آل جابر: تحرير ميناء الحديدة سيجعله شريان حياة لليمنيين لا ممراً لأسلحة الموت والدمار

التقى سفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن في الرياض

سفير خادم الحرمين لدى اليمن والسفير الإماراتي بالمملكة خلال لقائهما بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (واس)
سفير خادم الحرمين لدى اليمن والسفير الإماراتي بالمملكة خلال لقائهما بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (واس)
TT

آل جابر: تحرير ميناء الحديدة سيجعله شريان حياة لليمنيين لا ممراً لأسلحة الموت والدمار

سفير خادم الحرمين لدى اليمن والسفير الإماراتي بالمملكة خلال لقائهما بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (واس)
سفير خادم الحرمين لدى اليمن والسفير الإماراتي بالمملكة خلال لقائهما بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (واس)

التقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر، وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، في ديوان وزارة الخارجية بالرياض، اليوم (السبت)، سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وعدداً من السفراء المعتمدين لدى المملكة.
وجرى خلال اللقاء بحث آخر التطورات التي تشهدها الجمهورية اليمنية، وما يحققه الجيش اليمني من انتصارات في الحديدة، والجهود الإنسانية المبذولة للشعب اليمني، إضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
من جهته صرح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن المدير التنفيذي لمركز العمليات الإنسانية الشاملة محمد بن سعيد آل جابر، بأن المملكة ودول التحالف تدعم الحكومة الشرعية والجيش اليمني الذي أثبت بطولته واستبساله في استعادة الأراضي اليمنية من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وأن تحرير ميناء ومدينة الحديدة سيمثل تحريراً للعمل الإنساني والإغاثي من قبضة ميليشيا الحوثي وإرهابها، التي استخدمت الميناء لخدمة مصالحها وتهريب السلاح المقدم لها من إيران، وإطالة الحرب، وإفقار وتجويع الشعب اليمني.
وأضاف آل جابر أن الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216) هو ما يسعى له التحالف والمجتمع الدولي، وهو ما ترفضه الميلشيات الحوثية حتى الآن.
وحول العمل الإنساني لدول التحالف، قال السفير آل جابر من خلال خطة العمليات الإنسانية الشاملة التي أطلقها التحالف في شهر يناير (كانون الثاني)، «قمنا بأعمال استكملت المبادرات الخيرة التي أطلقت من أجل الإنسان اليمني، وتحمل الخطة مشاريع متعددة تتضمن رفع الطاقة الاستيعابية للموانئ اليمنية، ومشاريع إصلاح وتأهيل الطرق داخل اليمن، كما قدمت المملكة والإمارات والكويت أكثر من ثلث التبرعات الدولية لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن»، مبيناً أن التحالف سيعمل فور تحرير الميناء على إيصال المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية في مبادرة أطلقت قبل يومين لتصل إلى جميع المناطق اليمنية، وسيكون الميناء شريان حياة لليمنيين، وليس ممراً لأسلحة الموت والدمار والإثراء غير المشروع للميليشيا الحوثية.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.