محاكمة الوزير الإسرائيلي السابق المتهم بالتجسس لصالح إيران تبدأ اليوم

الوزير الإسرائيلي السابق غونين سيغف موقوفاً في 2004 لتورطه في تجارة مخدرات (أ.ف.ب)
الوزير الإسرائيلي السابق غونين سيغف موقوفاً في 2004 لتورطه في تجارة مخدرات (أ.ف.ب)
TT

محاكمة الوزير الإسرائيلي السابق المتهم بالتجسس لصالح إيران تبدأ اليوم

الوزير الإسرائيلي السابق غونين سيغف موقوفاً في 2004 لتورطه في تجارة مخدرات (أ.ف.ب)
الوزير الإسرائيلي السابق غونين سيغف موقوفاً في 2004 لتورطه في تجارة مخدرات (أ.ف.ب)

مع بدء محاكمة الوزير الإسرائيلي السابق، غونين سيغف، اليوم (الخميس)، نشرت النيابة أجزاء جديدة من لائحة الاتهام الموجهة ضده، ويتضح منها أنه «قدم للإيرانيين عشرات المعلومات بشكل متعمد بهدف المساس، عن وعي، بأمن الدولة»، لكن أوساط الدفاع عنه مصممة على أن الاتهامات مضخمة، وسيخرج منها في النهاية بعقاب رمزي.
وتجري المحاكمة، اليوم، أمام ثلاثة قضاة في المحكمة المركزية في القدس، برئاسة رفائيل كارمل، وسط إجراءات حراسة مشددة وبجلسات سرية مغلقة.
وكان سيغف قد اعتقل قبل نحو شهرين، واتهم بـ«مساعدة العدو في الحرب، والتجسس ضد دولة إسرائيل، وتقديم معلومات للعدو».
وبحسب الأجزاء الجديدة التي تم كشفها، أمس (الأربعاء)، من لائحة الاتهام، فإن سيغف التقى مع «مشغليه» في دول عدة، وقدم لهم معلومات عن جهات أمنية وأسماء رجالات أمن، كما اجتمع معهم في طهران. وأضافت لائحة الاتهام، إن «هذه اللقاءات جرت تحت غطاء من السرية، وضمن ذلك استخدام شقق اعتقد المتهم أنها شقق سرية». كما اتهم سيغف بأنه قدم لهم معلومات اطلع عليها عندما أشغل منصب وزير الطاقة والبنى التحتية، علماً بأن تقديرات «الشاباك» تشير إلى أنه لم يكن بحوزته معلومات أمنية مجددة؛ نظراً إلى مرور فترة طويلة منذ أن أشغل منصب الوزير، بيد أنه حاول الحصول على معلومات كهذه عن طريق علاقاته مع إسرائيليين.
وكان سيغف قد ادعى خلال التحقيق معه أنه حاول العمل «عميلاً مزدوجاً»، وأن هدفه كان فقط مساعدة إسرائيل، وللدلالة على ذلك فقد كان على اتصال مع بعض الجهات الأمنية الإسرائيلية. وبحسب مقرب منه، فقد أطلع مسؤولاً كبيراً في الأجهزة الأمنية فور إنشاء علاقة بينه وبين مشغليه الإيرانيين، وتوقع أن يحصل منه على تعليمات.
وبحسب البيان الأول الذي نشرته المخابرات الإسرائيلية لدى اعتقال سيغف، فإنه أنشأ علاقات، عام 2012، مع عميلين للمخابرات الإيرانية، عن طريق السفارة الإيرانية في نيجيريا. وادعى أنهما بادرا إلى هذه العلاقة بذريعة أنهما ينويان شراء عتاد طبي. ولاحقاً عرضا نفسيهما بصفتيهما رجلي مخابرات، ومنذ ذلك الحين، بحسب الشبهات، نشط سيغف كعميل في خدمة إيران. وقد جرت التحقيقات ضده نحو شهر ونصف الشهر بشكل سري تماماً. وكشف مؤخرا عن أن «الموساد» اختطف سيغف من دولة أفريقية بالتعاون مع أجهزة الأمن المحلية هناك، وجلبه إلى إسرائيل بشكل سري وبطرق ما زالت طي الكتمان.
يشار إلى أن سيغف قد انتخب عضو كنيست عام 1992 من قبل حزب «تسومت» اليميني المتطرف، التي ترأسها وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الأسبق، رفائيل ايتان. واستقال منه لاحقاً وانضم إلى حكومة يتسحاق رابين وزيراً للطاقة والبنى التحتية. وبعد انتخابات 1996 توجه إلى الأعمال الخاصة، ومنذ ذلك الحين تورط مرات عدة في مخالفات جنائية وتجارة مخدرات. واعتقل عام 2004 في مطار أمستردام عندما حاول تهريب 32 ألف حبة «إكستازي»، كما قام بتزوير جواز سفره الدبلوماسي. وفي حينه حكم، عليه بالسجن الفعلي مدة 5 سنوات، وسحب منه ترخيص العمل في مجال الطب. كما أدين في قضية أخرى بالاحتيال. وقد هجر إسرائيل إلى نيجيريا، حيث عمل هناك كصاحب أكبر مركز طبي. واستقبل المرضى من كبار السياسيين والعسكريين ورجال الأعمال، بمن في ذلك دبلوماسيون في سفارات إسرائيلية عدة في أفريقيا.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.