«مملكة الحب»... كوميديا تونسية تجسد مشاعر بالموسيقى والتمثيل والرقص

مختارات من الأغاني الشعبية بتصور يتماشى مع روح العصر

من التدريبات
من التدريبات
TT

«مملكة الحب»... كوميديا تونسية تجسد مشاعر بالموسيقى والتمثيل والرقص

من التدريبات
من التدريبات

يسدل الستار على مجموعة موسيقية وممثلين وراقصين يرتدون ملابس مختلفة تلخص تنوع الفئات الاجتماعية التونسية من العامل البسيط والموظف، إلى الطالب والمثقف والسياسي. كل واحد منهم يحمل حقيبة على الظهر هي بمثابة جواز دخوله إلى «مملكة الحب»، فيروي للجمهور نظرته إلى الحب، سواء من خلال الغناء أو التمثيل أو الرقص.
هكذا كان العرض الأول من «مملكة الحب» الذي قدمته الفنّانة التونسية منية البجاوي مساء أول من أمس، واعتمدت في تنفيذه على نحو 50 عنصراً بين موسيقيين ومسرحيين وراقصين.
العمل من بطولة منية البجاوي، ومشاركة كل من خالد الزيدي وعبد القادر الكوكي ووحيدة الفرشيشي وجميلة كامارا، أما إدارة الموسيقى فهي لسمير الرصايصي. وتولى مهمة الإخراج الفنّان المسرحي الطاهر عيسى بن العربي، لتعود به الفنّانة البجاوي إلى الساحة الغنائية بعد نحو عشر سنوات من الغياب عن عالم الفنّ.
«مملكة الحب» كوميديا موسيقية دامت نحو ثلاث ساعات، وقدمت للجمهور قصصا عن الحب بأسلوب هزلي ساخر، ودعت إلى تجاوز النظرة القاصرة إلى الحب الذي يمثل أحد أعمدة الوجود الإنساني. ومن خلال عدد من المشاهد المسرحية الراقصة، حمل العمل الموسيقي الحاضرين إلى العوالم الداخلية للتونسيين، فقدم المخرج هذه العوالم الساخرة والمضحكة في ظاهرها، لكنها مؤلمة في باطنها، وهي في معظمها دعوة إلى التخلص من النظرة المحدودة للحب.
واعتمدت الفنّانة التونسية منية البجاوي المشرفة على هذا العمل الفنّي، على الموروث الغنائي التونسي لتأثيث جانب مهم من العرض، وأدت بصوتها مختارات من باقة غنائية خاصة بها على غرار «همس الموج»، وهي الأغنية التي صنعت شهرتها منذ سنوات. ومن الموروث الموسيقي التونسي غنت «أنتم آه يا سادة»، وأغنية «مشتاقة»، و«حبيبي في أمان الله سافر»، و«في ضوء القميرة»، وهي من الأغاني المعروفة للفنّان التونسي علي الرياحي وأغنية «بابا بحري» من التراث الموسيقي التونسي، إلى جانب أغنية «يا صالح يا صالح» المعروفة بصوت الفنّان التونسي قاسم الكافي «وأنا نغني ع الحب».
وعملت البجاوي على إعادة توزيع نحو 23 أغنية من رصيدها الفنّي ومن الموروث الغنائي المحلي بتصور جديد، جمع بين الموسيقى الكلاسيكية الشرقية والموسيقى الغربية تماشيا مع روح العصر.
وإثر العرض، أكدت البجاوي على أن عملا فنّيا مثل «مملكة الحب» كثيرا ما راودها، وهو حلم فنّي أرادت تحقيقه وتم لها ذلك؛ على حد قولها.
ومن ناحيته، قال الطاهر عيسى بن العربي مخرج «مملكة الحب» إن التحضير لهذا العمل استغرق نحو ستة أشهر من التمارين اليومية، واعتبر أنه من بين الأعمال الفنّية التي لم نعد نتابعها منذ سنوات، وأضاف أن «مملكة الحب» أعلنت عودة الكوميديا الموسيقية التي تحمل كل مقومات المسرح من تمثيل وكتابة درامية وغناء وموسيقى، ليختم بقوله: أعتقد أن تونس تعيش «أزمة حب» حقيقية لا «أزمة اقتصادية»، وبالحب يمكن تجاوز مختلف الأزمات، على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.