ديشان يملك التذكرة الذهبية لكنه أمام اختبارين صعبين من أجل المجد

المدرب الفرنسي ديشان في تدريبات فريقه قبل مواجهة بلجيكا (إ.ب.أ)
المدرب الفرنسي ديشان في تدريبات فريقه قبل مواجهة بلجيكا (إ.ب.أ)
TT

ديشان يملك التذكرة الذهبية لكنه أمام اختبارين صعبين من أجل المجد

المدرب الفرنسي ديشان في تدريبات فريقه قبل مواجهة بلجيكا (إ.ب.أ)
المدرب الفرنسي ديشان في تدريبات فريقه قبل مواجهة بلجيكا (إ.ب.أ)

هناك طرق مختلفة للإعلان عن نفسك كمرشح محتمل لكأس العالم وقبل تسعة أيام من انتهاء الحفل فالنتيجة المثالية لفرنسا بقيادة ديدييه ديشان هي تخفيف الخناق عليها ومنح فرصة لهذه المجموعة من المواهب للعمل سويا والتألق في المراحل الأخيرة.

لكن هناك مشكلة أساسية هنا وهي أنه من أجل حدوث ذلك يجب على فرنسا بقيادة المدرب ديدييه ديشان أن تكون فرنسا بقيادة مدرب آخر.

وعلى العكس من ذلك كانت فرنسا متماسكة وقوية وتلعب بحذر عند الاستحواذ على الكرة وملتزمة في الدفاع ونجح الأمر أيضا وفي بعض الأحيان هكذا يلعب الأبطال.

وكان ذلك كافيا للفوز 2-صفر في دور الثمانية على منافس قوي بفضل هدف من ركلة ثابتة وخطأ من الحارس فرناندو موسيلرا الذي ترك تسديدة أنطوان غريزمان في الشوط الثاني تفلت من يده بغرابة.

وبعد نهاية المباراة كان هناك تناقض في المشاعر فأوروغواي كانت تتألم وسقط اللاعبون على الأرض بينما توقف أصحاب القمصان البيضاء عن الركض بدون حركة فالفريق فاز دون الحاجة للمرور عبر هذه المشاعر.

ولا يحظى ديشان بالحب بين الصحفيين إذ يبدو أنه لا يعاملهم باحترام كبير وهو ما انعكس عليهم.

لكنه هنا نزل إلى أرض الملعب لينضم إلى لاعبيه في مشهد غريب واحتضن من هم من نوعيته الذين لا يهتمون حتى بهجمات الشيطان مثل هوجو لوريس ورافائيل فاران وستيفن نزونزي.

ويمكن أيضا التعاطف مع ديشان فالمدرب يضع يده على تذكرة ذهبية ومجموعة من الموهوبين لا يملكها أي فريق آخر في هذه البطولة والآن بالنسبة للمدرب فهو على بعد مباراتين فريدتين لكن مخيفتين من أجل الوصول إلى الكأس وفشلت فرنسا في الفوز بيورو 2016 على أرضها من قبل، ويمكن أن تتعثر مرة أخرى وتخسر كأس العالم.

وهذه هي المعضلة والخطر الذي يواجه مدرب ينعم بكل هذه الكفاءات من المواهب ووسط سيناريو تتساوى فيه كل الأمور يجب على فرنسا الفوز باللقب.

وسيقف بينها وبين إزالة هذا العبء والمواهب المتفجرة تحت قيادته مباراتين صعبتين أمام منافستين يمكن مقاومتهما ووسط ذلك ما زال الشعور، رغم كل لحظات التوهج من كيليان مبابي ضد الأرجنتين، أن الفريق لم يسبق له الفوز بسهولة وكان عليه مواجهات الصعوبات للوصول إلى أعماق السعادة.

لكن هل احتاجت إلى ذلك؟ بدت فرنسا مسيطرة تماما على مباراة لم تقدم فيها أوروغواي الكثير وكان غياب إدينسون كافاني ضربة قوية لها ليس بسبب براعته بل لرغبته في الركض مثل رجل يطارده سرب من الدبابير وكان بديله كريستيان ستواني متواضعا في هذا الأمر.

وخلال ساعة على أرض الملعب أكمل ستواني ثلاث تمريرات وفقد الكرة بلمسة سيئة في خمس مناسبات لذا كان على الأقل يحاول فعل أي شيء.

لكن أولا كانت هناك لمحة من بريق مبابي بعد ست دقائق من البداية بانطلاقة ضد اثنين من أصحاب القمصان الزرقاء التي ارتدتها اوروجواي وشعور غريب بأنك تشاهد شيئا يتحرك داخل صورة ثابتة وكأن كل من فيها يقف ويشاهد.

وافتتحت فرنسا التسجيل بهدف آخر بعد ركلة ثابتة في صيف الكرات الثابتة وكأس عالم اكتشفت فيه الفرق أخيرا الفائدة الكاملة من الأمر.

وربما هذا هو حال إنجلترا فالتطور في هذا الأمر القديم انتهى بقيام الجميع باللحاق بك.

وكانت تمريرة غريزمان متقنة وانطلاقة فاران بسيطة وفي توقيت مثالي وصل إلى الكرة ليضعها بضربة رأس في الزاوية البعيدة لكن بلا اختراع فقط إنهاء طبيعي جيد ويمكن فهم دور تقنية حكم الفيديو المساعد في الأمر إذ لم يتعرض فاران للجذب أو الإعاقة إذ كان رد فعل المدافعين للموجة الأولى لاحتساب ركلات الجزاء بالتراجع وترك مساحة مع المنافس.

لكن ربما يجب وصف بالأمر بأنه نسيان للاعب الاخر وأنه يجب أن تضع رأسك في محاولة لمنع الكرة.

وقدم بول بوجبا أداء جيدا وسيطر على خط الوسط وكانت مشاركة عثمان ديمبلي عادية والذي يبدو أنه لن يحصل على فرصته للتألق في كأس العالم فالانطلاقات للأمام كانت مقيدة والتزم الظهيران بالدفاع.

وتملك فرنسا فرصة جيدة للفوز بكأس العالم لو لعبت بهذه الطريقة كما أنها تستطيع اللعب بحيوية أكبر وإطلاق العنان لخيال لاعبيها والجماهير أيضا وسواء كانت بحاجة إلى ذلك أو كانت مقيدة حتى الآن سيكون ذلك هو المفتاح في التسعة أيام المقبل في مصير ديدييه ديشان.


مقالات ذات صلة

ملك الأردن: استضافة السعودية للمونديال مبعث فخر للعرب

رياضة سعودية مواطنون لحظة الإعلان عن فوز السعودية بتنظيم مونديال 2034 (واس)

ملك الأردن: استضافة السعودية للمونديال مبعث فخر للعرب

هنأ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة فوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية رونالدو قال إنه سيتواجد في السعودية خلال مونديال 2034 (الشرق الأوسط)

رونالدو: سأتواجد في السعودية خلال مونديال 2034

أكد النجم البرتغالي المحترف بنادي النصر السعودي كريستيانو رونالدو أن نسخة كأس العالم 2034 التي فازت المملكة باستضافتها ستكون الأفضل في التاريخ.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية مواطنون يحتفلون في الرياض بعد فوز المملكة بالاستضافة المونديالية (وزارة الرياضة)

أمير قطر يهنئ الملك سلمان وولي عهده باستضافة المونديال

هنأ أمير قطر، القيادة السعودية بمناسبة فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية ختم أهلا بالعالم سيستقبل زوار السعودية في مطاراتها ومنافذها الدولية (واس)

السعودية تستقبل زائريها بختم «أهلاً بالعالم»

أطلقت وزارة الداخلية السعودية ممثلة بالمديرية العامة للجوازات، بالتنسيق مع وزارة الرياضة ختمًا خاصًا تحت مسمى "أهلًا بالعالم".

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية الألعاب النارية تنطلق من قمة برج الفيصلية في الرياض (تصوير: عبدالرحمن السالم)

فرحة استضافة «المونديال» تحول ليل السعودية إلى نهار

تحول ليل السعودية إلى نهار، بإعلان استضافة المملكة لمونديال 2034، إذ عمت الأفراح أرجاء الوطن وزينت الألعاب النارية السماء في احتفالات تاريخية لم يسبق لها مثيل.

لولوة العنقري (الرياض ) منيرة السعيدان (الرياض ) بشاير الخالدي (الدمام)

غوتيريش: ارتفاع مستوى البحار يهدد باختفاء بلدان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
TT

غوتيريش: ارتفاع مستوى البحار يهدد باختفاء بلدان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء، من خطر حدوث نزوح جماعي ينجم عن ارتفاع منسوب مياه المحيطات بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، داعياً إلى «سد ثغرات» القانون الدولي، وخصوصاً بالنسبة للاجئين.
وقال أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن إن «الخطر حاد بالنسبة لنحو 900 مليون شخص يعيشون في مناطق ساحلية منخفضة - واحد من كل عشرة أشخاص على الأرض». وأضاف أن «مجتمعات تعيش في مناطق منخفضة وبلدان بأكملها يمكن أن تختفي إلى الأبد». ولفت إلى أننا «سنشهد هجرة جماعية لمجموعات سكانية بأكملها، على نحو غير مسبوق».
وفي حين أنّ بعض الدول الجزرية الصغيرة التي يسكنها عدد قليل من الناس معرّضة لخطر الاختفاء التام، يمتد تأثير ارتفاع مستويات سطح البحر وتوسّع المحيطات الناجم عن ذوبان الجليد بسبب ارتفاع درجات الحرارة، على نطاق أوسع.
وشدّد غوتيريش على أنه «مهما كان السيناريو، فإن دولًا مثل بنغلادش والصين والهند وهولندا كلها في خطر». وقال «ستعاني المدن الكبيرة في جميع القارات من تأثيرات حادة، مثل القاهرة ولاغوس ومابوتو وبانكوك ودكا وجاكرتا وبومباي وشنغهاي وكوبنهاغن ولندن ولوس أنجليس ونيويورك وبوينس آيريس وسانتياغو».
وأفاد خبراء المناخ في الأمم المتحدة بأن مستوى سطح البحر ارتفع بمقدار 15 إلى 25 سنتيمتراً بين عامي 1900 و2018، ومن المتوقع أن يرتفع 43 سنتمتراً أخرى بحلول العام 2100 إذا حال بلغ الاحترار العالمي درجتين مئويتين مقارنةً بعصر ما قبل الثورة الصناعية و84 سنتيمتراً إذا ارتفعت الحرارة في العالم 3 أو 4 درجات مئوية.
ويترافق ارتفاع منسوب المياه إلى جانب غمر مناطق معينة مع زيادة كبيرة في العواصف وأمواج تغرق أراضي، فتتلوث المياه والأرض بالملح، مما يجعل مناطق غير صالحة للسكن حتى قبل أن تغمرها المياه.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى «سد الثغرات في الأطر» القانونية القائمة على المستوى العالمي. وشدد على أنّ «ذلك يجب أن يشمل حق اللاجئين»، وأيضاً تقديم حلول لمستقبل الدول التي ستفقد أراضيها تمامًا.
كذلك اعتبر أنّ لمجلس الأمن «دورا أساسيا يؤديه» في «مواجهة التحديات الأمنية المدمرة التي يشكلها ارتفاع منسوب المياه»، مما يشكل موضوعاً خلافياً داخل المجلس.
وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) عام 2021 ضد قرار يقضي بإنشاء صلة بين الاحترار المناخي والأمن في العالم، وهو قرار أيدته غالبية أعضاء المجلس.