وأجريت انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في يونيو 2018. وبما أن التعديلات لا تطبق بأثر رجعي، فلا يمكن اعتبار أن إردوغان يترشح للمرة الثالثة؛ إذ يعد ترشحه للرئاسة في 2018، هو الأول وفق التعديلات الدستورية الجديدة.
وذكر البيان أن قادة «طاولة الستة» تشاوروا، خلال الاجتماع، حول مسألة المرشح المشترك للرئاسة بناء على مبدأ التوافق ومطالب الشعب، مؤكدين أن المرشح الذي سيختارونه سيكون هو الرئيس الثالث عشر لتركيا بعد إردوغان، وسيكون رئيساً مؤمناً بالنظام البرلماني المعزز والحقوق والحريات والديمقراطية، وستكتمل في عهده خريطة طريق المرحلة الانتقالية للتحول من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني المعزز.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع المقبل سيُعقد بمقر حزب «السعادة»، في 13 فبراير (شباط) المقبل.
و«طاولة الستة» هي تحالف مبادئ، وليست تحالفاً انتخابياً، وتضم 6 أحزاب معارضة هي: «الشعب الجمهوري» برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، و«الجيد» برئاسة ميرال أكشينار، و«الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان، و«السعادة» برئاسة تمل كارامولا أوغلو، و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، و«الديمقراطي» برئاسة جولتكين أويصال، وتسعى إلى إعادة النظام البرلماني المعزز، الذي انتهت من إعداد صيغته، بدلاً من النظام الرئاسي الحالي الذي تقول إنه كرس لنظام حكم الفرد، عبر إقصاء إردوغان وحزبه في الانتخابات المقبلة.
ويثير عدم تحديد الطاولة مرشحها للانتخابات الرئاسية حتى الآن جدلاً واسعاً، في ظل ما يتردد بين الحين والآخر عن خلافات على اسم المرشح، في حين قالت مصادر من حزب «المستقبل»، إن اسم المرشح الرئاسي سيعلن في 13 فبراير.
وطالب الزعيم الكردي الرئيس المشارك السابق لـ«حزب الشعوب الديمقراطية» التركي المعارض السجين، صلاح الدين دميرطاش، حزبه بدعم مرشح تلتف حوله جميع أحزاب المعارضة، وعدم تسمية مرشح منفصل لمواجهة إردوغان، مؤكداً أنه مع الدفع بمرشح مشترك.