صحة القلب... هل ترتبط بصحة الأمعاء؟

دراسات حول الدور المهم للبكتيريا المعوية

صحة القلب... هل ترتبط بصحة الأمعاء؟
TT

صحة القلب... هل ترتبط بصحة الأمعاء؟

صحة القلب... هل ترتبط بصحة الأمعاء؟

هناك تفاعل معقد بين الميكروبات الموجودة داخل أمعائنا وبين أكثر أجهزة جسمنا بما في ذلك الجهاز القلبي الوعائي والجهاز العصبي والجهاز المناعي... وكل ذلك يتصل بشكل كبير بصحة القلب والأوعية الدموية
كيف تلعب التريليونات من البكتيريا الموجودة في الأمعاء دوراً في صحة القلب والأوعية الدموية؟
إذا سالت أكثر الخبراء في مجال الصحة عن أكثر التوجهات رواجاً وانتشاراً في الأبحاث المتعلقة بالصحة، فإنهم سيذكرون على الأرجح «الميكروبيوم».
- كائنات متعايشة
الميكروبيوم (Microbiome)، هو مجموع الميكروبات المتعايشة مع الإنسان، ويطلق عليه أيضاً «النبيت الجرثومي المعوي». ويشير هذا المصطلح إلى الأعداد الهائلة من الميكروبات والكائنات الدقيقة التي تُقدر بالتريليونات وتعيش داخل أجسامنا. وتعيش أكثر تلك البكتيريا والفيروسات والفطريات داخل أمعائنا، وتساعد في عملية الهضم، وتفرز مواد مغذية محددة، إلى جانب مواد لها آثار متنوعة متعددة على الصحة.
تقول الدكتورة جوان مانسون، أستاذة الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد، ورئيسة قسم الطب الوقائي في مستشفى «بريغهام والنساء»: «هناك تفاعل معقد بين الميكروبات الموجودة داخل أمعائنا، وأكثر أجهزة جسمنا، بما في ذلك الجهاز القلبي الوعائي، والجهاز العصبي، وجهاز الغدد الصماء، والجهاز المناعي. كل تلك العلاقات المترابطة متصلة بشكل كبير بصحة القلب والأوعية الدموية».
- نتاجات أيض الميكروب
كما تتوقع، فإن ما نتناوله يلعب بالفعل دوراً أساسياً في تركيب الكائنات الدقيقة في أمعائنا. ونحن نعلم الآن المزيد عن تأثير المواد التي تفرزها ميكروبات الأمعاء على احتمالات الإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة بما فيها السكري، وأمراض القلب، والسرطان كما توضح الدكتورة مانسون.
من أشهر نواتج الأيض (النواتج المفرزة من قبل الميكروب) في الأمعاء، مادة ثلاثي ميثيل أمين trimethylamine (TMA)، التي تتكون عندما تتغذى ميكروبات الأمعاء على الكولين، وهي من المواد المغذية الموجودة في اللحم الأحمر، والسمك، والدواجن، والبيض. تتحول تلك المادة في الكبد إلى أكسيد ثلاثي ميثيل أمين trimethylamine N - oxide (TMAO) التي لها علاقة وثيقة بتكون الصفائح التي تتسبب في انسداد الشرايين (مرض التصلب العصيدي».
وقد جمع بحث (نشرته الدكتورة مانسون وزملاؤها عام 2017 في دورية جمعية القلب الأميركية) نتائج 19 دراسة تنظر في العلاقة بين مستوى أكسيد ثلاثي ميثيل أمين في الدم، وحدوث مشكلات خطيرة في القلب والأوعية الدموية أبرزها النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
كان الأشخاص، الذين لديهم ارتفاع في مستويات أكسيد ثلاثي ميثيل أمين، أكثر عرضة للإصابة بمشكلات خطيرة في القلب والأوعية الدموية بنسبة 62% مقارنةً بمن ينخفض مستوى تلك المادة في دمهم. كذلك كانت هناك علاقة بين ارتفاع مستوى تلك المادة، وارتفاع معدل الوفاة. كذلك كانت تلك الصلات مستقلة ومنفصلة عن عوامل الإصابة التقليدية مثل السكري، والبدانة، ومشكلات في الكلى. يشير هذا إلى أن تلك المادة قد تصبح هدفاً جديداً لاستراتيجيات الوقاية والعلاج.
كذلك من المعروف أن الكائنات الدقيقة الموجودة في الأمعاء تؤثر على عوامل أخرى مرتبطة بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والالتهاب. على سبيل المثال، قد يحفز اتباع نظام غذائي غنيّ بالألياف على نمو بكتيريا الأمعاء التي تفرز أحماضاً دهنية ذات سلسلة قصيرة. ويبدو أن الأمعاء التي تحتوي على تلك الميكروبات تساعد المصابين بالسكري في السيطرة بشكل أفضل على مستوى السكر في الدم ووزن الجسم حسب دراسة محدودة.
- تنظيم ضغط الدم
كذلك يبدو أن الأحماض الدهنية ذات السلسلة القصيرة، والتي تتكون بشكل حصري في الأمعاء، تلعب دوراً في تنظيم ضغط الدم، حيث تشير دراسات خاصة بالفئران إلى أن تلك الدهون مرتبطة بانبساط وانقباض الأوعية الدموية. تعد هذه الملاحظة واحدة من بين ملاحظات كثيرة وردت في تقرير خاص بدور الكائنات الدقيقة داخل جسم الإنسان في تنظيم ضغط الدم تم نشره في عدد سبتمبر (أيلول) 2017 من مجلة «ارتفاع ضغط الدم».
من النتائج الأولية الأخرى التي تمت مناقشتها في المراجعة:
> كيف تغيِّر المستويات المرتفعة من الصوديوم في النظام الغذائي تكوين الكائنات الدقيقة التي تسكن الأمعاء.
> كيف من المحتمل أن تؤثر المواد السامة التي تفرزها الميكروبات على وظائف الكلى، وهو أمر يلعب دوراً في تنظيم ضغط الدم.
> كيف تتفاعل الميكروبات التي تعيش داخل الفم مع النترات الموجودة في الخضراوات لتكوّن النترات وأكسيد النتريك اللذين يساعدان في استرخاء الأوعية الدموية.
مع ذلك لا يزال هذا المجال ناشئاً وفي مراحله الأولى على حد قول الدكتورة مانسون. وتشير أدلة متزايدة إلى أن العادات الغذائية، التي تساعد في الوقاية من أمراض القلب مثل الامتناع عن تناول اللحوم الحمراء، والحد من تناول الملح، وتناول خضراوات غنية بالألياف، إلى جانب الحبوب الكاملة، لها آثار إيجابية على الكائنات الدقيقة التي تعيش داخل الأمعاء.
- المُعينات الحيوية... فوائد مهمة لكنها محدودة
> ماذا عن المعينات الحيوية (بروبيوتيك)، أي تلك البكتيريا الحية الموجودة في لبن الزبادي وغيره من الأطعمة المخمرة والمكملات الغذائية؟ في الوقت الذي من المحتمل أن تحسّن فيه تلك المكونات حالة الإسهال الناتج عن الإصابة بعدوى أو عن تناول مضادات حيوية، وتخفف من حدة أعراض متلازمة القولون المتهيج، فإن الأدلة التي تؤكد فائدتها لا تزال محدودة.
من السابق لأوانه التوصية بتناول المعينات الحيوية بانتظام للوقاية من أكثر الأمراض المزمنة، أو علاجها على حد قول الدكتورة مانسون. وتضيف قائلة: «نحن لا نعرف في أكثر الأحوال ما إذا كانت المعينات الحيوية تحقق هدفها وتغير الكائنات الدقيقة أم لا». مع ذلك من غير المتوقع أن يمر وقت طويل لنفهم المزيد عن هذا الموضوع، حيث حصلت الدكتورة مانسون وباحثون آخرون في الولايات المتحدة على منح كثيرة من المعاهد الوطنية للصحة من أجل دراسة علوم الأيض للتمكن من توقع احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. ويقال عن دراسة علوم الأيض إنها الحلقة المفقودة التي تربط الكائنات الدقيقة داخل جسم الإنسان بصحته.

- رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».

الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)
TT

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم، لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين. وذكر أنه، مع التقدُّم في العمر، قد تصبح حالات، مثل الخرف أو مرض ألزهايمر، مصدر قلق أكبر، وهناك طرق لدعم صحة الدماغ، منها الحصول على قدر كافٍ من التمارين الرياضية والنوم والنظام الغذائي.

ولفت إلى بعض الأشخاص قد يلجأون للمكملات الغذائية لسد الفجوات الغذائية في نظامهم الغذائي وتعزيز صحتهم الإدراكية.

وفي حين يتم تسويق العديد من المكملات الغذائية لصحة الدماغ، حيث تلعب بعض العناصر الغذائية دوراً في الوظيفة الإدراكية، فإن الأدلة التي تدعم استخدام وفعالية المكملات الغذائية لصحة الدماغ لا تزال محدودة. وقدَّم الموقع مجموعة من المكملات الغذائية وصفها بأنها الأفضل لدعم صحة الدماغ:

1. أشواغاندا:

هي عشبة شائعة في الطب التقليدي قد تفيد في علاج العديد من الحالات المرتبطة بالدماغ، بما في ذلك القلق والأرق والتوتر والشيخوخة. ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريَت على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عاماً أن تناول 600 ملليغرام من أشواغاندا يومياً لمدة 12 أسبوعاً أدى إلى تحسين الصحة العامة وجودة النوم واليقظة العقلية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها. ووفقاً للموقع، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم فوائد أشواغاندا للدماغ.

2. فيتامينات «ب»

فيتامينات مثل «ب6» (بيريدوكسين)، و«ب9» (حمض الفوليك)، و«ب12» (كوبالامين) هي فيتامينات أساسية تلعب دوراً في العديد من الوظائف في الجسم والدماغ. وتم ربط مشاكل الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة ومهارات التفكير العامة، بانخفاض مستويات فيتامين «ب»، خصوصاً فيتامين «ب12». ووجد الباحثون أيضاً علاقة بين مستويات فيتامين «ب» والخرف ومرض ألزهايمر، وخلصت إحدى الدراسات إلى أن انخفاض مستويات فيتامين «ب12»، وارتفاع مستويات فيتامين «ب9» مرتبطان بارتفاع خطر ضعف الإدراك. ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى نتائج مماثلة، ولم تتمكن من استنتاج أن مستويات فيتامين «ب» تؤثر على صحة الدماغ. وهناك حاجة إلى دراسات إضافية لفهم دور فيتامينات «ب» في صحة الدماغ. ويمكن تناول فيتامينات «ب»، من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، والحد الأقصى الموصى به لفيتامين «ب6» 100 ملليغرام يومياً؛ بالنسبة لفيتامين «ب9»، الحد الأقصى هو 1000 ميكروغرام يومياً.

الدراسات السابقة قالت إن المكملات تدعم صحة الدماغ والقلب (رويترز)

3- الكافيين

منبه يوقظك ويعزز الطاقة، ويبدو أن تناوله يحسن القدرة الإدراكية واليقظة العقلية طوال اليوم، ولا يؤثر على الأداء العقلي أو الدقة، ومن المحتمل ألا تكون له فوائد طويلة الأمد لصحة الدماغ. ويمكن تناول الكافيين في المشروبات، مثل القهوة والشاي، ولكن الكافيين متوفر أيضاً في شكل مسحوق أو أقراص. وتتراوح الجرعات غالباً من 50 إلى 260 ملليغراماً يومياً وبالمقارنة، يوفر كوب واحد من القهوة عادة 95 إلى 200 ملليغرام من الكافيين.

4- الكولين

عنصر غذائي يساعد دماغك على إنتاج الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي ضروري لإشارات الخلايا والذاكرة والمزاج والإدراك. وقامت إحدى الدراسات بتقييم تناول الكولين من خلال النظام الغذائي والمكملات الغذائية والوظيفة الإدراكية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في الولايات المتحدة. ووجد الباحثون أن تناول 188 - 399 ملليغراماً من الكولين يومياً يقلل من خطر انخفاض الوظيفة الإدراكية بنحو 50 في المائة مقارنةً بتناول أقل من 188 ملليغراماً. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين تناول الكولين والوظيفة الإدراكية. وتبلغ مستويات الكمية الكافية اليومية من الكولين لدى البالغين 550 ملليغراماً لدى الذكور والمرضعات، و425 ملليغراماً لدى الإناث، و450 ملليغراماً لدى الحوامل.

والحد الأقصى المسموح به للكولين لدى البالغين هو 3500 ملليغرام. ويوصى بهذه المستويات بناءً على خطر تلف الكبد وانخفاض ضغط الدم ورائحة الجسم السمكية التي تظهر مع مستويات تناول أعلى. ويحتوي البيض واللحوم والدجاج ومنتجات الألبان بشكل طبيعي على الكولين، وتتوفر أيضاً مكملات غذائية، تتراوح عادة من 10 إلى 250 ملليغراماً.

5- الكرياتين

هو حمض أميني يوجد بشكل طبيعي في أنسجة العضلات والدماغ، وهو مهم للطاقة والوظائف الخلوية. وغالباً ما يُستخدم الكرياتين كمكمل للمساعدة في بناء العضلات الهيكلية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه قد يحسن أيضاً صحة الدماغ. ووجدت مراجعة للدراسات أن مكملات الكرياتين أثبتت أنها تعمل على تحسين الذاكرة والإدراك والاكتئاب، فضلاً عن وظائف الدماغ بعد الارتجاج أو الإصابة. هناك فائدة محدودة تُرى في الأمراض التي تؤثر على الدماغ، مثل مرض باركنسون أو التصلُّب المتعدد. والجرعة الأكثر استخداماً من الكرياتين في الدراسات هي 20 غراماً يومياً لمدة 5 - 7 أيام، تليها 2.25 - 10 غرام يومياً لمدة تصل إلى 16 أسبوعاً.

6- بيلوبا

مكمل شائع نشأ في الطب الصيني التقليدي، وقد وجدت دراسات أن مستخلص أوراق الجنكة قد يحسن الذاكرة والدماغ.

دماغ (رويترز)

7. المغنيسيوم

معدن أساسي موجود في الأطعمة والمكملات الغذائية، ويلعب دوراً في صحة الدماغ، ويساعد في نقل الإشارات عبر الأعصاب والدماغ. وتشير بعض الأدلة إلى أن انخفاض مستويات المغنيسيوم يرتبط بالتهاب الدماغ وارتفاع خطر الإصابة بضعف الإدراك والأمراض العصبية. وهناك تقارير متضاربة حول ما إذا كان تناول المغنيسيوم بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر مرتبطاً بتحسين الوظيفة الإدراكية. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يمكن للمغنيسيوم أن يفيد صحة الدماغ. ويمكن العثور على المغنيسيوم بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الخضراوات الورقية الخضراء والحبوب الكاملة والمكملات الغذائية متوفرة أيضاً. وتتراوح الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم للبالغين من 310 إلى 420 ملليغراماً بناءً على العمر والجنس وما إذا كنت حاملاً أو مرضعة، والحد الأقصى لمكملات المغنيسيوم للبالغين هو 350 ملليغراماً.

النظام الغذائي المتوازن هو الأفضل لصحة الدماغ (أ.ف.ب)

8. أحماض «أوميغا 3» الدهنية

تلعب أحماض «أوميغا 3» الدهنية دوراً في العديد من وظائف الجسم التي تدعم صحة الدماغ، فعلى سبيل المثال، تساعد الأحماض الدهنية في بناء الخلايا ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

وتشير الدراسات إلى أن دمج أحماض «أوميغا 3» الدهنية في نظامك الغذائي أو روتين المكملات الغذائية قد يساعد في صحة الدماغ، بما في ذلك الحالة المزاجية والذاكرة. وارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك. وتحتوي الأسماك الدهنية (مثل السلمون) وفول الصويا والمكسرات على أحماض «أوميغا 3» الدهنية، ويتوفر أيضاً مكملاً غذائياً، وغالباً ما يكون في شكل كبسولات.

9- البروبيوتيك والبريبايوتيك

يتواصل الجهاز الهضمي والدماغ لمراقبة وظائف الجسم، بما في ذلك الجوع وحركة محتويات الطعام عبر الجهاز الهضمي. يعتقد الباحثون أن الأمعاء الصحية تساعد في تعزيز وظائف المخ الصحية.

تساعد البروبيوتيك والبريبايوتيك في تنظيم محور الأمعاء والدماغ عن طريق تقليل الالتهاب وزيادة كمية البكتيريا المفيدة في الجسم.

قد تمنع البروبيوتيك والبريبايوتيك المشكلات المعرفية الخفيفة أو تعكسها. ووجدت العديد من الدراسات أن كلا المكملين يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية والمزاج. وتحدث هذه النتائج بشكل أقل شيوعاً لدى كبار السن الأصحاء والنشطين جسدياً والأفراد الأصغر سناً الذين لا يعانون من حالات صحية.

10- الثيانين

حمض أميني طبيعي موجود في الشاي قد يحسِّن الأداء العقلي، خصوصاً عند دمجه مع الكافيين، ويحتوي الشاي الأخضر بشكل طبيعي على الثيانين والكافيين. ووجدت دراسة أن جرعة واحدة من الثيانين بمقدار 100 ملليغرام تعمل على تحسين الانتباه ومع ذلك، عندما تم إعطاء المشاركين 200 ملليغرام من الثيانين يومياً لمدة أربعة أسابيع، لم يُلاحظ أي تحسن في الذاكرة أو سرعة الحركة أو اتخاذ القرار أو المهارات اللفظية. وتأثيرات الثيانين على التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والانتباه ومرض ألزهايمر ليست واضحة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. وجد بعض الباحثين أن تناول الثيانين والكافيين معاً يحسن اليقظة والدقة، ولكنه لا يحسِّن وقت رد الفعل. ومن غير الواضح ما إذا كان الثيانين أو الكافيين يسبِّب هذا التحسن. ويعتبر الثيانين آمناً بجرعات تصل إلى 900 ملليغرام يومياً لمدة 8 أسابيع، يمكن العثور عليه في الشاي أو الأقراص أو المسحوق.

11- فيتامين «د»

هو فيتامين أساسي مهم لصحة العظام والعضلات والأعصاب، وقد يلعب أيضاً دوراً كبيراً في صحة الدماغ. وربطت العديد من الدراسات بين انخفاض مستويات فيتامين «د» وارتفاع خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف. وقامت إحدى الدراسات بتقييم مستويات فيتامين «د» في أدمغة الأشخاص بعد وفاتهم. وارتبطت المستويات الأعلى في الدماغ بانخفاض احتمالات الإصابة بالخرف أو ضعف الإدراك بنسبة 25 – 33 في المائة. وخلص الباحثون إلى أن تركيزات فيتامين «د» الأعلى في الدماغ كانت مرتبطة بصحة الدماغ والوظيفة الإدراكية الأفضل. ويمكنك الحصول على فيتامين «د» من التعرض المباشر لأشعة الشمس أو من خلال بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، مثل السلمون والفطر والحليب. وللحصول على تناول فيتامين «د» بشكل ثابت، يمكنك تناول كبسولة أو مسحوق أو مكمل سائل. والجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» هي 15 ميكروغراماً، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عاماً، بما في ذلك الأشخاص الحوامل أو المرضعات. ويجب أن يحصل الأشخاص فوق سن 70 عاماً على 20 ميكروغراماً.