مصر تعلن اكتشاف أول مبنى متكامل لتحنيط مومياءات الفراعنة

عُثر بداخله على 5 توابيت و1500 تمثال في سقارة بالجيزة

قناع فضي مذهب داخل صندوق زجاجي (رويترز)
قناع فضي مذهب داخل صندوق زجاجي (رويترز)
TT

مصر تعلن اكتشاف أول مبنى متكامل لتحنيط مومياءات الفراعنة

قناع فضي مذهب داخل صندوق زجاجي (رويترز)
قناع فضي مذهب داخل صندوق زجاجي (رويترز)

في كشف هو الأول من نوعه، أعلنت وزارة الآثار المصرية، أمس، العثور على «مبنى متكامل للتحنيط وأماكن للدفن»، وهو الأمر الذي يمثل تطوراً مهماً للباحثين والخبراء المشتغلين بمجال كشف أسرار التحنيط لدى الفراعنة.
وأوضح وزير الآثار المصري، الدكتور خالد العناني، أن الكشف الأثري عبارة عن بئر بعمق 30 متراً جنوب هرم أوناس بسقارة في محافظة الجيزة، ترجع للعصر الصاوي، ولفت إلى أن البعثة المصرية - الألمانية العاملة في المنطقة تمكنت من الكشف عنه بعد فترة منذ بداية عملها بالمنطقة في عام 2016.
وقال خالد العناني إن «أهمية الكشف الأثري تعود لارتباطه بموضوع يشغل العالم، وهو عبقرية الفراعنة في التحنيط وطرقه والورش والأدوات المستخدمة فيه».
وأفاد الدكتور رمضان البدري رئيس البعثة المصرية الألمانية، بأن «منطقة الكشف الأثري لم يتم العمل بها منذ عام 1900، وأنه تم العثور داخل ورشة التحنيط على خبيئة أوانٍ مكتوبة عليها أسماء الزيوت والمواد المستخدمة في عملية التحنيط، ولذلك تم إعداد فريق علمي من الكيميائيين من مصر وألمانيا لدراسة تلك المواد، وتحليلها في المركز القومي للبحوث بمصر».
وقال البدري إنه «تم العثور على ثالث قناع مطعم بالفضة المذهبة، حيث تم العثور على الأول عام 1902 والثاني 1939، ويكتسب أهمية كبرى لندرته، ولأن عنصر الفضة كان أغلى من الذهب في مصر القديمة لأنه يتطلب استيراده»، وأضاف أن «يبدو من القراءات المبدئية للكتابات المتهالكة على القناع الذهبي المكتشف في جبانة سقارة، أنه يخص كاهناً من العصر الصاوي، ومن بين ألقابه الكاهن الثاني للإلهة موت وكاهن الإلهة نيوت شا إس، وهي إلهة على هيئة ثعبان وذات صلة عقائدية بالإلهة موت». وتحدث رئيس البعثة عن حالة القناع النادر، قائلاً إنه «توجد عليه طبقة من الاتساخات والتكلسات، وبعد الفحص المبدئي له ميكروسكوبياً تبين أنه مصنوع من الفضة المغطاة بطبقة من الذهب، وعيونه مطعمة بحجر أسود (ربما عقيق أسود)، ورخام مصري، وأوبسيديان (زجاج بركاني)، وتبلغ مقاساته نحو 23 × 18.5 سم، ووزنه قبل تنظيف العوالق 267.96 جرام».
وتحدث الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن أهمية الكشف، وقال إنه يكشف معلومات مهمة عن سر التحنيط في مصر القديمة، حيث تم الكشف عن بئر بها ورشة للتحنيط، موضحاً أن العمل مستمر في المنطقة، وقد يستغرق عدة سنوات للكشف عن مزيد من الآبار الموجودة في المنطقة».
وقال وزيري إنه تم العثور على مجموعة من «الدفنات و35 مومياء و5 توابيت حجرية تم فتح تابوت واحد به مومياء عليها بقايا مذهبة إلى جانب تابوت من الخشب وبقايا جنائزية من الكارتوناج وقناع من الفضة المذهبة ونحو 1500 من تماثيل أوشابتي وأوان كانوبية من الفخار، التي كانت توضع بها زيوت ومواد التحنيط».وأصدرت وزارة الآثار بياناً تفصيلياً عن الكشف الجديد بمنطقة سقارة، أمس، وقالت إن البعثة الأثرية المصرية الألمانية التابعة لجامعة «توبنجن»، إن الكشف جاء لورشة كاملة للتحنيط ملحقة بها حجرات للدفن بها مومياوات تعود إلى عصر الأسرتين الفرعونيتين 26 و27 (عاشتا في الفترة منذ عام 664: 404 قبل الميلاد)، وذلك أثناء أعمال المسح الأثري بمنطقة مقابر العصر الصاوي، الموجودة جنوب هرم أوناس بسقارة.
وبشأن شكل غرفة التحنيط، شرحت «الآثار» أنها ذات «تخطيط معماري مستطيل ومدخل في الركن الجنوبي الغربي، ومشيدة من الطوب اللبن وأحجار جيرية غير منتظمة الشكل، وتشمل بئر خبيئة التحنيط بعمق 13م، وتنتهي بحجرة أسفل الأرض وضعت فيها أوانٍ فخارية مدونة عليها بالخط الهيراطيقي والديموطيقي أسماء لمواد وزيوت التحنيط... وتضم الورشة أيضاً حوضين محاطين بجدران من الطوب اللبن، أغلب الظن أن أحدهما خصص لوضع ملح النطرون والآخر لإعداد لفائف المومياء الكتانية».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».